ملتقى المسلمين فى العالم
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة 50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة 50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى المسلمين فى العالم

منتدى اسلامى شامل يجميع جميع المسلمين فى انحاء العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

المواضيع الأخيرة
» الاستغفار أمــــــــــان أهل الارض
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 12:01 am من طرف ابوحذيفة السلفى

»  الاستغفار أمــــــــــان أهل الارض
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 12:00 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» فَضَائِلُ ذِكْرِ اللهِ وَثَمَرَاتُهُ
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالأحد أبريل 28, 2024 11:52 pm من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 38 فضل عشر ذي الحجة والسنن الواردة فيها
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:34 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 37 حال المؤمن بعد الحج
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:29 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 36 حجة الوداع
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:22 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 35 أهمية توحيد الله
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:12 am من طرف ابوحذيفة السلفى

»  سلسة: خطب الشيخ العريفي 34 أهمية التربية الصالحة
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:01 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 33 القول على الله بغير علم
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:53 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 32 الابتــــــــــــلاء
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:48 am من طرف ابوحذيفة السلفى

تصويت
من هو أفضل قارئ للقران الكريم
 عبد الباسط عبد الصمد
 محمد صديق المنشاوى
 إبراهيم الشعشاعي
 الشحات أنور
 محمد رفعت
 محمد محمود الطبلاوي
 مصطفى إسماعيل
 نصر الدين طوبار
 محمود الشحات أنور
 راغب مصطفى غلوش
استعرض النتائج
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعشاطر
 

 اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوحذيفة السلفى
الاعضاء


عدد المساهمات : 345
نقاط : 1022
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2014

اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Empty
مُساهمةموضوع: اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة   اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين يناير 11, 2021 9:25 pm

الخطــــــــــــــــــــــــــــــــبة الأولى:

الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق كل شيء فقدره تقديرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بعد:

فأوصيكم ونفسي بوصية الله لنا ولمن قبلنا:

(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ) (النساء:131)












 

تقرَّر عند أهل العلم أن محبة الله تعالى لعبده ناشئةٌ من محبة هذا العبد لربه سبحانه؛ لأنه لم يخلق على الحقيقة إلا ليعرف الله فيحبه، ويتفانى في التقرُّب إليه بما أمر به، وتجنُّب ما نهى عنه، وهذه مرتبة لا يبلغها إلا موفق؛ يقول الشيخ السعدي رحمه الله: "ومحبة الله هي روح الأعمال، وجميع العبودية الظاهرة والباطنة ناشئةٌ عن محبة الله، ومحبة العبد لربه فضلٌ من الله وإحسان، وليست بحول العبد ولا قوَّته، فهو تعالى الذي أحبَّ عبده، فجعل المحبَّة في قلبه، ثم لما أحبَّه العبد بتوفيقه، جازاه الله بحبٍّ آخر"، وهو ما أشار إليه ابن القيم رحمه الله في نونيَّته حيث قال:
وهو الذي جعَل المحبةَ في قلو *** بِهم وجازاهم بحبٍّ ثان

فإذا أحبَّكَ الله سدَّدَكَ، وكان النور الذي يُنير طريقك، والهداية التي تبلغ بها مُرادك، وبحبِّه لك، يستجيب دعاءك؛ قال تعالى في الحديث القدسي:

((وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته، كنت سَمْعَه الذي يسمَع به، وبصَرَه الذي يُبصر به، ويَدَه التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه))؛ البخاري.
قال ابن بطال رحمه الله: "وجه ذلك، أنه لا يحرك جارحة من جوارحه إلا في الله ولله، فجوارحه كلها تعمل بالحق، فمن كان كذلك، لم ترد له دعوة".


وهذه اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده، تكون لنا بمثابة الاختبار، الذي به نعرف مقدار مكانتنا عند الله، وبه نزن نسبة حب ربنا لنا، حتى يرتقي المشمِّرون، ويُشمِّر المتأخِّرون.
ما زال يلهَج بالرحيل وذكره *** حتى أناخ ببابه الجمَّال
فأصابه متيقظًا متشمِّرًا *** ذا أهبة لم تُلهه الآمال

1- الحمية من الدنيا، والاقتدار على ترك حبها،
والتنزُّه عن الانشغال بملذَّاتها وشهواتها:

