ابوحذيفة السلفى الاعضاء
عدد المساهمات : 342 نقاط : 1013 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/02/2014
| موضوع: أعارتك دنيا مسترد معارها_ للإمام/ ابن حزم_ القاء الشيخ / طه الفهد الأحد نوفمبر 23, 2014 11:34 pm | |
| التسجيل الكامل لقصيدة الإمام ابن حزم الأندلسى الوعظية (أعارتك دنيا مسترد معارها)
الموجودة فى آخر كتابه (طوق الحمامة) فى الباب الثلاثين (فضل التعفف)
القاء الشيخ/ طه الفد
--------------------------------------------------
أعارتك دنيا مسترد معارها *** غضارة عيش سوف يذوي اخضرارها وهل يتمنى المحكم الرأي عيشة *** وقد حان من دهم المنايا مزارها وكيف تلذ العين هجعة ساعة *** وقد طال فيما عاينته اعتبارها وكيف تقر النفس في دار نقلة *** قد استيقنت أن ليس فيها قرارها وأتى له في الأرض خاطر فكرة *** ولم تدر بعد الموت أين محارها أليس لها في السعي للفوز شاغل *** أما في توفيها العذاب ازدجارها فخابت نفوس قادها لهو ساعة *** إلى حر نار ليس يطفي أوارها لها سائق حاد حثيث مبادر *** إلى غير ما أضحى إليه مدارها تراد لأمر وهي تطلب غيره *** وتقصد وجهاً في سواه سفارها أمسرعة فيما يسوء قيامها *** وقد أيقنت أن العذاب قصارها تعطل مفروضاً وتعني بفضلة *** لقد شفها طغيانها واغترارها إلى ما لها منه البلاء سكونها *** وعما لها منه النجاح نفارها وتعرض عن رب دعاها لرشدها *** وتتبع دنيا جد عنها فرارها فيأيها المغرور بادر برجعة *** فلله دار ليس تخمد نارها ولا تتخير فانياً دون خالد *** دليل على محض العقول اختيارها أتعلم أن الحق فيما تركته *** وتسلك سبلاً ليس يخفى عوارها وتترك بيضاء المناهج ضلة *** لبهماء يؤذي الرجل فيها عثارها تسر بلهو معقب بندامة *** إذا ما انقضى لا ينقضى مستثارها وتفنى الليالي والمسرات كلها *** وتبقى تباعات الذنوب وعارها فهل أنت يا مغبون مستيقظ فقد *** تبين من سر الخطوب استتارها فعجل إلى رضوان ربك واجتنب *** نواهيه إذ قد تجلي منارها يجد مرور الدهر عنك بلاعب *** وتغرى بدنيا ساء فيك سرارها فكم أمة قد غرها الدهر قبلنا *** وهاتيك منها مقفرات ديارها تذكروا على ما قد مضى واعتبر به *** فإن المذكي للعقول اعتبارها تحامى ذراها كل باغ وطالب *** وكان ضماناً في الأعادي انتصارها توافت ببطن الأرض وانشت شملها *** وعاد إلى ذي ملكه استعارها وكم راقد في غفلة عن منية *** مشمرة في القصد وهو سعارها ومظلمة قد نالها متسلط *** مدل بأيد عند ذي العرش ثارها أراك إذا حاولت دنياك ساعياً *** على أنها باد إليك أزورارها وفي طاعة الرحمن يقعدك الونى *** وتبدي أناة لا يصح اعتذارها تحاذر إخواناً ستفنى وتنقضي *** وتنسى التي فرض عليك حذارها كأني أرى منك التبرم ظاهراً *** مبيناً إذا الأقدار حل اضطرارها هناك يقول المرء من لي بأعصر *** مضت كان ملكاً في يدي خيارها تنبه ليوم قد أظلك ورده *** عصيب يوافي النفس فيها احتضارها تبرأ فيه منك كل مخالط *** وآن من الآمال فيه انهيارها فأودعت في ظلماء ضنك مقرها*** يلوح عليها للعيون إغبرارها تنادي فلا تدري المنادي مفرداً *** وقد حط عن وجه الحياة خمارها تنادي إلى يوم شديد مفزع *** وساعة حشر ليس يخفى اشتهارها إذا حشرت فيه الوحوش وجمعت *** صحائفنا وإنثال فينا انتثارها وزينت الجنات فيه وأزلفت * وأذكى من نار الجحيم استعارها وكورت الشمس المنيرة بالضحى *** وأسرع من زهر النجوم إنكدارها لقد جل أمر كان منه انتظامها *** وقد حل أمر كان منه انتثارها وسيرت الأجبال والأرض بدلت *** وقد عطلت من مالكيها عشارها فإما لدار ليس يفنى نعيمها *** وإما لدار لا يفك إسارها بحضرة جبار رفيق معاقب*** فتحصى المعاصي كبرها وصغارها ويندم يوم البعث جاني صغارها *** وتهلك أهليها هناك كبارها ستغبط أجساد وتحيا نفوسها*** إذا ما ستوى إسرارها وجهارها إذا حفهم عفو الإله وفضله *** وأسكنهم داراً حلالاً عقارها سيلحقهم أهل الفسوق إذا استوى *** بجلبة سبق طرفها وحمارها يفر بنو الدنيا بدنياهم التي *** يظن على أهل الحظوظ اقتصارها هي الأم خير البر فيها عقوقها *** وليس بغير البذل يحمى ذمارها فما نال منها الحظ إلا مهينها*** وما الهلك إلا قربها واعتمارها تهافت فيها طامع بعد طامع *** وقد بان للب الذكي اختبارها تطامن لغمر الحادثات ولا تكن *** لها ذا اعتمار يجتنبك غمارها وإياك أن تغتر منها بما ترى *** فقد صح في العقل الجلي عيارها رأيت ملوك الأرض يبغون هدة*** ولذة نفس يستطاب اجترارها وخلوا طريق القصد في مبتغاتهم *** لمتبعه الصفار جم صغارها وإن التي يبغون نهج بقية *** مكين لطلاب الخلاص اختصارها هل العز إلا همة صح صونها *** إذا صان همات الرجال انكسارها وهل رايح إلا امرؤ متوكل*** قنوع غني النفس باد وقارها ويلقى ولاة الملك خوفاً وفكرة *** تضيق بها ذرعاً ويفنى اصطبارها عياناً ترى هذا ولكن سكرة *** أحاطت بنا ما إن يفيق خمارها قد برهن الباني على الأرض سقفها *** وفي علمه معمورها وقفارها ومن يمسك الأجرام والأرض أمره*** بلا عمد يبني عليه قرارها ومن قدر التدبير فيها بحكمة *** فصح لديها ليلها ونهارها ومن فتق الأمواه في صفح وجهها*** فمنها يغذي حبها وثمارها ومن صير الألوان في نور نبتها ***فأشرق فيها وردها وبهارها
فمنهن مخضر يروق بصيصه *** ومنهن ما يغشى اللحاظ احمرارها ومن حفر الأنهار دون تكلف *** فصار من الصم الصلاب انفجارها ومن رتب الشمس المنير أبيضاضها *** غدوا ويبدو بالعشي اصفرارها ومن خلق الأفلاك فامند جريها *** وأحكمها حتى استقام مدارها ومن إن ألمت بالعقول رزية *** فلس إلى حي سواه افتقارها تجد كل هذا راجع نحو خالق *** له ملكها منقادة وائتمارها أبان لنا الآيات في أنبيائه *** فأمكن بعد العجز فيها اقتداها فأنطق أفواهاً بألفاظ حكمة *** وما حلها إثغارها وأتغارها وأبرز من صم الحجارة ناقة *** وأسمعهم في الحين منها حوارها ليوقن أقوام وتكفر عصبة *** أتاها بأسباب الهلاك قدارها بوشق لموسى البحر دون تكلف *** وبان من الأمواج فيه انحسارها وسلم من نار الأونوق خليله *** فلم يؤذه إحراقها واعترارها ونجى من الطوفان نوحاً وقد هدت ***به أمة أبدى الفسوق شرارها ومكن داوداً بأيد وابنه *** فتعسيرها ملقى له وبدارها وذلل جبار البلاد لأمره ***وعلم من طير السماء حوارها وفضل بالقرآن أمة أحمد ***ومكن في أقصى البلاد مغارها وشق له بدر السماء وخصه*** بآيات حق لا يخل معارها وأنقذنا من كفر أربابنا به ***وكان على قطب الهلاك منارها فما بالنا لا نترك الجهل ويحنا *** لنسلم من نار ترامى شرارها
------------------------- القاء الشيخ/ طه الفهد
http://www.taiser.net/ksaid.php?id=9
|
|