ابوحذيفة السلفى الاعضاء
عدد المساهمات : 345 نقاط : 1022 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/02/2014
| موضوع: المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت / الشيخ أحمد السيسى الثلاثاء أكتوبر 06, 2015 11:22 pm | |
| الحمد لله الذي ظهر لأوليائه بنعوت بجلاله ، وأنار قلوبهم بمشاهدة صفات كماله ، وتعرف إليهم بما أسداه إليهم من إنعامه وإفضاله ، فعلموا أنه الواحد الأحد ، الفردُ الصمد ، الذي لا نِدَّ له في ذاتِه ولا صفاتِه ولا في أفعالِه . لا يُحْصِى أحدٌ ثناءً عليه ، بل هو كما أثني على نفسه على لسانِ من أكرمهم بإرساله ، الأول الذي ليس قبْلَهُ شيء ، والآخرُ الذي ليس بعدهُ شيء ، والظاهرُ الذي ليس فوقهُ شيء ، والباطنُ الذي ليس دُونَه شيء ، الحيُّ القيومُ المتفرِّدُ بالبقاء ، وكل مخلوق منتهى إلى زواله ، السميع الذي يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات ، فلا يشغله سمع عن سمع ولا يتبرم بإلحاح الملحِّين عليه في سؤاله ، البصيرُ الذي يرى دبيبَ النملةِ السوداءِ على الصخرةِ الصمَّاء في الليلة الظلماء حيث كانت من سهله أو جِبَالِه ، وألطفُ من ذلك رؤيتُهُ لتقلب قلب عبده ومشاهدته لاختلاف أحواله ، فإن أقبل إليه تلقاه ، وإنما يكون إقبال العبد عليه من إقباله ، وإن أعرض عنه لم يكله إلى نفسه ولم يدعه في إهماله ، وإنما يكون أرأف به من الوالدةِ الرحيمَةِ بولدها في حمله ورضاعه وفصاله ، وأشهد أن لا اله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له ، كلمةٌ قامت عليه الأرض والسماوات ، وفطر الله عليه جميع المخلوقات ، وهى أساس الفرد والسنة ومن كان آخر كلامه لا اله إلا اللهُ دخل الجنة وأشهدُ أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وخيرتُهُ من خلقه وأمينه على وحيه وصفيه وخليله ، أرسلهُ اللهُ تعالي رحمةً للعالمين ، وقدوةً للعاملين ، و محجَّة للسالكين ، وحسرةً على الكافرين ، وحجَّةً على العباد أجمعين ، فهدى به من الضلالةِ ، وَبَصَّر به من العمى ، ولم يزل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشمرًا في ذات الله تعالي ، لا يردُّهُ عن دِينِه راد ، ولا يَصُدُّهُ عن دَعْوتِهِ صاد ، حتى أشرقتْ به الأرضُ بعد ظلماتها ، وتألفت به القلوبُ بعد شتاتها ، وصار دينُهُ القيِّمُ في الأرضِ مسير الشمس في الأقطار ، وَبَلَغَتْ دعوتُه ما بلغ الليل والنهار فصلَّى الله وملائكته والصالحون من عباده عليه ، كما وحد ربه وعرف به ودعا إليه أمـــــــــــــــــــــــا بعد :- روى الإمامُ ابنُ حِبَّانَ في صحيحه عن أبى ذرٍ الغفاريْ رضي الله تعالي عنه قال: " قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إن صُحُفُ مُوسَى كَانَتْ عِبَرًا كُلُّهَا عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ كيف يَفْرَحُ عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ كيف يَضْحَكُ عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بالقدر كيف ينصب عَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وسرعةَ تَقَلُّبَهَا بأهلها كيف يطمأن إِلَيْهَا " !! هذا مسطورٌ في الصحف الأولى .. صحف موسى عليه السلام مما أنزل عليه ربه تَبَارَكَ وَتَعَالَي من الأمثال والحكم العظيمة • عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ كيف يَفْرَحُ ؟! لأن ذكر الموت يقصر آمال العبد . مر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مجلس فوجد أهله مستغرقين ضحكا فقال : " شوبوا مجالسكم بذكر هازم اللذات " وقال: " إنّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي أنّ نَفْساً لنْ تَمُوتَ حَتّى تَسْتَكْمِلَ أجَلَها وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَها، فاتّقُوا الله وأجْمِلُوا في الطَّلبِ " • عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ كيف يَفْرَحُ ؟! لأنَ الموتَ يكدِّرُ على الناسِ عيشَهُم ، حين يعلمُ العبد أنه منتقل من هذه الدار إلى دارٍ أخرى .. يراقبُ عَمَلَه ، يتحكمُ في انفعالاتِه ، يرجو ما عندَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَي ، ويظلُ محافظًا على استقامته ، حتى إذا دخل قبره دخله في أمان ، وإذا نودي القيامة غدًا قام في سلام ، يعلمُ أن العباد غدًا لابد أن يذوقوا هذا الكأس ، فلا مُخَلَّدَ في هذهِ الحياة . مات الأنبياءُ المرسلون ، مات الصغارُ والكِبار ، مات الحرُّ والعبدُ ، والذكرُ والأُنْثَى " وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ " ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّ كَــــــــأسٌ *** وأنْتَ لِكَأْسِهِ لاَ بُدَّ حَاس إلى كَمْ ، والمَماتُ إلى قَريبٍ ، *** تُذَكَّرُ بالمماتِ وَأَنْتَ ناسِ[ltr]أوحى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ميت فقال : " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ " " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " قال : النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتاني جبريل فقال : " يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَأَحْبِبْ مَنْ شئت فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ ، واعلم أن شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ " • عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ :- مهما طالَ العُمرُ بالإنسانِ لابدَّ أَنْ يغادِرَ الحياةِ " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ " "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُم" " رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ " " كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " • " كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ " :- لا بد أن تستحضر هذا الغائب ، لا بد أن يكون في الموت معتبر للمعتبرين . قال : الحسن البصري رحمه الله تعالي " يا بن ادم إنما أنت بضع أيام كلما مضى يوم مضى بعضك " أنت بضع أيام .. كلما مضى يوم مضى بعضك!!! وقال: " إن هذا الموتَ قَدْ أفْسَدَ على أَهْلِ النعيمِ نَعِيمَهُمْ فالتمسوا عيشًا لا مَوْتَ فيه " ، حين يطول أمل الإنسان .. يقسوا قلبه ، يشعر بالاطمئنان والأمن ، يَرْكَنُ الحياة الدنيا . حِينَ يَزْهَدُ الإنسانُ في الحياةِ يظلُ رقيبًا على نَفْسِهِ ، يَعْلَمُ أَنَّ ملكُ المَوْتِ قَدْ يَطْرُقُ عليهِ بَابَه لِيُفَرِّقَ بين رُوحِهِ وَبَدَنِهِ في أي لحظة ، ولا يُؤَجَّلُ الإنسانُ ثَانِيَةً واحدةً عن الكتابِ الذي كَتَبَهُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَي " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ " لأجل ذلك قال : المعصوم عليه الصلاة والسلام : "إِنَّ اللَّهَ إذا أَرَادَ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ فيها حَاجَةً فرحل إِلَيْهَا لتقبض فيها روحه " . في إخبار بني إسرائيل أن ملكَ الموتِ كان يَصْفَحُ وجوه العبادِ في مجلس سليمان عليه السلام – وكانوا يشاهدونه عيانًا – فدخل يومًا فجعل يحدق في جليسٍ لسليمان ، حتى خشي الرجل على نفسه فقال :مُرِ الريح فليحملني إلى أقصى الأرض ، فحملته الريح إلى بلاد الهند!! ثـــــم عاد ملك الموت من قابلٍ إلى مجلس سليمان فقال :سليمان عليه السلام : مالك كنت تَحِدَّ النظر في جليسي؟ فقال: كنت أعجب ، لأن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَي أمرني أن اقبض روحه في بلاد الهند فوجدته جالسًا في مجلسك!!!!! ستقبض روحك ولا يستطيع الإنسان أن يفر من أجله " قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " " أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ " لا يَسْتَطِيعُ الإنسانُ أَنْ يَفِرَّ من أجله ، لا يستطيعُ الإنسانُ أن يُمِدَّ في مُهْلَتِه ، لا يَسْتَطِيعُ الإنسانُ أَنْ يعيشَ أكثرَ مِمَّا كَتَبَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَي له[/ltr] أَعْمَارُ هذهِ ألأمَّةِ أعمارٌ قَصِيرة ، قال : النبي عليه الصلاة والسلام " " أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ " وقال : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " معترك المنايا مابين الستين إلى السبعين " وَقَدْ قُبِضَ عليه الصلاةُ والسلام في هذا المعترك ماتَ في الثالثةِ والستِّين من عمره " معترك المنايا مابين الستين إلى السبعين "!! وقال:" أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً " أي انقطعت معاذيره أمام الله إن مات عاصيا لله سادرا في غيه عَاشَ سِتِّينَ عَامًا وَلَمْ يَستَعْتِبْ عَاشَ سِتِّينَ عَامًا وَلَمْ يعبد ربه حتى يأتيه اليقين عَاشَ سِتِّينَ عَامًا يقيمُ فيها على اللهْوِ والفجورِ والعصيان ، لا عُذْرَ لهُ عِنْدَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَي يومَ القِيَامة قال : وُهيْبُ ابن الورد : قَرَأْتُ في بَعْضِ كُتُبِ اللهِ السَالِفَةِ إن لله تعالي مناديًا ينادى في السماءِ في كلِّ يوم : أَبْنَاءَ الأربعين ، زَرْعٌ دَنَا حَصَادُهُ أَبْنَاءَ الخمسين ، هلمُّوا إلى الحساب أَبْنَاءَ الستين ، لا عذر لكــم أَبْنَاءَ السبعين ، عُدُّوا أَنْفُسَكُمْ في الموتى .. أَبْنَاءَ السبعين ، عُدُّوا أَنْفُسَكُمْ في الموتى!! أَبْنَاءَ الأربعين ، زَرْعٌ دَنَا حَصَادُهُ ..