وهذه منقبة عظيمة، لا يُؤتاها إلا من غلبت محبة الله ورسوله في قلبه محبةَ ما سواهما، ولقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا أنا عملته أحبَّني الله، وأحبَّني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك))؛
صحيح سنن ابن ماجه.
فإن فاتك من الدنيا شيء، فلا تأسَ عليه، ما دامت معك محبة الله لك، التي قد تمنعك أحيانًا الدنيا لما يريده تعالى لك من رفعة عما يتخاصم الناس من أجله، وتنزه عما يتقاتل الناس في سبيله، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبُّه، كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب، تخافونه عليه))؛ أحمد،
قال المناوي رحمه الله: "إنما يحميه لعاقبة محمودة، وأحوال سديدة مسعودة"، فقد تكون الدنيا مشغلة لك عن عبادة ربك، أو صارفة لك عن مراقبته، أ
و مزيغة لك عن طريقه،

 وفي صحيح سنن الترمذي عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: "ابتلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضرَّاء فصبرنا، ثم ابتلينا بالسراء بعده فلم نصبر".
وفي الحديث الشريف؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الخلق، وعفَّة مطعم))؛
 أحمد
وليس معنى هذا أن تتنزَّه عن المباح من الدنيا، فتترك أسباب العيش، وتفضِّل التقشُّف ولُبس البالي والمرقَّع، إنما المقصود التحذير من أن تشرئبَّ الأعناق إلى هذه الدنيا الفانية، وتمتلئ بها العيون حتى تصير الشغل الأعلى، والهدف الأسمى؛ ولذلك حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّته من مغبَّة الافتتان بالمال الذي سيبتلي الله به أُمَّته، فقال: ((إن لكل أُمَّة فتنةً، وفتنة أمتي المال))؛
صحيح سنن الترمذي.
وحذَّر صلى الله عليه وسلم من أن تؤدي كثرة الأموال إلى التنافس فيها، وقصر الهمة على تحصيلها، فقال: ((أبشروا وأمِّلُوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تُبسَط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم))؛
متفق عليه.
أما أن يفتح الله عليك الدنيا، فتستعمل ما أوتيت في حقِّه، وتراقب الله في إنفاقه، فذلك حسن محمود؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالًا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار))؛ متفق عليه.


وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
[آل عمران: 14]
قال: "اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه"؛
البخاري.
قال ابن بطال رحمه الله: "فيه أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فُتحت عليه أن يحذَر من سوء عاقبتها، وشر فتنتها، فلا يطمئن إلى زخرفها، ولا ينافس غيره فيها".
ومتى ما علم المؤمن أن المال ابتلاء وفتنة، رغب فيما عند الله من الأجر، واستعد بماله لسؤال القبر؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد؛ أي: الأغنياء محبوسون))؛ متفق عليه؛ أي: بسبب طول زمن حسابهم،
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا))؛ مسلم.
فما أهلك كثيرًا من الناس اليوم إلا حب الدنيا وملذَّاتها، وما أعشى أبصارهم إلا زينتها وزخرفها.
النفس تجزع أن تكون فقيرةً *** روالفقرُ خيرٌ من غنًى يُطغيها
وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبتْ *** فجميعُ ما في الأرض لا يَكفيها





2- الابتلاء بالشدائد والمحن، والتمحيص بالمصائب والإحن:
والابتلاء: هو الاختبار والامتحان؛ قال تعالى:
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾
[الأنبياء: 35]،
قال ابن منظور: "ابتلاه الله: امتحنه، والاسم: البَلْوى، والبلوة، والبِلْية، والبليَّة، والبلاء".
|وحياة الإنسان بعامة قائمة على الابتلاء؛
قال تعالى:﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾
[الإنسان: 2]،
وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾
[البلد: 4]؛
أي: في مكابدة ومعاناة في هذه الدنيا، التي قال عنها علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "دار أولها بكاء، وأوسطها عناء، وآخرها فناء"؛
فناء يعقبه حساب وجزاء.
ولو أنا إذا متْنا تُرِكْنا *** لكان الموتُ راحةَ كلِّ حي
ولكنا إذا متنا بُعثنا *** ونسأل بعدها عن كلِّ شي
فكم غني ابتلاه الله بالفقر! وكم صحيح ابتلاه الله بالسقم! وكم قوي ابتلاه الله بالضَّعف! وكم رفيع ابتلاه الله بالخمول والوضع! وهذه سنة الله في خلقه، ليعلم الصادق من الكاذب، وليعلم الصابر من الجازع؛
قال تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾
[العنكبوت: 2، 3]،
وقال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾
[البقرة: 214].

وما دام الإنسان مختلطًا بغيره، محتكًّا ببني جنسه، فلينتظر البلاء والامتحان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أعظم أجرًا من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم))؛
صحيح سنن ابن ماجه.

