سلسلة : " سير أعلام النبلاء "  1 معاذة العدوية 12311188_891933007581241_978684646382516838_n

♦ هــــي :-
------------
مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، أُمُّ الصَّهْبَاءِ العَدَوِيَّةُ السِّيدَةُ، العَالِمَةُ، البَصْرِيَّةُ، العَابِدَةُ، المتفقهة الزاهدة صاحبة الهمة العالية والمحبة الراقية والشوقِ المتزايد من عابدات البصرة، زَوْجَةُ السَّيِّدِ القُدْوَةِ التابعي الجليل صلة بن أشيم
.
.
♦ نشأتها وروايتها للحديث:-

---------------------------------
• نشأت قريبة من الصحابة الكرام تنهل من معين علمهم الذي أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت رحمها الله تلميذة لأم المؤمنين عائشة وأخذت عنها فبوركت بصحبتها لأُم المؤمنين رضي الله عنها .
فقد لقيت أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها وأخذت عنها، ثم لقيها الحسن البصري - رحمه الله تعالى - وسمع منها،
• وحديثها محتج به في الصحاح ،
• ووثَّقها يحي بن معين .
• رَوَتْ عن:- علي بن أبي طالب ، وعائشة ، وهشام بن عامر .
• حدَّث عنها:- أبو قلابة الجرمي ، ويزيد الرشك وعاصم الأحول ، وعمر بن ذر ، وإسحاق بن سويد ، وأيوب السختياني وآخرون
.

.
♦ عبادتها وزهدهــــــــا :-
----------------------------
كانت معاذة العدوية إذا جاء النهار قالت: هذا يومي الذي أموت فيه، فما تنام حتى تمسي وإذا جاء الليل قالت: هذه ليلتي التي أموت فيها فلا تنام حتى تصبح وإذا جاء البرد لبست الثياب الرقاق حتى يمنعها البرد من النوم.

• قالت امرأة كانت تخدم معاذة : كانت تحيي الليل صلاة فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار الدار وهي تقول: أمامك يا نفْس نوم طويل، غدًا تطول رقدتك في القبر، إما على حسرة وإما على سرور، فاختاري يا معاذة لنفسك اليوم ما تحبين أن تكوني عليه غدًا.
• كانت معاذة العدوية تصلي في كل يوم وليلة ستمائة ركعة وتقرأ جزءها من الليل تقوم به.
• وكانت تقول:  عَجِبْتُ لِعَيْنٍ تَنَامُ، وَقَدْ عَلِمَتْ طُوْلَ الرُّقَادِ فِي ظُلَمِ القُبُوْرِ.
وكان زوجها كذلك فى الطاعة، حتى قال أبو السوار العدوي ذات يوم: بنو عدي أشد أهل هذه البلدة اجتهاداً،

.
.
♦ من أقوالها:-
---------------
• قالت: صحبت الدنيا سبعين سنة ..ما رأيت فيها قرة عين قط بلغنا أنها كانت تُحيي الليل عبادة ،
• وكانت تقول : والله ما أحب البقاء إلا لأتقرب إلى ربي بالوسائل ؛ لعله يجمح بيني وبين أبي الشعثاء وابنه في الجنة .
• وعن امرأة أرضعتها معاذة قالت: قالت لي معاذة:يابنيه كوني من لقاء الله تعالى على حذر ورجاء، فإني رأيت الراجي محفوفا بحسن الزلفى لديه يوم يلقاه ،ورأيت الخائف له مؤملا له زمان يوم يقوم الناس لرب العاملين ثم بكت  ، وكان زوجها كذلك طائعا
.
.
♦ يوم استشهاد زوجها:-
--------------------------
 ولما استُشْهد زوجها صلة وابنها في بعض الحروب ، اجتمع النساء عندها ، فقالت : مرحبا بكُنّ  إن كنتن جئْتُنّ للهناء ، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعْنَ .

• تقول أم الأسود بنت زيد، - وكانت معاذة قد أرضعتها -  قالت معاذة لما قتل أبو الصهباء (زوجها): (والله يا بنية، ما محبتي للبقاء في الدنيا للذيذ عيش، ولا لروح نسيم، ولكن والله أحب البقاء لأتقرب إلى ربي عز وجل بالوسائل، لعله يجمع بيني وبين أبي الصهباء وولده في الجنة)
.

.
♦ وفاتهـــــــــا:-
-----------------


مَـــرَّ عشرون عاماً على وفاة زوجها وفي كل يوم يمر كانت معاذة تستعد للموت وتأمل أن يجمعها الله بزوجها وابنها في مستقر رحمته
وقد رُوِيَ أنه لما احتضرت معاذة العدوية بكت ثم ضحكت. فقيل لها: مم بكيت ثم ضحكت فمم البكاء ومم الضحك؟ قالت: أما البكاء الذي رأيتم فإني ذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر فكان البكاء لذلك، وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكي فإني نظرت إلى أبي الصهباء قد أقبل في صحن الدار، وعليه حلتان خضراوان وهو في نفر، والله ما رأيت لهم في الدنيا شبها فضحكت إليه ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضا.
فماتت قبل أن يدخل وقت الصلاة.
وقد أَرَخَّ أَبُو الفَرَجِ ابْنُ الجَوْزِيِّ وَفَاتَهَا: فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ.

رحم الله معاذة العدوية


-------------------------