35
♦ السؤال: إذا باشرني زوجي بتقبيلٍ وغيره سرعان ما أجد نفسي وقد شَرَعْتُ في الإفراز، وأجد مشقةً في الاغتسال كل يومٍ أو أكثر من مرة في اليوم ، فأريدُ حلاً. وَكَيْفَ تُفَرِّقُ بَيْنَ مَنِيِّهَا وَمَذْيِهَا وَإِفْرَازَاتِها
♦ الإجابــــــــــــــــة
أقول أن كان هذا الإفراز قذفًا – جنابةً يعنى - فلابد من الاغتسال ، ولا حل في غير الاغتسال .
معلومٌ أن ماء المرأة أو منيَّ المرأة كما يسمِّيه بعض أهل العلم
هو الذي يخرج عند الشهوة بدَفَقٍ يتْبَعُهُ فتور
والمرأة لها ماء كما عند للرجل
ثبت في الصحيحين من حديث أم سلمة
رضي الله تعالى عنها: أن أَمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ ؟ قَالَ: (( نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ )) فقالت أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله تعالى عنها وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ ؟! فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (( تَرِبَتْ يَدَاكِ ! فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا ؟)).
فالمرأة لها ماء ، تقذف كالرجل
فإن كان هذا الماء مقذوفًا فهذه جنابة ، ولابد في هذه الحالة من أن تغتسل.
أما أن كان مذيًا كالذي يخرج من عند الرجل أيضًا ،فيجزئها أن تتوضأ،
كما ثبت عن الترمذي من حديث سهل ابن حنيف رضي الله تعالى عنه قال : كُنْتُ أَلْقَى مِنَ المَذْيِ شِدَّةً وَعَنَاءً، فَكُنْتُ أُكْثِرُ مِنْهُ الغُسْلَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: «إِنَّمَا يُجْزِئُكَ مِنْ ذَلِكَ الوُضُوءُ»، - توضأ فقط - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِمَا يُصِيبُ ثَوْبِي مِنْهُ،- الذي أصاب ملابسي؟- قَالَ: «يَكْفِيكَ أَنْ تَأْخُذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَتَنْضَحَ بِهِ ثَوْبَكَ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ أَصَابَ مِنْهُ» .
وفي رواية الترمذيْ :" أن تأخذ كفًا من ماء فترش عليه "
معنى النضح : انك ترش على الموضع ( وخلاص )
هذه نجاسة خُفِّفَ في تطهيرها
لكن إذا أصاب المذي البدن
فلا بد أن يغسل من البدن ( أن يغسل موضع الإصابة )
لأنه قد ثبت في الصحيحين من حديث على ابن أبى طالب رضي الله تعالى عنه قال : ((كُنتُ رجلًا مذَّاءً، فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته ، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله ، فقال عليه الصلاة والسلام : فيه الوضوء .
وفي رواية عند أحمد ومسلم : يغسل ذَكَرَهُ ويتوضأ
وفي رواية عند احمد وأبى داوود : يغسل ذَكَرَهُ وأُنثييه ويتوضأ
والحكمة في غسل الأنثيين أن ينقطع خروج هذا المذي، لأنه قد يظل خارجا لفترة طويلة .
فإن كان الذي يخرج منكِ بغيرِ شهوةٍ يعنى بغير قذف فهذا هو المذي فاكتفي بالوضوء وتتطهري منه فقط يعنى انضحى ثيابك واغسلي ما أصاب من بدنك .
وإما الإفرازات التي تخرج من المرأة عادةً فهذه الإفرازات في اصح قوليْ أهل العلم ليست نجسة بل هي طاهرة وهذا هو الذي رجحه ابن قدامة في المغنى وجزم به أبو محمد ابن حزم رحمه الله لدليلين
الدليل الأول التمسك بالبراءة الأصلية
فمعلومٌ أن هذه الإفرازات تخرج من جميع النساء يعنى هي مسألة تَعُمُّ بها البلوى
فلو كانت نجسة ليبين ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولو في حديث واحد لكن لم يرد هذا أبدًا
والأصل الطهارة فلا ينتقل عنها إلا بدليل
فإن قيل أن هذه الإفرازات خارجة من أحد السبيلين
فالجواب بل هي خارجة من سبيلٍ ثالث كم ذكرت – من فتحة الجماع وهى خلاف فتحة البول -
وأيضا بناءً على ذلك ينبغي أن لا تكون ناقضة للوضوء
لأن الذي ينفذ ما في الآية :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ }
الذي يفعل هذا يصير متوضًأ
فمن زعم أنه قد نُقِدَ وضوئه لأمرٍ ما ، فعليه أن يأتىَ بالدليل على أن هذا الأمر ناقض للوضوء وهذا هو ما جز به ابن حزم رحمه الله .
♦♦ كَيْفَ تُفَرِّقُ بَيْنَ مَنِيِّهَا وَمَذْيِهَا وَإِفْرَازَاتِها
.
.
♦ الإجابـــــــــــــــــــة
.
.
:
• أما ماء المرأةِ فهو رقيقٌ أصفر بخلاف مات الرجل فهو غليظ أبيض
تشبه رائحته رائحة طلع النخل
• وأما المذي فهو سائل أبيض رقيق - أبيض رقيق يعنى شفاف لونه لون المياه – يخرج عند الشهوة بلا شهوة لا يصحبه دَفَق ولا يتْبعُه فتور
• وأما الإفرازات التي تخرج منها عادةً فهي إفرازات بيضاء تُشْبِهُ في لونها القَصَّةُ البيضاء التي تَظْهَرُ في أول فترة الطهر
الرابط الصوتي للفتوى
--------------------------------
مع تحيات صفحة " فتاوى مهمة لعموم الأمة "
نرجو دعم الصفحة بالاشتراك والنشر والإعلان عنها
نظراً لأهميتها الشديدة وتناولها لجميع مناحي حياة المسلم والمسلمة والطفل والمجتمع
الإثنين أبريل 29, 2024 12:01 am من طرف 
موضوع: 35 ♦ السؤال: إذا باشرني زوجي بتقبيلٍ وغيره سرعان ما أجد نفسي وقد شَرَعْتُ في الإفراز، وأجد مشقةً في الاغتسال كل يومٍ أو أكثر من مرة في اليوم ، فأريدُ حلاً. وَكَيْفَ تُفَرِّقُ بَيْنَ مَنِيِّهَا وَمَذْيِهَا وَإِفْرَازَاتِها 