والابتلاء عام في أولياء الله وخُلَصائه، وما يزال منطلقًا صعودًا وانحدارًا بحسب منسوب الإيمان قوةً وضعفًا؛ قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاءً؟ قال: ((الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى العبد على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة، اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقَّة، ابتُلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة))؛
صحيح سنن ابن ماجه.
ويقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك (يتألم من الحمى)، فوضعت يدي عليه، فوجدت حرَّه بين يدي فوق اللحاف، فقلت: يا رسول الله، ما أشدَّها عليك؟ قال: ((إنا كذلك يُضعَّف لنا البلاء، ويُضعَّف لنا الأجر))، قلت: يا رسول الله، أي الناس أشدُّ بلاءً؟ قال: ((الأنبياء))، قلت: يا رسول الله، ثم من؟ قال: ((ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليُبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يجوبها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء، كما يفرح أحدكم بالرخاء))؛
صحيح سنن ابن ماجه.



الخطبة الثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانية
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .
ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد 


ومن حكم ابتلاء المؤمنين:
‌1- تمحيص الله لهم، وتخليص صفِّهم من الدخلاء والانتهازيين، ممن يوهمون الناس بصدق عبادتهم، وخلوص عقيدتهم، حتى إذا ابتلوا، سقطوا في أول اختبار، فأبانوا عن زيف معدنهم، وفساد طينتهم؛
قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾
[آل عمران: 179]،
قال الألوسي رحمه الله: "ما يتركهم على ذلك الاختلاط، بل يقدر الأمور، ويرتِّب الأسباب، حتى يعزل المنافق من المؤمن".

2- لبيان حقيقة صبرهم وتحملهم،
حين يبتلون بالخوف بعد الأمن، والجوع بعد الشبع، والفقر بعد الغنى، والاستيحاش بفقد الأقرباء والأحبَّة بعد الأنسة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾
[البقرة: 155].


3- رفعًا لدرجاتهم، وتدليلًا على محبة الله لهم؛ قال صلى الله عليه وسلم:
((عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط))؛
صحيح سنن ابن ماجه.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يرد الله به خيرًا يصب منه))؛
البخاري.
4- ويأتي الابتلاء بمثابة مكفِّر للخطايا، ومُرمِضٍ للسيئات، ومُوضِعٍ للآثام؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها))؛ متفق عليه،
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما يصيب المسلم من نصب (تعب)، ولا وصب (مرض)، ولا هم، ولا حزن، ولا أذًى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه))؛
متفق عليه.
فقد تصيبك شوكة، فتزيلها بكل سهولة، ولأنك صبرت لها، وتحمَّلت ألمها في سبيل الله، تكون إزالتك لها مسحًا لذنب ارتكبته، أو دفعًا لضُرٍّ وقيته، وقد تعثر العثرة الخفيفة، فتعلم أنها ابتلاء من الله، فتحمده عليها، فيكفِّر الله بها من خطاياك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قاربوا وسدِّدوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفَّارة، حتى النكبة (العثرة) ينكبها، أو الشوكة يشاكها))؛ مسلم.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته فقلت: إنك لتوعك وعكًا شديدًا. قال: ((أجل، كما يوعك رجلان منكم))، قال: لك أجران؟ قال: ((نعم، ما من مسلم يصيبه أذًى: مرض فما سواه، إلا حطَّ الله سيئاته كما تحط الشجرة ورقها))؛ متفق عليه.
قال الغزالي رحمه الله: "قال عيسى عليه السلام: لا يكون عالِمًا من لم يفرح بدخول المصائب والأمراض عليه، لما يرجوه من ذلك من كفَّارة خطاياه".

5- وقد يكون الابتلاء تعجيلًا لهم للعقوبة على الذنب في الدنيا، لتسلم لهم آخرتهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بعبده الخير، عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر، أمسك عنه بذنبه حتى يوفى به يوم القيامة))؛
صحيح سنن الترمذي.
بل قد تكون للعبد منزلة عظيمة عند الله؛ لكن لم يبلغها بعمله، فيزيد الله في بلائه حتى يبلغه منزلته؛
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى))؛
صحيح سنن أبي داود.
ثمانية لا بد منها على الفتى *** ولا بد أن تجري عليه الثمانيهْ
سرورٌ وهم واجتماعٌ وفرقة *** ويسرٌ وعسرٌ ثم سقمٌ وعافيهْ

