جاءت المرضعات تبحث عن المواليد الجدد و منهم حليمة السعدية فعُرض عليها سيدنا محمد وهو وليد صغير فأبت لأنه يتيم و إنما سيكرمها في أجرها من له والد .. فبحثت عن غيره فلم تجد .. فكرهت أن تعود خالية الوفاض فرضيت به مضطرة .. و كانت حليمة و زوجها فقراء و كان لهم إبن صغير يقرب سيدنا محمد في العمر و كانت ترضعه فلا يشبع من فقر ثدييها باللبن و كان لا يسكت عن البكاء من الجوع حتى أن أبوه وأمه لا يستطيعان النوم من فرط بكائه .. و كان لهم أغنام ضعيفة هزيلة من الجدب و الفقر الذي يعيشون فيه و كذلك كان الحمار الذي ترحل عليه .. فما إن حملته و رجعت به حتى تغير كل شئ .. فصح بدن الحمار و قوى وهم في الطريق للعودة ،و فاض ثديها باللبن و شبع ابنها و كذلك سيدنا محمد .. و بعد أيام سمنت ماشيتها و أدرت اللبن و انهالت عليهم الخيرات و استغرب الجميع .. وكان يتزايد عندهم اليقين بأنهم أصابوا نسمة مباركة ألا وهو سيدنا محمد