60- ♦ أنا شابٌ أقرأ القرآن وأصلي في المسجد وأغض بصري، وأخشى مخالفة رب العالمين أياً كانت العواقب، قيل لي: أطلق لحيتك، فهل أطلقها الآن أو أنتظر حتى أكون خيراً مما أنا عليه ؟ وهل إذا لم أطلقها أكون قد أذنبت؟ وما حكمي عند الله ؟ وهل يمكن إذا أطلقتها أن أحلق
كاتب الموضوع
رسالة
ابوحذيفة السلفى الاعضاء
عدد المساهمات : 345 نقاط : 1022 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/02/2014
موضوع: 60- ♦ أنا شابٌ أقرأ القرآن وأصلي في المسجد وأغض بصري، وأخشى مخالفة رب العالمين أياً كانت العواقب، قيل لي: أطلق لحيتك، فهل أطلقها الآن أو أنتظر حتى أكون خيراً مما أنا عليه ؟ وهل إذا لم أطلقها أكون قد أذنبت؟ وما حكمي عند الله ؟ وهل يمكن إذا أطلقتها أن أحلق السبت نوفمبر 28, 2015 10:04 pm
60- ♦ أنا شابٌ أقرأ القرآن وأصلي في المسجد وأغض بصري، وأخشى مخالفة رب العالمين أياً كانت العواقب، قيل لي: أطلق لحيتك، فهل أطلقها الآن أو أنتظر حتى أكون خيراً مما أنا عليه ؟ وهل إذا لم أطلقها أكون قد أذنبت؟ وما حكمي عند الله ؟ وهل يمكن إذا أطلقتها أن أحلقها في ليلة العُرس ؟ . ♦ الإجابــــــــــــــــــــــــة :- . .
• أما عن الشق الأول من السؤال، يعني" تربيها الآن أو تنتظر حتى تكون أفضل ":- ------------------------------------------------------------------------------------------- فهذا مدخل من مداخل الشيطان، معلومٌ أن مذهب أهلِ السنة في الإيمان أنه يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، ولا شك أن إطلاق اللحيةِ طاعة، سواءٌ قلنا: إنها واجبــــة، وقد حكي ابن حزم الاتفاق على وجوبها، أو قلنا: إنها مستحبة كما يقول بعض المتأخرين كالقاضي عياض رَحِمَهُ الله ، فسواءٌ كان إطلاق اللحية واجبًا أو مستحبًا، فهو طاعة ؛ فلا شك أن أداء هذه الطاعة يزيد في مستوى الإيمان في القلب؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي . واعلم أن اللحية ستحميكَ من الوقوع في الكثير من المعاصي، وقد قال أحد إخواننا – وكان هذا في السبعينات – لما سأله صديقٌ له: أنت ربيت لحيتك؟ قال: لحيتي هي التي ربتني، - تجعله يراعي التصرفات . . .
♦♦ أما عن الشق الثاني، وهو قولك: هل إذا لم أطلقها أكون قد أذنبت؟ وما حكمي عند الله؟ ♦ اعلم أن اَلْنَبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقص الشارب وإعفاءِ اللحية، فإعفاءُ اللحية لا خلاف في أنه من الفطرة، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أن اَلْنَبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الأظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الأبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ (الاستنجاء)، قال مصعب بن شيبة (أحد رواة الحديث): "وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ"؛ فإطلاق اللحيةِ إذًا من الفطرة . أضف إلى هذا ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر وأَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُمَا أن اَلْنَبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ قال: "أَعْفُوا اللِّحَى"، "وَفِّرُوا اللِّحَى"، أَرْخُوا اللِّحَى"، "خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ"، "خَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ"، "خَالِفُوا الْمَجُوسَ " ربما يأتي واحد ويقول: إن القساوسة يطلقون لحاهم ؛ فأنا حين أحلق اللحية أخالفهم وهذه سنة . المُتَقَرِّرْ في أصولِ الفقه أن الأمر للإيجاب إلا أن يأتيَ صارف يصرفه من الوجوب إلا الاستحباب، ولم يأت صارف في هذا الموضع، بل دخل رجل من المجوس،- من العجم -على رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد أطلق شاربه وحلق لحيته فأشاح اَلْنَبِي عَلَيْهِ الصَلَاةُ وَالسَلَام بوجهه وقال: "ما هذا؟!" قال: إن ديننا - وفي رواية: "إن ربنا"، يعني كسرى – يأمرنا أن نطلق الشارب وأن نحلق اللحى، فقال اَلْنَبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إن ديننا – وفي رواية " إن ربنا " – يأمرنا أن نقص الشارب وأن نعفي اللحى" بل عد بعض أهل العلم حلق اللحية من الكبائر، وإن كنت لا أرى هذا، هي معصية، لكنها ليست من الكبائر، بعض أهل العلم ذهب إلى أن حلق اللحية من الكبائر، واحتج بما ثبت عند البخاري من حديث ابن عباس رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهَمَا أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ قال: "لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " أما الخائف فهو معذور إن كان خائفا من أن يُنَكَّلَ به، وطبعا قوة الإيمان تتفاوت بين إنسانٍ وآخر، قال اَلْنَبِي عَلَيْهِ الصَلَاةُ وَالسَلَام في حديث أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في صحيح مسلم: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ " ، وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي سعيدٍ الخدري رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ أن قال: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، (ومحل الشاهد) وَذَلِكَ أَضْعَفُ الأيمَانِ"، إذًا الإيمان يقوى ويضعف . . . ♦♦ وهل يمكن إذا أطلقتها أن أحلقها في ليلة العُرس؟ ♦ حتى لو أنك أطلقتها على أنها مستحبة أتتخيل أن ليلة العرس هذه تباح فيها المحرمات؟!! لا بد أن تعلم أنه إن جاءت بعض جزئيات هذا الشرع مخالفة لهواك فاعلم أن المصلحة في اتبــاع الشرع ومخالفة الهوى؛ لأن الله يعلم وأنت لا تعلم "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ "
60- ♦ أنا شابٌ أقرأ القرآن وأصلي في المسجد وأغض بصري، وأخشى مخالفة رب العالمين أياً كانت العواقب، قيل لي: أطلق لحيتك، فهل أطلقها الآن أو أنتظر حتى أكون خيراً مما أنا عليه ؟ وهل إذا لم أطلقها أكون قد أذنبت؟ وما حكمي عند الله ؟ وهل يمكن إذا أطلقتها أن أحلق