ومن الابتلاءات المكفرات، هذه الأمراض التي عمَّت وطمَّت، و مثل ذلك في الابتلاءات المرضية الأخرى، التي يحوِّلها إيمان المسلم من محن إلى منح وفرص، تستوجب اللجأ إلى الله عز وجل الذي يختبر عبده الذي يحبه بمثل هذه الشدائد ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾
[محمد: 31].
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
"مصيبة تقبل بها على الله، خيرٌ من نعمة تُنسيك ذكر الله".
هوِّن عليك فكل الأمرِ ينقطع *** وخلِّ عنك ضبابَ الهمِّ يندفع
فكلُّ همٍّ له من بعده فرجٌ *** وكلُّ كربٍ إذا ما ضاق يتَّسِع


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوحذيفة السلفى
الاعضاء


عدد المساهمات : 345
نقاط : 1022
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2014

اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Empty
مُساهمةموضوع: اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (2)د محمد ويلالى شبكة الألوكة   اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة Emptyالإثنين يناير 11, 2021 9:30 pm

الخطــــــــــــــــــــــــــــــــبة الأولى:

الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق كل شيء فقدره تقديرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بعد:

فأوصيكم ونفسي بوصية الله لنا ولمن قبلنا:

(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ) (النساء:131)













إن من سعادة المؤمن الغامرة أن يهبَه الله عز وجل أعمالًا جليلة يوفِّقه إليها، ويحبه من أجلها؛ إذ محبة الله لعبده، هي: "المنزلة التي تنافَس فيها المتنافسون، وعليها تفانى المحبُّون، وبروح نَسيمِها تروَّح العابدون"؛ كما قال ابن القيم رحمه الله.
ولقد تكلمنا فى الخطبة السابقة عن علامتين بارزتين من علامات حب الله لعبده، وهما: "حمايته من الدنيا"،
و
"ابتلاؤه بالشدائد والمحن، وتمحيصه بالمصائب والإحن".
ونكمل اليوم إن شاء الله تعالى موضوعنا بعشر علامات أخرى، تكون لنا بمثابة الاختبار الذي به نعرِف مقدار مكانتنا عند الله، ونزن به نسبةَ حبِّ ربنا لنا،
|حتى يرتقيَ المشمرون، ويشمر المتأخرون.
ما زال يلهَج بالرحيل وذكره *** حتى أناخ ببابه الجمَّال
فأصابه متيقظًا متشمِّرًا *** ذا أهبة لم تُلهه الآمال
وهذه هي العلامات دون كبير تعليق:
1- تمكين القلب من حب لقاء الله تعالى:
فالمؤمن لا يهاب الموت، ولا يخاف الفوت، ولا يرهب القبر، ولا يجزع من البعث والنشر. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ الله، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ)،
فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ، فَقَالَ: (لَيْسَ كَذَلِكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ الله، وَرِضْوَانِهِ، وَجَنَّتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ الله، فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ الله، وَسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقَاءَ الله، وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ)؛
متفق عليه.

2- التوفيق إلى عمل صالح قبل الموت:
قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا عَسَلَهُ)، قَالوا: يَا رَسُولَ الله، وَمَا عَسَلَهُ؟ قَالَ: (يُوَفِّقُ لَهُ عَمَلا صَالِحًا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِهِ، حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ جِيرَانُهُ)، أَوْ قَالَ: (مَنْ حَوْلَهُ)؛
صحيح الترغيب،
وفي لفظ عند أحمد: قَالَ:
(يَفْتَحُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ).

3- الهداية إلى السعي في مصالح العباد وحاجاتهم:
قال صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الناسِ إِلَى الله، أَنْفَعُهم لِلناسِ)، ثم قال: (وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا له، أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزِلُّ الأَقْدَامُ)؛
صحيح الترغيب.
وفي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ).
ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ، مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ)؛ مسلم.
ومن بديع بشارات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ، إِلاَّ كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً)؛
صحيح سنن ابن ماجه.


فإن أحببت أن ترفع من مقامك عند ربك، وأن تتقرب إليه بما به يحبك، فأعِن المسكين والملهوف وذا الحاجة، وسِرْ في قضاء حوائج الناس، بإدخال السرور على أخيك، أو قضاء دينه، أو طرد جوعته، أو اكشف كُربته،أو امسح دمعته.
اقضِ الحوائجَ ما استطعـ*** تَ وكُنْ لهَمِّ أخيكَ فارِجْ
فَلَخيرُ أيَّامِ الفَتى *** يَومٌ قَضى فِيهِ الحَوائِجْ
4- شرح الصدر باللهَج بذكره، وتعطير اللسان بحمده:
فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى الله أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لِله، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لاَ يَضُرُّكَ بَأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ)؛ مسلم.
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:
(أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلاَمِ إِلَى الله؟)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلاَمِ إِلَى الله، فَقَالَ: (إِنَّ أَحَبَّ الْكَلاَمِ إِلَى الله: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ)؛ مسلم.
ويكفي الذاكرَ حبًّا من الله تعالى أنه يظفر بمعيته، فيحفظه من كل سوء، ويسدده لأقوم السبل؛
قال تعالى في الحديث القدسي: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي؛ فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ)؛ متفق عليه،
والملأ الخير، هم جماعة من الملائكة المقربين، مباهاةً به، وتعظيمًا لقدره.



