عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قالَ رَبُّكُمْ عز وجل: ثلاثةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يومَ القيامةِ، ومن كنتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ، رجلٌ أَعْطَى بِي ثم غَدَرَ، ورجلٌ باعَ حراً فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، ورجلٌ اسْتَأْجَرَ أجيراً، فاسْتَوْفَى منهُ ولم يُوْفِه أَجْرَهُ» (أخرجه البخاري)، إن الظلم لا يدوم ولا يطول، وسيَضمحلّ ويزول، والدهر ذو صرفٍ يدور، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور، يقول الحليم الصبور: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء من الآية:227].
فاحذر أيها الظالم من التمادي في الظلم والطغيان، فعاقبة ذلك نيران، وحميم وقَطِرَان، قال الواحد المنان: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر:52]، وسوف يكون القصاص العادل وتأدية الحقوق من الحسنات أَخْذًا من الظالم وإعطاءً للمظلوم إضافة لرصيده، وزيادة في الميزان ووضعًا من السيئات التي على المظلوم، حيث تطرح في ميزان الظالم إذا لم تكن له حسنات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخِذَ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» (رواه البخاري).
وقال عليه الصلاة والسلام: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه من سبع أرضين» (رواه البخاري ومسلم). قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ . مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم:42-43].