تأمــل !! فإذا كان الإنسان في هذه العمر ينادى بأنه زرعٌ قد دنا حصاده ومن بلغ الخمسين فَليُفَتِّشْ في أوراقه " هلمُّوا إلى الحساب " ومن بلغ الستين انقطعت معاذيره " لا عذر لكــم " ومن بلغ السبعين فكأنه ميِّتٌ يمشي بين الناس على وجه الأرض . " أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ " لأجل ذلك نهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أن يتمنى الإنسانُ الموت لأن ما وراء الموت قد يكون أصعب بكثير من الدنيا قال:" لا يتمنين أحدكم الموت لضُرٍّ نزل به فإنَّ هولَ المُطَّلعِ شديد " " هولُ المُطَّلعِ شديد " من اجل ذلك يخطئ من يقول : من مات فقد استراح..، قد يكون ذهب إلى الشقاء الأبدي وإنما يستريح الذي عمل بطاعة الله ، يستريح الذي ختم له بخاتمة السعادة " الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيم " قال بن مسعود رضي الله تعالي عنه : " حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ : " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ، ثُمَّ يكون عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، قال:" فَوَ الذي نفسي بيده إِنَّ العبد لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا ، وَإِنَّ العبد ليَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا " " الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيم " لذلك كان يسأل ربه تَبَارَكَ وَتَعَالَي الثبات حتى الممات " الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيم " فالعبد يجب أن يعمل بطاعة الله حتى تنفعه عند مفارقة الحياة (( إِنَّ الَّذِينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ - عند الموت ، في لحظة الاحتضار - أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقال : إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) )) (( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ )) في لحظات الاحتضار هذه اللحظة التي قال : فيها القرآن (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ )) ليس التثبيت لكل أحدٍ من العالمين إنما لمن عش موحدا ، عاش متبعا للسنة ،عاش طائعا لله تَبَارَكَ وَتَعَالَي .. هذا الذي يثبته الله تعالي بالقول الثابت (( فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ )) " الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيم " حين احتضر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبضهُ اللهُ على خيرِ حال ، كان يعتكفُ في كل عامٍ عشرةَ ليالٍ ، اعتكف في هذا العام عشرين ، كان يعرض القران على جبريل في كل عام مرةً ، فَعَرَضَهُ في هذا العام مرتين ، قالت أم سلمة : كان لا يقوم ولا يقعد ولا يروح ولا يجيء إلا ويقول : " سُبْحَانَ اللَّهُ وَبِحَمْدِه اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي " لذلكَ حين نزل به مرض الموت كانت هذه آخر غسلةٍ من الله تَبَارَكَ وَتَعَالَي به ليلحقَ بالرفيق الأعلى كان الصحابةُ يدخلون عليه فيتعجبون من صبره على لأواء المرض قال ابن مسعودٍ " وضعت يدى على الخميصة التي كانت موجودة كان على رأس النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدت شدةَ حرارته ، فقلت : ما هذا ؟ ، فقال : إني أوعك كم يوعك رجلان منكم ، إنا كذلك معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء ويضاعف لنا الأجر" قالت عائشةُ : " فَطَفِقَ يَقُولُ : "أسألك الرفيق الأعلى" ، فعلمت أنه لا يختارنا " لأن الأنبياء يُخَيَّرُونَ ، - كما ثبت في الصحيح -عند موتهم بين البقاء في الدنيا وبين اللحوق بالرفيق الأعلىأما النبي عليه الصلاة والسلام فاختار الرفيق الأعلى وطفق يقول مع ميكائيل وجبرائيل ،مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. لما جاء ملك الموت لقبض روح موسى عليه الصلاة والسلام جاءه في صورة رجل فدخل داره من غير استئذان فلطمه موسى عليه السلام فعاد إلى ربه فقال : بعثتني إلى رجل لا يريد الموت فأرسله الله إلى موسى فقال : أن ربك يخيرك : ضع يدك على متن ثور فما وارته من شعر فلك بك شعرةٍ عام – لو وضع يده على متن ثور ستغطى قل خمسمائة قل ألف شعرة .. له بكل شعرة عام قال : موسى : ثم ماذا ؟ قال: ثم تموت قال : فالآن إذن أي اقبضنى الآن فقبضه ملك الموت " نوحٌ عليه السلام :- قال : الله تعالي : (( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً )) سُئِلَ عند احتضاره عن حياته فقال : " والله لكأنما دخلت بيتا ببابين دخلت من هذا فخرجت من هذا " ألف سنة -عشرة قرون - ، وَحِينَ مَاتَ شَعُرَ أَنَّهُ لَمْ يَعِشْ شيئًا في هذهِ الحياة .. دخل من بابٍ وخرج من الباب الآخر ، لأجل ذلك كان النبي يحثُّهُم على قصر الآمال قال ابْنِ عُمَرَ : قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ :" إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ المساء و إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصباح " هذه إِرْشَادَاتُهُ لأمَّتِهِ ليكونوا على ذُكْرٍ من هذا الغائب الذي قيل فيه : " كربٌ بِيَدِ سواك لا تدرى متى يَغْشَاك " تَأَهَّبْ لِلَّذِي لابُدَّ مِنْهُ ** فَإِنَّ الْمَوْتَ المُوَكَّلِ بالْعِبَادِ أترضى أَنْ تَكُونَ رَفِيقَ قَوْمٍ ** لَهُمْ زَادٌ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ أترضى أَنْ تَكُونَ رَفِيقَ قَوْمٍ ** لَهُمْ زَادٌ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ ؟؟ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى " الذي ينفع عند الله غدًا :هو التقوى والعمل الصالح هو الإخلاص تبارك لله تعالي " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " هكذا عاشوا حياتهم زاهدين قصَّروا آمالهم في هذه الحياة دخلوا على سلمان الفارسي رضي الله تعالي عنه فلم يجدوا فرشا ولا أثاثًا ولا متاعًا فقالوا : أين أثاثك قال: إن لنا دارا أخرى نقلنا إليها متاعنا فقالوا: فَهَلَّا أبقيت في هذه الدار بعض متاعك؟؟ قال : إن صاحب الدار الأخرى يأبى علينا ذلك – نقل كل ما يملكه من الصالحات إلى الدار الأخرى إلى الدار الآخرة كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، وشهره يهدم سنته ، وسنته تهدم وعمره ؟ كيف يفرح من يقوده شبابه إلى هرمه، وتقوده حياته إلى موته ، ♦ وقف عثمان رضي الله عنه في جنازة فبكي فقيل له رحمك الله.. ما يبكيك ؟ فقال :سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : " إن القبر أول منازل الآخرة " هنا سيعلم العبد مصيره الآتي هنا سيعلم ما أُعِدَّ له من النعيم أومن الشقاء قال : النبي عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي إِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ وإدبارٍ مِنْ الدُّنْيَا أتته ملائكةٌ من الجنةِّ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ – أي ريح وعطر- مِنْ حَنُوطِها فيجلسون عِنْدَ رَأْسِهِ فيَقُولُون يا أَيَّتُهَا الروح الطَّيِّبَةُ ارجعي إلى رضوان من اللَّهِ ، قال :: فَتَخْرُجُ روحه من جسده تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فلا تمكث معهم حتى يأخذونها إلى السماء ، فينادى بأحب أسماه التي كان ينادى بها في الدنيا ثم يختم له بخاتمة السعادة " أما الْعَبْدَ الكافر أو الفاجر أو قال : المنافق : فإِذَا كَانَ فِي إِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ وإدبارٍ مِنْ الدُّنْيَا أتته مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ سود الثياب منتنوا الرائحة معهم كفن من أكفان النار ، وحنوط من حنوطها- عياذا بالله تعالي- قال:فتفرق روحه في جسده فيجذبونها فتقطع معها كل عرق وعصب ، فيَقُولُون يا أَيَّتُهَا الروح الخبيثة ارجعي إلى غضب من اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَي " هَذَا حَالُ الأتقياء و هَذَا حَالُ الأشقياء ما بين عبدٍ مؤمنٍ طائعٍ صالحٍ عاش على الإسلام ، عاش حياته يرعى دين الله وشرعه ، عاش حياته يبحث عن حسنة علَّها تَعْدِلُ كفة ميزانه يوم القيامة ، وآخرُ عاشَ ساهيًا لاهيًا سادرَا في غيِّهِ ، لا يعرفُ معروفًا ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا فمات على شر حالٍ عياذًا بالله تَبَارَكَ وَتَعَالَي . كما تواتر عن كثيرٍ من المحتضرين أنهم ماتوا ميتة مخزيةً عياذا بالله . قيل لرجلٍ كان مدمنًا على لعب الشطرنج في الدنيا : قل : لا اله إلا الله فطفق يقول : شاه رُخْ شاه رُخْ ، حتى خرجت روحه - يعنى كِشْ ملك - وقيل لرجلٍ سائلٍ كان يُحْتَضَرْ: قُلْ : لا اله إلا الله ، فظل يردد : فلسٌ لله ، فلسٌ لله حتى خرجت روحه على هذه الحال . وقيل لثالث قل لا اله إلا الله فطفق يقول : يَا رُبَّ قائلةٍ يَوْمًا وَقَدْ تَعِبَتْ *** أَيْن الطَّرِيق إلى حمام مَنْجَابِ حتى خرجت روحه وهو يقول : قال : المؤرخون : إن هذا الرجل وجد امرأةً تسأل عن حمامٍ في بغداد ، اسمه حمامُ منجابِ ، فأرشدها إلي بعض الطرق المؤدية إلي داره هو ، حتى إذا دخلت ، أغلق الباب عليها فراودها عن نفسها ، فكانتِ المرأةُ عاقلةً فَطِنَة ، فأظهرت له الرضا ، وقال :ت اذهب فاشترى لنا طعامًا وشرابًا وفاكهةً ، فذهب الرجل فرحًا ليشتريَ شيئًا ، ففرت المرأة إلي بيتها. فلما ولم يجدها في الدار ، وَلم يجد لَهَا أثراً ، جُنَّ جُنُونُهُ ، وَأكْثر الجزع لَيْهَا ، وَجعل يمشي فِي الطُّرُقِ والأَزِقَّةِ وَهُـــوَ يَقُول : يَا رُبَّ قائلةٍ يَوْمًا وَقَدْ تَعِبَتْ *** أَيْن الطَّرِيق إلى حمام مَنْجَابِفمر فِي بعض الْأَزِقَّة وَهُوَ ينشد هَذَا الْبَيْت ، وَإِذا بِالجَارِيَة تجاوبه من طاق وَهِي تَقول : هلا جعلت لَهَا إِذْ ظَفِرتَ بهَا *** حرْزا على الدَّار أَو قُــفلا على الْبَاب ؟ إِنْ يَنْفَـــــد الرِّزْقُ فَالرّزَّاقُ يَخْلِفُهُ *** وَالعِرْضُ إِنْ نْفَدَ فمِنْ أَيْنَ يُنْجَابُ ؟فطار عقله ، وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى نزل بِهِ الْمَوْت وجاءت ساعة احتضاره ، فَقيل لَهُ قل : "لَا إِلَه إِلَّا الله " .. فلا يستطيع ، إنما جعل يَقُول : يَا رُبَّ قائلةٍ يَوْمًا وَقَدْ تَعِبَتْ *** أَيْن الطَّرِيق إلى حمام مَنْجَابِ!!!! أين هؤلاءِ المخزيين ممن قال : فيهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( يبعث الشهيد يوم القيامة وجرحه يثعب دمًا اللون لون الدم والريح ريح المسك)) باع نفسه لله " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 111 ) " جُرِحَ في سبيلِ الله ، ماتَ في سبيلِ الله ، يُبْعَثُ يَوْمَ القيامةِ بين الخلائق على رؤوس الأشهاد يُعْرَف ، جُرْحُهُ يَثْعَبُ دمًا ، اللونُ لونُ دم ، والريحُ ريحُ مِسْك . في حجة الوداع كان واحدٌ من الصحابة مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ملبيا في إحرامه ،فوقصته الناقة .. فقال النبي عليه الصلاة والسلام : " كَفِّنُوه في إحرامه ادفنوه كما هو فانه يبعث يوم القيامة ملبيا " لا اله إلا الله .. مات على عمل صالح هذا حسن الخاتمة ، ختم الله له بخاتمة السعادة مات ملبيا لله، يبعث يوم القيامة بين الخلائق : لبيك اللهم لبيك ،لبيك لا شريك لك لبيك انم احمد والنعمة لك والملك لا شريك لك أين هؤلاء من الأشقياء ؟؟ مِنَ الَّذِي مَاتَ في خمارة فحملوا جثمانه من الخمارة مِنَ الَّذِي مَاتَ وهو يمثل دور ميت فخرجت روحه مِنَ الَّذِي ألقي نفسه من الشباك ليقضى على روحه من التي كانت ملئ السمع والبصر فلما تنحت عنها الأضواء قتلت نفسها عياذا بالله . حال الأشقياء . ما أبعد النُجْعَةَ بين من عاش لله يرعى شرع الله يتبع كتاب الله يعمل بسنة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. هؤلاء هم السعداء في الدنيا وفي الآخر " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ - لا اله إلا الله هي القول الثابت - فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفرو
الخطبة الثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانيةالحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ، أمــــــــــــــــــــــــــــــــا بعد :- لَا بُدَّ من ذكر الموت ، لَا بُدَّ أن يتذكر الإنسان أنه عائد إلى الله انه راحل من هذه الحياة إذا راعى هذا المعنى وإذا تذكر هذا المبنى ؛ عاش حياته خائفًا وَجِلًا من سوئ الخاتمة عياذا بالله تبارك وتعالى عاش يدعو ربه تبارك وتعالى أن يقبضه على خير حال كما قبض الصالحون وكما قبض الشهداء وكما قبض النبيون على خير حال الموت واقع لا فرار منه للصغير وللكبير الموت و قادمٌ لكل إنسان ، فماذا أعددنا لهذا الموت ؟! ماذا أعددنا لهذا المصرع ؟! ماذا أعددنا حينا يا سين ملك الموت ليقبض روح الإنسان ماذا أعد لهذه الساعة هذي أصعب ساعة في حياة الإنسان لا يدرى الإنسان ماذا بعد الموت ماذا ينتظره في قبره . مَـــرَّ سَلْمَانُ الفارسيُّ رضيَ الله تعالى عنه على شبيبةٍ يلعبون ويضحكون فقال : " ثلاثةٌ أعجبتني حتى أضحكتني ": مؤمِّلُ دنيا والموت يطلبه وغافلٌ وليسَ بِمَغْفُولٍ عَنْه وضاحكٌ بملءِ فيه ولا يدرى أأرضي ربه أم أسخطه.؟!! هؤلاء تربوْا في مدرسةِ النبوة ، كلمات خرجت من مشكاة النبوة ، تأمل!! :" ثلاثةٌ أعجبتني حتى أضحكتني ": مؤمل دنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وضاحك بملء فيه ولا يدرى أأرضي ربه أم أسخطه.؟!! لذلك عاشوا رضي الله تعالى عنهم حياة عظيمة لو قيل لأحدهم أن القيامة تقوم غدًا.. ما وجد عملا أكثر مما كان يعمل . كان الربيعُ ابنُ خثيم رضيَ الله عنه قد حفر قبرًا في داره وكان إذا شعر بالكسل نزل فتمدد في القبر ثم قال : " رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ " ثم يخرج من القبر فيقول لنفسه : ها قد عدت فاعمل .. ها قد عدت فاعمل . حال الأشقياء مباينةٌ لذلك .. يعيش وكأنه مخلَّدٌ في الحياة ، ولا يدرى انه سَيُسْأَلْ ، وَسَيُوقَفُ بينَ يَدَيِ الله . قَالَ الفُضَيْل ابن عياضٍ لرجلٍ : " كم مضى عليك " ؟ قال : سِتُّونَ عامًا قَالَ : أنت منذ ستين عاما تسير إلى الله ؟ يوشك أن تبلغ !! قَالَ : إنا لله وان إليه راجعون قَالَ : من علم أنه لله راجع فليعلم أنه موقوف ، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤل ومن علم أنه مسئول فَليُعِدَّ لكل سؤال جوابًـا قال : الرجل فما الحيلة ؟ قال : يسيرة ؛ تُحْسِنُ فيما بقي يُغْفَر لك ما قد مضى فانك إن أسأت فيما بقى أخذت بما بقى وبما مضى . الحيلةُ يسيرة : تحسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى . هكذا كانوا فطناء رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم . يموت العبد ثم يدخل في هذه القبور التي لا يعلم ماذا ينتظره فيها . القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرةٌ من حفائر النيران أعاذنا الله وإياكم منها ماذا اعددنا؟ كل إنسان سيسأل في قبره يأتيه ملكان فيقعدانه ويسألانه عن ربه وعن دينه وعن الرجل الذي بُعِثَ فيهم عن النبي عليه الصلاة والسلام من الذي أعَدَّ للسؤال جوابًا من الذي يستطيع أن يقول ربى الله من الذي يستطيع أن يقول رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيَّا ورسولًا من الذي يستطيع أن يقول ذلك ؟ هم السعداء الموفقون الذين وفقهم الله تبارك وتعالى هم الذين عملوا طيلة أعمارهم لهذه الساعة هذه ساعة الامتحان ، يوم الامتحان يُكْرم المرء أو يهان هذا الامتحان الذي يحدد مصيرك هذا الامتحان الذي يحدد مستقبلك العبد إذا عاش سادرا يفاجأ بأن لموت قد جاء يتمنى لو صلى ركعتين يتمنى لو أُمْهِلَ ليتوبَ إلى اللهِ تباركَ وَتَعَالَى " حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ " قال الله "كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) " لو عاد ، كما قال : القرءان " وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " لو عاد لعاد مرةً ثانية إلى الضلال المبين ولنسىَ ما كان منه في أيامِ حياته في أخبار بني إسرائيل : أن رجلا صالحا كان يسمى عبود ، وكانت له ابنة عم ، وكان يحبها ، حتى إذا تزوجها ماتت في ليلة البناء فقام عبود هذا على قبرها يبكى فمر عليه المسيح عليه السلام فسأله عن حاله ، قال : ماتت ابنة عمى وستتبعها روحي فقال : يا روح الله – هكذا كانوا يخاطبون المسيح – ادع الله أن يردها قال : إذا وهبت لها شيئا من عمرك دعوت الله تبارك وتعالى أن يردها إلي الحياة ، فوهب لها شطر عمره ، فخرجت المرأة حية من قبرها ، وكان الرجل مقيما على قبرها ثلاثة أيام لا طعام ولا شراب ، وبكاء فقال أنا مجهد الآن ، فنام في حجرها ، وأوصاها أن لا توقظه حتى يأخذ قسطا من الراحة ، فمر احد الأمراء يركب فرسا ، فنظر أليه فأعجبته ، فأشار إليها ، فخلعت رأس عبود من حجرها ثم تبعت هذا الأمير ، فلما أفاق الرجل بحث عن المرأة التي وهب له نصف عمره فلم يجدها ، سأل المارة المارَّةَ فقالوا: إنها مع الأمير فلان ابن الملك فالتجأ أليها ، فسأله الأميرُ: ماذا تريد منها ؟ قال إن لي عندها وديعة فإن ردَّتْ علىَّ وديعتي تركتها ، قالت المرأة : أي وديعة ؟ قال لقد وهبتك شطر عمري، ردى عليَّ ما وهبته قالت : رددت عليك هبتك فسقطت ميتة لحالها!! تأمل !!! سقطت ميتة في الحال !!! . لابد أن يعلم العبد انه راحل إلى حياة تختلف اختلافا كليا عن هذه الحياة فيها سؤال وجواب ، فيه أهوال وظلمات ماتت المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد ، فقال النبي : ألا دللتموني على قبرها ؟ فسجد فصلى فدعي لها ثم قال : " إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وان الله ينورها لهم بصلاتي – أي بدعائي – لهم " هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها ولا ينورها إلا الإعمال الصالحة والدعوات الصالحة قال عليه الصلاة والسلام : " بلغني أن هذه الأمة تفتن في قبرها قريبا من فتنة المسيح الدجال " لما مات سعد ابن معاذ وقف النبي يبكى على قبره ثم قال: " هذا الذي اهتز له عرش الرحمن وشيعه سبعون آلفا من الملائكة ، وَفُتِحَتْ له أبواب السماء ، لقد ضم ضمة ثم سُرِّيَ عنه " ضمَّهُ القبرُ ضمةً ثم سُرِّيَ عنه !! تأمل !! مَاذَا أَعْدَدْتَّ لهذه الضمة ؟ مَاذَا أَعْدَدْتَّ لسؤال القبر ؟ مَاذَا أَعْدَدْتَّ للإجابة على الملكين ؟ مَاذَا أَعْدَدْتَّ لمصرعك؟ مَاذَا أَعْدَدْتَّ لاحتضارك ؟ حين يأتي ملك الموت .. ترى في أي الفريقين نكون نحن؟ إنسانٌ يعيش حياته خمسين ستسن سبعين عاماً ، لا يعرف طريقًا إلى المسجد لا يعرف طريقا إلي فعل الخير ، لا يتَّبِع السنَّة ، لا يعرفُ النبي عليه الصلاة والسلام . البعضُ يَعْرِفُ تفاصيل حياة المغنيين والراقصات والممثلات ، البعض عاش حياته مثل الأنعام " إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ " الأنْعَامُ تَسَبِّحْ بحمد ربها عاش حياته حرام في حرام .. عاش حياة الغفلة ، البعض أضاف إلى الحرام والغفلة الحرب على دين الله ، على أولياء الله يُحَارِبُ الإسلام ، يُحَارِبُ القرآن ، يُحَارِبُ السنَّة يُحَارِبُ أهل السنَّة ، يحارب الدعاة إلى الله ماذا ينتظر هذا؟؟ ينتظر ملائكة الرحمن تصطف له عن الجانبين يشيعونه إلى دار النعيم ؟! " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " تذكروا الموت تذكر أنك في يومٍ من الأيام سَتَنْزِلُ قبرًا موحشًا فلا أهل ولا أنيس . قال عمر ابن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه : " ألا ترون أنكم تشيعون في كل يوم رائحًا أو غاديًا إلى الله ، قد فارق الأحباب ، وقطع الأسباب ، وتوسد التراب ، فتوسدونه في بطن صدع من الأرض ، غير ممهد ولا موسد " تأمل!! هذا الخد سيأكله التراب العينان سيأكلهما الدود هذا البدن الذي عشت حياتك تتمايل وتتبختر فيه سيأكله الدود القبر لا يعرف غنيًا ولا فقيرًا لا يعرف عزيزًا أو ذليلًا القبر لا يعرف إلا الصالح والطالح ترى من أي الفريقين أنت من الصالحين أم من الطالحين الثياب الفاخرة السيارات الفارهة المنازل العامرة الأموال المكدسة الجنود المصطفون الحراس الشخصيون الأولاد والمال والبنون والزوجات والآل والشهادات والمناصب كل ذلك لا يساوى فلسًا عندَ اللهِ تباركَ وتعالى لا يَنْفَعُكَ إلا العملُ الصالح هل تقربت إلى الله ، هل سارعت كما أمر؟ " وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) " البعض يؤمل صغير سينتهي إلى الجامعة ليس هذا فحسب سيلتحق بالدراسات العليا سيحصل على الدكتوراة سيعين في هيئة التدريس سيشترى سيارة عظيمة سيشترى فيلة جميلة في ضاحية راقية سيتزوج أجمل فتاة سينجب أطفالاً بنيت وبنات سيختار الأسماء من الآن – أسماء البنين وأسماء البنات سيسميهم من ألان ، قبل أن يدلف إلى الجامعة سيضع أموالا في البنوك ، وسيشترى عقارًا وسيشترى مزرعة وسيبنى استراحة وسيجوب الأرض.. سيذهب إلى أوروبا وسيذهب إلى أمريكا ... سيجوب العالم... مسكين مسكيـن قد يكون اسمه مرقومًا في سجلاتِ الموتى وهو لا يعلم في ليلة القدْرِ تنزل أسماء الموتى طيلة العام يَمُوتُونَ وَيُقْبَضُونَ وَيُتَقَطُونَ هكذا ، كما قال بشر بن الحارث حين قالوا له : صف لنا حال الإنسان وأمله قال نعن ،قال نعـــــم ، فأشار إلى ناحية في الدار، قال: إن ها هنا نملة تأخذ الحب في الصيف لتأكله في الصيف وذات يوم أخذت حبة فجاء عصفور فأكلها هي والحبة لا ما أخذت أكلت ولا ما أملت نالت تُرَى فِيمَ كانت تفكر النملة حين أخذت الحبة من على ظهر البسيطة؟؟ ستقسمها نصفين وستقسم النصف ربعين وستدخر للشتاء وستعطى للجارات وستطعم أولادها الصغار... تسير سعيدة ، تحمل هذه الحبة على ظهرها ، ثـــــــم فجأة فجــأة بغتة وعلى حين غرة ينقض عليه طائر صغير من السماء ، فيأكلها هي والحبة ضاعت مع الآمال والأحلام والخطط المستقبلية أصبحت الآن في حوصلة طائر!! نحن جميعا كهذه النملة نحن جميعا نؤمل للخلود في دار هي ليست للخلود هذه دار فناء وزوال هذه الدنيا مضروب بها المثل في الهلاك والإهلاك هي الدنيا تقول بِملء فِيِها ... حذار حـــــذار من بطشي وفتكي فلا يغرركم منى ابتسام ... فقولي مضحكٌ والفعل مبكي " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً " قَدْ نادتِ الدُنْيَا على نفسِها ... لو كان في العالمِ مَنْ يَسْمَعُ كَمْ واثقٌ بالعمرِ أفنيتُهُ ... وَجَامِعٍ بَدَّدْتُ مَا يَجْمَعُ ما أجمل هذا الكلام هذا حديث الدنيا " لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " نادتِ الدُنْيَا على نفسِها ... لو كان في العالمِ مَنْ يَسْمَعُ كَمْ واثقٌ بالعمرِ أفنيتُهُ ... وَجَامِعٍ بَدَّدْتُ مَا يَجْمَعُ تأمل !!! ستنزل القبر ، ستسأل في هذا القبر ، ستمكث على الحال التي يحكم عليك بها إلى يوم تخرج من الأجداث حين ينفخ في الصور " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ( 51 ) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ " ماذا أعددت لهذه الضجعة في القبر ماذا أعددت من العمل لصالح الشباب ضائع ، الشباب لن يدوم معك ، عَمَّا قريب تصبح كهلا تصبح عجوزًا مُنْحَنِىَ المَتْن ماذا أعددت لهذه الأيام التي تحتاج فيها إلى بلغة تبلغك إلى الله تبارك