تُغازِلُنــــــــي الَمنيَّةُ مِن قَريبِ ***** وَتَلحَظُني مُلاحَظَةَ الرَقيــــبِ

وَتَنشُرُ لي كِتابـــــــاً فيهِ طَيِّي ***** بِخَطِّ الدَهرِ أَسطُرُهُ مَشيبـي

كِتـــــــــابٌ في مَعانيهِ غُموضٌ ***** يَــــــــــــــلوحُ لِكُلِّ أَوّابٍ مُنيبِ

أرى الأَعصارَ تَعصِرُ مـــاَء عودي ***** وَقِدماً كُنتُ رَيّــــــــانَ القَضيبِ

أَدَالَ الشَيبُ يا صاحِ شَبابــــي ***** فَعُوِّضتُ البَغيضَ مِـــنَ الحَبيبِ

وَبَدَّلتُ التَثـــاقُلَ مِن نَشاطي ***** وَمِن حُسنِ النَضارَةِ بِالشُحوبِ

كَذاكَ الشَمسُ يَعلوه اِصفِـــرارٌ ***** إِذا جَنَحَت وَمـــــــــالَت لِلغُروبِ

تُحارِبُنا جُنودٌ لا تُجـــــــــــــارى ***** وَلا تُلقى بِآســــــــــادِ الحُروبِ

هِيَ الأَقدارُ والآجالُ تأتــــــــي ***** فَتَنــــــــزِلُ بِالمُطَبَّبِ وَالطَبيبِ

تُفَوِّقُ أَسهُمــاً عَن قَوسِ غَيبٍ ***** وَمــــــــــا أَغراضُها غَيرُ القُلوبِ

فَـــــــــأَنّـى بِاِحتِراسٍ مِن جُنودٍ ***** مُؤَيَّدَةٍ تُمَدُّ مِنَ الغُيــــــــــــوبِ

وَما آسى عَلى الدُنيا وَلَكِـــــن ***** عَلـى ما قَد رَكِبتُ مِنَ الذُنـوبِ

فَيا لَهَفي عَلى طولِ اِغتِــراري ***** وَيا وَيحـــي مِنَ اليَومِ العَصيبِ

إِذا أَنا لَم أَنُح نَفسي وَأَبكـــي ***** عَلى حوبي بَتَهتـــانٍ سَكوبِ

فَمَن هَذا الَّذي بَعدي سَيَبكـي ***** عَلَيهـــــــــــا مِن بَعيدٍ أَو قَريبِ