33♦️  السؤال:
نرجو ذكر ما ورد عن الحجاب الشرعي في القرآن والسنة، وهل تُحاسب المرأة يوم القيامة عن كشف وجها ويدها؟ وهل يُحاسب من يَعُوُلُها ؟


.
.
.
♦️ الإجابــــــــــة

.
.
الحجاب في القرءان ورد في قوله تعالى  :
{ وَلْيَضْرِ‌بْنَ بِخُمُرِ‌هِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }
والمرادُ بالجيْب هو الفتحة التي تكون في الدرع – والدرع هو قميصُ المرأة – الفتحةُ التي تدخل منها المرأةُ رأسها
فقوله تعالى : ( وَلْيَضْرِ‌بْنَ بِخُمُرِ‌هِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) يعنى ينبغي أن يكون الخمار مغطيًا لفتحةِ الجيبِ والصدر
وكذلك قولهُ عز وجل:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ    }  .
  { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ }والجلباب في لغةِ العرب التي ورد بها القرءان
هو : " ثوبٌ فضفاض يغطى المرأة من قمة رأسها إلى أخمص قدميْها " .
 يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ  ومعنى الجلباب موافقٌ تمامًا لما ثبت عند أحمد والترمذيْ
من حديث عبد الله ابن مسعود رَضْيَ الله تعالى عنه .. أن النبي صلى الله عليه وسلام قال :
" المرأةُ عَوْرةٌ، فإذا خَرَجَت استَشْرَفَها الشَيطانُ "
لكن الجمهور يقولون : " هناك أدلةٌ وردت تستثنى من ذلك الوجه والكفَّيْن "
أما الكفَّان فلم أجد دليلًا صريحاً – حديث المرأة التي خضبت يدها حديثٌ ضعيف -
وأما الحديث الذي ثبتَ في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم:  بعد صلاة العيد ذهب إلى النساء فَوَعَظَهُنَّ، وَذَكَّرَهُنَّ ، فَجَعَلنَ يخلعن خواتيمهن وأسوارهن و يلقينها في حجر بلال
فلا يلزم من هذا الحديث أن تكون المرأة قد كشفت الكف ، يُتَصَوَّر أن تفعل هذا من تحت الخمار – من تحت خمارها - .
وأما الوجه :
 فأصرح ما ورد في ذلك كما تعلمون : حديث الفضل ابن العباس رَضْيَ الله تعالى عنهماSad حين أتت امرأة رسول الله صلى الله غداة يوم النحر – (غداة يوم النحر ) هذه في رواية النسائي والحديث أصله في البخاري-
وكانت امرأةً وضيئة فطفق الفضلُ ينظر إليها فلوي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنق الفضل ، فقال العباس : " لقد لويت عنق ابن أخيك "
فقال عليه الصلاة والسلام : " رأيت شابًا وشابة ، فلم آمن عليهما الفتنة " )
فهذا كان في حجة الوداع وهو دليلٌ على أن المرأة كانت كاشفة لوجهها أمام النبي عليه الصلاة والسلام وأمام أصحابه رَضْيَ الله تعالى عنهم .
بعض من أراد أن يدفع هذا الحديث قال: " إنها كانت مُحَرَّمةً
والجواب : مادمت قد أثبت أن الوجه عورة ولا بد أن يغطَّى فما الدليل على أن المرأة المُحَرَّمة تكشف وجهها ؟
سيقول :الدليل ما أخرجه البخاري عن ابن عمر رَضْيَ الله تعالى عنهما قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : " لاَ تَنْتَقِبْ الَمَرْأَةُ المُحَرَّمة وَلاَ تلبَسْ القُفّازَيْنِ "
والجواب عن هذا الحديث : أن نهىَ المرأةِ المُحَرَّمة عن لبس النقاب .. ليس أمرًا بكشف الوجه – مادمنا قد ثبتنا أن الوجه عورة لا يجوز أن يُكْشَفْ فحديث ابن عمر لا دِلالةَ فيه على أن المُحَرَّمةَ تَكْشِفُ وَجْهَهَا وإنما هو دليلٌ فقط على أنها لا تجوز أن تلبس النقاب
بدليل : " إنهن كن يسدلن إذا مر بهن الركب من الرجال "
فهذا دليلٌ على أن المُحَرَّمة لها أن تغطيَ وجهها .. واضح؟؟
أذًا قولهم بأنها بأنها كانت مُحَرَّمة فهذا اعتذارٌ عن حديث الفضل ( مردود )
قال بعضهم : إنها جاءت إلى النبي عليه الصلاة والسلام سائلةً وإنما أراد أبوها أن يعرضها على النبي صلى الله عليه وسلم فربما تزوجها عليه الصلاة والسلام..
والجواب : أن وجه المرأةِ عوْرة ولا يحل له أن تكشفه ، فهل تجيز للمرأة أن تكشف وجهها أمام الناس عمومًا أو أمام رجلٍ بعينهِ وإن كانت فى حضرة ألفٍ من الرجال فقد يتزوجها؟!
من قال بهذه المقالة؟!
البعض قال : أن هذه المرأة ربما هبت ريحٌ أطارت البيشة أو الإسدال الذي كان على وجهها!!
وليس بمثل هذا تُدْفَعْ النصوص ، ولو فتحنا هذا الباب  لأمكن لكلِّ جريءٍ على النصوص الشرعية أن يؤلها بمثل هذه الأعذار الباردة .
ولا يخفاك أن هذا كان في حجة الوداع ، بعد نزول أية الحجاب التي فئ سورة الأحزاب – هذا لو فرضنا أن آية الحجاب قطعية الدلالة – هي قطعية الثبوت لكنها ليست قطعية الدلالة .
فبناءٍ على هذا اختلف أهل العلم في وجوب تغطية الوجه والكفين فمنهم من ذهب لى الوجوب كعبد الله ابن مسعود رَضْيَ الله تعالى عنه من الصحابة
وعبيدة السلمانيَّ من التابعين
والإمام أحم وغيره - طائفة من أهل الحديث -
وذهب مالك والشافعيْ وأبو حنيفة وأهل الظاهر إلى أنها لها أن تكشف الوجه والكفان .
هذه إذا مسألة خلافية  :
فإن كانت  السائلة قد ترجح إليه بالأدلة والبراهين أن النقاب واجب وكذلك القفازين
فعليها أن تلتزم بما أداه إليها اجتهادها
وان كانت لم تبحث المسألةَ أصلًا فلها سعة أن تأخذ بقول الجمهور أن اضطرت إلى هذا
وإلا :فإننا لو قلنا أن النقاب مستحب .. لماذا لا تفعلُ المرأةُ المستحب
لماذا لا تتشبه بأمهاتِ المؤمنين فتغطى الوجه والكفين؟ لماذا؟
ليس معنى أن النقابَ مستحب أن يُهْمَلْ نكل المستحبات تُهْمَلْ !! لا !!
المستحبات على العين والرأس .. أجرً وَبِرٌ إن شاء الله عز وجل .
لكن : قد تضطر تحت ضغط الوالدين ، أو تحت ضغط الزوج ، لا سيّما إن هددها بالطلاق أو طلَّق فعلًا وجعلَ الطلاقَ معلَّقاَ على شرطٍ إذا لم تخلع النقاب .
هناك مثلًا قال لزوجته : " إن لم تخلعي النقاب فأنت طالق بالثلاثة "
أنا سُأِلتْ هذا السؤال في هذا المسجد ، وأجبت بهذه الإجابة
فإذا بالأوراق تنهال علينا من عند النساء موجة للشيخ فوزي يقلن له : " نحن نأتي إلى هذا المسجد لسماع الحق ، فإما أن تُسْكِتْ هذا الباطل ، وإلا فلن نحضر إلي المسجد مرةً ثانية"
أنا أقول : ليست هذه هي طريقة التعامل مع المسائل الخلافية
مسألة النقاب كمسألة قراءة الفاتحة في الصلاة ،
وأنت تعلمُ جيدًا أن الشافعيَ رحمه الله ذهب إلى أن قراءة الفاتحة  ركنٌ في حق المأموم في الصلاة الجهرية ، ومنع من ذلك : أحمد ومالك وأبو حنيفة ، ماذا تقول في هذه المسألة؟
المأموم لم يقرأ الفاتحة في صلاة العشاء الشافعي يقول صلاته باطلة وابن حزم!!
والجمهور : يقولون صلاته صحيحة!!
شيٌ يترتب عليه صحة الصلاة أو بطلان الصلاة المفروضة (( مفيش قبل الصلاة ولا بعدها ))!!
فلا ينبغي أن نتعامل مع المسائل الخلافية بهذه الطريقة التي تتسم بشيء من الحساسية
بحيث أننا حولنا بعض المسائل الفقهية إلى ما يشبه المسائل السياسية وصارت مرتبطة بالسلفية!!
الإنسان لا يكون سلفيًا إلا إن قال بوجوب النقاب ، وبوجوب تحريك السبابة في التشهد، وبعدم جواز الجماعة الثانية... وما إلى ذلك
مسائل حفظناها وصارت مرتبطة بالسلفية ، وكلما تكلم فيها إنسان احمرت الأنوف أو الآذان .
فعلى كل حال هذه الأخت أو هذا الأخ الذي يسأل :" هل تحاسب يوم القيامة من كشفت وجهها ويديها؟"
الجواب : إن كانت قد فعلت ذلك اعتقادًا منها إن النقاب مستحب، وان تغطية الوجه والكفين غاية ما فيه انه مستحب فن تعاقب على ذلك
وان كانت تعتقد انه واجب ثم كشفت وجهها فهي عاصية لله عز وجل لأنها خالفتما تعتقد انه واجب
وأما عن مذهبي فقد صرَّحتُ به

-----------------------------

الرابط الصوتي للفتوى

http://ar.islamway.net/fatwa/17530/%D9%86%D8%B1%D8%AC%D9%88-%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D9%88%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85%D8%A9


------------------------

مع تحيات صفحة " فتاوى مهمة لعموم الأمة "

https://www.facebook.com/%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A9-1526747894283018/timeline/
نرجو دعم الصفحة بالاشتراك والنشر والإعلان عنها
نظراً لأهميتها الشديدة وتناولها لجميع مناحي حياة المسلم والمسلمة والطفل والمجتمع