وتعالى " وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) " ((فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ." سبحان ربِّىَ العظيم في أحوال البشر في هذه الحياة رحلة قصيرة .. عما قريب ينادى منادى الفناء فننتقل إلى القبور " وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ " حياةٌ متوسطة بين الدنيا وبين الآخرة الحياة البرزخية . يقول النبي عليه الصلاة والسلام : " لولا ألا تدافنوا لسألت الله تعالي أن يسمعكم من عذاب القبور " لولا ألا تدفنوا لدعا الله فاسمعنا من هذه الأهوال التي تحدث في هذه القبور " كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ "مَنْ رَاقْ ؟؟.. . من طبيبٍ ؟ من ينقذ هذا الإنسان ؟ ابحثوا لنا عن أعظم جراح ؟ ابحثوا عن أعظم اختصاصي ، ابحثوا عن قنصولتو من أكبر الأطباء سنبذل الملايين " كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ " قال النبي عليه الصلاة والسلام: " أن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " إذا وصلت إلى هذا المكان لا تعود لو اجتمع أهل السماوات والأرض لا تعود مرة ثانية " كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ "طبيب يرقى هذا الإنسان .. مستشفي.. يسافر إلى الخارج .. ابحثوا عن طائرة .. ابحثوا لنا عن أعظم أطباء " وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ"انتهى الأمر ، انتهت الحياة ، خُتِمَ على الكتاب ، فلا مال ولا بنون ولا أطباء ولا دول ولا شعوب ولا العالم يستطيع أن يمد في عمرك لحظة واحدة ألان انتهى الأمر ماذا أعددت لهذا المصير ماذا أعددنا لهذه اللحظة التي ينادى على الناس فيها (( اقبضوا روح فلان ابن فلان )) ماذا أعددنا لهذه الرحلة الشاقة التي كان الجميع يخشونها . حين دخلت عائشة أم المؤمنين على الصديق الأكبر أبى بكر رضي الله عنه المشهود له في القرآن وعلى لسان النبي عليه الصلاة والسلام وهو يجود بنفسه يحتضر قالت: لَعَمْرِكَ ما يُغنى الثراءُ عن الفتى *** إذا حشرجتْ يوما و ضاق بها الصدر فقال : يا بنية لا تقولي هكذا ، قولي : " وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ " . شتان بين أولياء الله وأولياء الشيطان شتان بين الذاكر والناسي شتان بين المتيقظ والغافل بين الصالح والطالح ، بين الطائع والعاصي ، بين الخيِّر والشرير شتان بين المخلص والمرائي شتان بين هؤلاء وألئك عندما يتنزل ملك الموت على المؤمن يأمره الله تعالى أن يرفق به ولن يترفق معه حتى انه سبحانه وتعالى قال في الحديث الإلهي " وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض روح عبدي المؤمن.. يكره الموت وأكره مسائته " تأمـــل!!!الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى يكره العبد الموت لأنه لا يدرى ماذا أُعد له بعد هذا الموت " وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ " هذا طرفٌ مما اخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أخبار النبيين والمرسلين أن صحف موسى عليه السلام : فقال: كانت عبًرا كانت عبًرا " عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح عجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك عجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب – أي يتعب -عجبت لم رأى الدنيا وسرعة تقلبها بأهلها كيف يطمأن إليها !!! اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ربنا توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين اللهم اعز الإسلام و والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم عليكم بأعدائك فإنهم لا يعجزونك اللهم شرِّد بهم من خلفهم الله اشف مرضانا ، وارحم موتانا ، واحفظ أولادنا اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكرِّهْ إليهم الكُفْرَ والفسوقَ والعصيان ، واجعلهم من الراشدين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين واحمد لله رب العالمين ========================================= رابط الخطبة على اليوتيوب https://www.youtube.com/watch?v=JVSryyqyQdg ------------------------------- تم بحمد الله وتوفيقه. أخي الحبيب – رعاك الله لا نقصد من نشر هذه المادة القراءة فقط ، أو حفظها في جهاز الحاسب فقط ، بل نأمل منك تفعل أكثر ذلك من خلال: - • إبلاغنا عن الخطأ الإملائي كي يتم التعديل - • نشر هذه المادة في على الشبكة مواقع أخرى قدر المستطاع • مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب. - أخي الحبيب لا تحرمنا من اقتراحاتك وتوجيهاتك التي من الممكن أن تساهم في هذا العمل الـجـليل. |
|