ولذلك شُرِعت لنا أذكارُ الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، وأذكار الخروج من البيت ودخوله، وأذكار دخول المسجد والخروج منه، وغيرها، حتى يبقى العبد على صلة بربِّه، يذكره على كل أحواله، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ)؛
كما قالت عائشة رضي الله عنها، ولَمَّا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ لَهُ: (لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله)؛ صحيح سنن الترمذي.

5- التوفيق إلى حسن الخلق:
فمن رُزِق حسنًا فقد حاز شرف الدنيا والآخرة، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ، وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ)؛
صحيح سنن الترمذي،
ولذلك كان مقام صاحب الخلق الحسن في أعلى الجنة.
وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم أشج عبد القيس بخلقين رفيعين؛ فقال له: (إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالأَنَاةُ)؛ مسلم،
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ، أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ)؛
صحيح الجامع.




الخطبة الثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانية
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .
ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد 


6- التوفيق إلى الإكثار من النوافل بعد الفرائض:
قال تعالى في الحديث القدسي: (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ.. الحديث)؛ البخاري.

7- الهداية إلى دوام الأعمال الحسنة وإن كانت قليلة:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 (اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى الله أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ)،
وَكَانَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ، رواه البخاري والترمذي واللفظ له.





8- شرح الصدر بحب عباد الله المؤمنين
:فمن رُزِق حبَّ الناس، لا يدفَعه إلى ذلك رياء ولا سمعة، ولا مصلحة دنيوية أو منفعة ذاتية، إلا أن يكون حبًّا في الله ولله، فقد أحرز محبة الله له؛ يقول الله تبارك وتعالى: (وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ)؛ موطأ مالك.
ولقد سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم أناسٌ، فقالوا: مَنْ أَحَبُّ عِبَاد اللهِ إِلَى اللهِ؟ فقال: (أَحَبُّ عِبَادِ اللهِ إِلَى اللهِ، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا)؛ صحيح الترغيب.
هؤلاء أعد الله لهم يوم القيامة مكانةً ما بعدها مكانة؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي)؛ مسلم.
ولاحظ أنه قال: (الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي)؛ أي: بعظمتي وطاعتي، لا المتحابين لدنيا فانية، أو مصلحة زائلة، ومن الأمور الثلاثة التي مَن وجدها وجَد حلاوة الإيمان: (أنْ يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا للهِ)؛ متفق عليه.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "إنَّك إذا أحببتَ الشخص لله، كان الله هو المحبوبَ لذاته، فكلَّما تصوَّرته في قلبك، تصوَّرت محبوب الحق فأحببته، فازداد حبُّك لله"

9- البعد عن الفتن، والانشغال بالعبادة وإصلاح القلب وغنى النفس:
ويجمع كل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ)؛ مسلم.



10- التوفيق إلى صلاة الجماعة والصف الأول:
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا الصُّبْحَ فَقَالَ: (أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ؟)، قَالُوا: لَا، قَالَ: (أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ؟)، قَالُوا: لَا، قَالَ: (إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ (الصبح والعشاء) أَثْقَلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَيْتُمُوهُمَا وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الرُّكَبِ، وَإِنَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلاَئِكَةِ، وَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا فَضِيلَتُهُ لاَبْتَدَرْتُمُوهُ، وَإِنَّ صَلاَةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلاَتِهِ وَحْدَهُ، وَصَلاَتُهُ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلاَتِهِ مَعَ الرَّجُلِ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى الله تَعَالَى)؛
صحيح سنن أبي داود.
فلك المحامد والثناء جميعُه *** والشكرُ من قلبي ومن وِجداني
فلأنت أهلُ الفضل والمنِّ *** الذي لا يستطيع لشُكره الثَّقلان
فلك المحامدُ والمدائح كلُّها *** بخواطري وجوانحي ولسان





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اثنتا عشرة علامة من علامات حب الله لعبده (1)د محمد ويلالى شبكة الألوكة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى المسلمين فى العالم :: الميديا الاسلاميه :: خطب مفرغه-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: