ابوحذيفة السلفى الاعضاء
عدد المساهمات : 342 نقاط : 1013 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/02/2014
| موضوع: سلسلة: من محاسن الدين الإسلامـــــــــي (1)حب المساكيــــــن ( أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ) الأربعاء نوفمبر 07, 2018 9:23 pm | |
|
- عَنْ أَبِى ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:
- (( أَمَرَنِي خَلِيلِي ﷺ بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ،
- وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلاَ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِى،
- وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ،
- وَأَمَرَنِي أَنْ لاَ أَسْأَلَ أَحَداً شَيْئاً، وَأَ مَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا،
- وَأَمَرَنِي أَنْ لاَ أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ
- لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ ))
- (وفي رواية: فإنَّها كنزٌ مِن كنوزُ الجنَّةِ )" رواه الإمام أحمد،
- هذا حديث عظيم الفوائد، كثير المعاني، غزير الدروس والعبر،
- نقف من خلاله على مجموعة من "محاسن الدين الإسلامي" ، التي سنجعلها - إن شاء الله تعالى - "سلسلة" ، توقفنا على جملة من الخصال التي ميزت ديننا الذي ارتضاه الله - عز وجل - من لدن نبينا الكريم ﷺ، وإلى قيام الساعة.
- قال تعالـــــى :
- ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
- وأول ما نستهل به محاسن هذا الدين العظيم، ما أشار إليه أبو ذر رضي الله عنه في مطلع الوصايا التي غمره بها رسول الله ﷺ:
- " أَمَرَنِي خَلِيلِي ﷺ بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ"،
- أي: أمرني أن أضع المساكين في حسباني، وأن أحبهم، وأدنو منهم،
- فأتفقدَ أحوالهم، وأسعى في قضاء حاجاتهم، ومراعاة مصالحهم، تخفيفا عليهم من وطأة الفقر، ومشاركة لهم في هموم الحياة وأثقالها.
- فلماذا حَظِيَ المساكين بهذه المكانة العظيمة، وهذه الالتفاتة النبوية الكريمة،
- وهذه العناية الربانية الجسيمة؟
- حتى وصى بهم ربنا - تبارك وتعالى - نبيه ﷺ حين قال له:" يا محمَّدُ إذا صلَّيتَ فقلِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُك الخيراتِ وتركَ المنكراتِ وحبَ المساكينِ ، وإذا أردتَ بعبادِك فتنةً فاقبِضني إليكَ غيرَ مفتونٍ " صحيح سنن الترمذي
- فلنعلم - أولا - أن الله - تعالى - قضى بحكمته أن يخلق الناس مختلفي المقامات، متفاوتي القامات، بينهم كثير من الدرجات ، ليبلو بعضهم ببعض، وليختبر صبرهم، ويمتحن عبادتهم وتوكلهم، فجعل منهم الذكر والأنثى،
- وجعل منهم الصحيح والسقيم، وجعل منهم - أيضا – الغنــــي والفقيــــــر،
- كما قال تعالى: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾.
- ولئن جعل - سبحانه - هذا التفاوت سنة كونية بين البشر،
- فليس ليصير الفقر ظاهرة مجتمعية متزايدة ، يعيش معها الفقراء حياة الضيق والضَّنْك، ويذوقون معها مرارة الحرمان،
- بل دعا إلى التكافل بين الناس، والاهتمام بحالات الفقراء والمحتاجين،
- وشرع لهم من الوسائل والطرائق ما يُقَوِّي نسيج التلاحم بين الغني المشبع،
- والفقير المهموم، كما قال تعالى في بيان صفات عباد الله الصالحين:
- ﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ .
- فلا معنى - إذاً – لهذه الفوارق الطبقية الفظيعة التي يعيشها العالم كله بشكل عام ، والعالم الإسلامي والعربي بخاصة
- إذ تحول المجتمع إلى قوم يستحلبون الصخر ليجدوا بالكاد ما يقيم أصلابهم هم ومن يعولون,
- في مقابل قوم تتمرغ النعمة على أعتابهم وهم يأبون إلا أن يدوسوها بأقدامهم , وانسدت المسالك علي الفقراء!!!
- يَمْشِي الفَقِيرُ وَ كُلُّ شَيْئٍ ضِدَّهُ *** و النَّاسُ دُونَهُ تَغْلِقُ أَبْوَابَها
- وتَرَاهُ مبغوضاً وَلَيْسَ بِمُذْنِبٍ *** ويَرَى الْعَدَاوَةَ لاَ يَرَى أَسْبَابَها
- حَتَّى الْكِلاَبُ إذَا رَأَتْ ذَا ثَرْوَةٍ *** خَضَعَتْ لَدَيْهِ وَ حَرَّكَتْ أَذْنَابَها
- وَ إِذَا رَأَتْ يَوْماَ فَقِيراَ عَابِراً *** نَبَحَتْ عَلَيْهِ وَ كَشَّرَتْ أَنْيَابَها
- وهكـــــــذا..!!!!, هكــــــــذا حكم الناس علي الاشياء حكما باطلا,
- فكل حسنة للفقير اعتبروها سيئة , وكل سيئة للغني اعتبروها حسنة
- فالفقير إذا كان فصيح اللسان قالوا : إنه ثرثار كثير الكلام
- وإذا كان كريما قالوا : إنه مسرف متلاف ,
- وإذا كان شجاعا في الحق قالوا : إنه متهور سفيه
- أمــــــا الغني إذا كان عيّي اللسان قالوا : إنه عاقل رزين
- وإذا كان جبانا . قالوا : إنه حكيم راجح العقل .
- مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ *** شَفَتَاهُ أَنْوَاعَ الكَلَامِ فَقَالَا
- وَتَقَدَّمَ الإِخْوَانُ فَاسْتَمَعُوا لَهُ *** وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرَى مُخْتَالَا
- لَوْلَا دَرَاهِمُه الَّتِي يَزْهُو بِهَا *** لَوَجَدْتَهُ فِي النَّاسِ أَسْوَأَ حَالَا
- إِنَّ الغَنِيَّ إِذَا تَكَلَّمَ بِالخَطَا *** قَالُوا أصبت وصدقوا ما قالا
- وإذا الفقير أصاب قالوا كلهم *** أخطأت يا هذا وقلت ضلالا
- إِنَّ الدَّرَاهِمَ فِي المَوَاطِنِ كُلِّهَا *** تَكْسُو الرِّجَالَ مَهَابَةً وَجَمَالَا
- فَهِيَ اللِّسَانُ لِمَنْ أَرَادَ فَصَاحَةً *** وَهِيَ السِّلَاحُ لِمَنْ أَرَادَ قِتَالَا
- يوم يصير المجتمع هكذا فقد حق فيه قول الله تعالي : ( فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ) .
- وحق قوله جل شأنه : (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) .
- إن بالفقراء يُرزق الأغنياء، وبالضعفاء يُنصر الأقوياء.
- ألم يقل النبي ﷺ:" هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ؟! " البخاري.
- ألا تستحق هذه الشريحة ما يناسبها من عناية ورعاية؟
- • فعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: جاءَ الأقرعُ بنُ حابسٍ التَّميميُّ ، وعيينةُ بنُ حصنٍ الفزاريُّ ، فوجَدوا رسولَ اللَّهِ ﷺ معَ صُهيبٍ ، وبلالٍ , وعمَّارٍ , وخبَّابٍ , قاعدًا في ناسٍ منَ الضُّعفاءِ منَ المؤمنينَ ، فلمَّا رأوْهم حولَ النَّبيِّ ﷺ حقروهم ، فأتوْهُ ، فَخَلَوْا بهِ وقالوا: إنَّا نريدُ أن تجعلَ لنا منْكَ مجلسًا تعرفُ لنا بِهِ العربُ فضلَنا ، فإنَّ وفودَ العربِ تأتيكَ ، فنستَحيِ أن ترانا العربُ معَ هذِهِ الأعبُدِ ، فإذا نحنُ جئناكَ فأقمْهم عنْكَ ، فإذا نحنُ فرغنا فاقعد معَهم إن شئتَ. قالَ: نعَم. قالوا: فاكتُب لنا عليْكَ كتابًا.
- قالَ: فدعا بصحيفةٍ ، ودعا عليًّا ليَكتبَ ونحنُ قعودٌ في ناحيةٍ ، فنزلَ جبرائيلُ عليْهِ السَّلامُ فقالَ:
- (﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) )﴾..
- ثمَّ ذَكرَ الأقرعَ بنَ حابسٍ وعيينةَ بنَ حصنٍ فقالَ (( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ))
- ثم قال: ﴿( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ )﴾.
- قالَ :فدنَونا منْهُ حتَّى وضعنا رُكبنا على رُكبتِهِ ،
- وَكانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ يجلسُ معَنا ، فإذا أرادَ أن يقومَ قامَ وترَكنا ،
- فأنزلَ اللَّهُ : ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ < ولا تجالسِ الأشرافَ > تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا <يعني عيينةَ والأقرعَ> وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) ﴾
- ((وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا)) - يعني عيينة والأقرع -
- قالَ خبَّابٌ : فَكنَّا نقعدُ معَ النَّبيِّ ﷺ فإذا بلغنا السَّاعةَ الَّتي يقومُ فيها قُمنا وترَكناهُ حتَّى يقومَ " صحيح سنن ابن ماجة.
- • ولقد مرضت امرأة مسكينة، " فأُخبر رسول الله ﷺ بمرضها،
- فقال رسول الله ﷺ:" إذا ماتت فآذنوني".
- فأُخرج بجنازتها ليلا، وكرهوا أن يوقظوا رسول الله ﷺ،
- فلما أصبح رسول الله ﷺ، أُخبر بالذي كان منها،
- فقال: "ألم آمركم أن تؤذِنوني بها؟". قالوا: يا رسول الله، كرهنا أن نوقظك ليلا. فخرج رسول الله ﷺ حتى صف بالناس على قبرها،
- وكبر أربع تكبيرات" صحيح سنن النسائي.
- النفسُ تجزعُ أن تكونَ فقيرةً *** والفقرُ خيرٌ من غنًى يُطغيها
- وغِنى النفوسِ هو الكفافُ فإن *** أبتْ فجميعُ أهلِ الأرضِ لا يكفيها
- • ولقد استقى الصحابة الكرام والصالحون بعدهم هذا الهدي النبوي الكريم، فجسدوه في علاقاتهم بالفقراء والمحتاجين، فكانوا يَرِقون لحالهم،
- ويتفقدوا احتياجاتهم
- • فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنه،
- "كان لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه" متفق عليه.
- وكان الخلفاء يطلبون النصر بإكرامهم والبذل لهم
- يقول الخليفة نور الدين رحمه الله وهو يقرب الفقراء اليه ويحنوا عليهم : (( هم قوم يقاتلون عنى وأنا نائم على فراشي بسهام لا تخطيء )) أي بالدعاء
- فأكرم تفسك بإكرامهم وقضاء حوائجهم ولا تحتقر فقيرا لقلة ما في يده ولا تتعالى غليه ففيهم مجاب الدعوة المقرب من الله
- فللفقير فضل غلى الغني في قبول صدقته فان قبلها الله منك رفعك بها درجات
- واعلم أن طريق الغنى والسعة في الأغلب طريق مُتَقَلِّب ,
- والزمان ذو تَقَلُّب , تصبح غنيا , وقد تمسى فقيرا
- كُنْ مُوقِناً أنّ الزمانَ وإنْ غَدَا *** لك رافعاً سيعودُ يوماً واضِعاَ
- والطّيرُ لو بلغ السّماءَ مَحَلُّه *** لا بُدَّ يومــاً أن تراهُ واقِعــاَ!
- فاحفظ مالك بالإنفاق ولا ترد الفقير بلا عطاء
- يقول عثمان رضى الله عنه:
- ((حبب الى من الدنيا ثلاثة : اشباع جائع ,وكسوة العاري, وتلاوة القرآن ))
- فيا اخوة الاسلام من أراد النجاة من النار وعلو المنزلة في الدار الآخرة فليدخل على الله من باب الشفقة والاحسان على الضعفاء والمساكين والأرامل والايتام وذوي الحاجات
- وليحسن اليهم بما يستطيع فان الله تعلى قريب من المنكسر ة قلوبهم رحيم بمن يرحم عباده يجازيك على المعروف ولو كان طيبة
- فعن أبي ذر : قَالَ: قَالَ لي النَّبيّ ﷺ
- : «لاَ تَحْقِرنَّ مِنَ المَعرُوفِ شَيئًا وَلَوْ أَنْ تَلقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ». رواه مسلم.
- وقد ورد في حديث صحيح: أن رسول الله – ﷺ – قال:
- ((مَنْ مسَحَ رأسَ يتيمٍ، لَمْ يمسَحْهُ إلَّا للَّهِ،
- كانَ لهُ بكلِّ شعرةٍ تَمَسُّ عليْها يدُهُ حسناتٌ))،
- فما أعظم هذا الثوابَ العظيم! وما أهون مؤنته!
- وعَنْ سَهْلٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – ﷺ – « أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا » . وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا ) رواه البخاري.
- وفي مسند الإمام أحمد – رحمه الله – عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -ﷺ- قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَقَالَ لَهُ « إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ »
- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – ﷺ – « السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ » ،
- فقد ورد عن المصطفى – صلوات الله وسلامه عليه – في حق الأرامل والمساكين أحاديث كثيرة، فيها ترغيب وثواب عظيم لمن أراد الله به خيرًا، ووفقه للعمل بها؛ قال تعالى :﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا﴾ [آل عمران: 30]،
- فيا إخوة الإسلام
- إنَّ الشفَقة والرأفة والرحمة على خلق الله – خصوصًا ضعفاءَ المسلمين؛ من يتيم، ومسكين، وأرملة – لها أثرٌ عند الله عظيم، ولها موقع في الحسنات ودفع السيئات، وتنزُّل الرحمة، ودفع النقمة، ولها أثر كبير في حسن الخاتمة عند الموت،
- قال تعالى: ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ [الكهف: 30]،
- وقال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60].
- تزوّد للذي لا بد منهُ *** فإن الموت ميقاتُ العبادِ
- وتب مما جنيت وأنت حيٌّ *** وكن متنبهاً قبل الرّقادِ
ستندم إن رحلت بغير زادٍ *** وتشقي إذ يناديك المنادِ
- أترضي أن تكون رفيق قومٍ *** لهم زادٌ وأنت بغيرِ زادِ
- إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا
|
|