ابوحذيفة السلفى الاعضاء
عدد المساهمات : 342 نقاط : 1013 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/02/2014
| موضوع: المستظلون بظل العرش (5 ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله الجمعة نوفمبر 09, 2018 11:45 am | |
| [ltr]الخطبــــــــــــــــــــة الاولـــــــــــــــــــــــي إِنَّ الْحَمْدَ لِلّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم ما كان, وما هو كائن , وما سيكون, وما لم يكن لو كان كيف يكون، سبحانك سبحانك سبحانك يـارب إن عظمت ذنوبي كثرة ***** فلقد عـلمت بأن عفوك أعظم إن كـان لا يرجوك إلا مـحسن ***** فبمن يـلوذ ويستجير المجرم مــالي إليك وسيلــة إلا الرضا ***** وجميل عــفوك ثم أني مسلم وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , وصفيه وخليله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان-وسلم تسليما كثير ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾[آل عمران: 102 ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[النساء: 1 ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70-71 أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ000 ثُــمَّ أَمَّـــــــــــــــــــــــــــا بَـعْد ما زلنا مع هؤلاء السبعة الذين ذكرهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم حيث قال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ": إمَامٌ عَدْلٌ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ ربه ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي الله ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ الله ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ" وقد انتهينا من الحديث عن الصنف الرابع من الأصناف السبعة الذين يظلهم الله - تعالى - في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهو صنف المتحابِّين في الله، الذين اجتمعوا عليه وتفرقوا عليه، الذين يناديهم الرحمن يوم القيامة فيقول: "أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلِّي". وعرفنا أهم السبل الكفيلة بتحقيق هذه المحبة الصادقة، وأجملناها فـي ضرورة إفشاء السلام بين الناس، والإكثار من الأعمال الصالحة، وترك الطمع في ما في أيدي الناس ، وتقديم الهدية، واستقبال الناس بالبشاشةِ وبسط الوجه. كما عرفنا أن المقابل وفيـــــــــــر، وأن الجزاء كبيــــــــــــــر؛ فأخوك الصالح الذي أحببته لله قد يكون لك شفيعًــــــــــــــــــــــا يوم القيامة، وقد تلحق بمقامه يوم القيامة وإن كنت في الدنيا دونه، وقد يجمعك الله به في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، فتكون من الفائزين. أحب الصالحين ولستُ منـــــــــــهم *** وأرجو أن أنال بهـــــــــــــــــــــــم شفاعة وأكره من تجارته المعــــــــــــــــاصي *** وإن كنا سواء في البضــــــــــــــــاعة أما خامس هؤلاء السبعة السعداء، فهو من قال عنه المصطفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث : " وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ الله " الرجلُ الذي يتعرض لفتنة النساء وغوايتهن ، والمرأةُ التي تتعرض لتحرشات الرجال وإغراءاتهم، فيقول كل واحد منهما: إنــــــــي أخـــــــــــاف الله. ( دَعَتْــهُ ): أي طلبته لفعل الفاحشة ، وهذه أول الدواعي في هذه الخصلة ، - فالطلب جاء منها ، وثانــــــــــــي الدواعي أنها ذات منصب أي أصل وشرف ومال ، وثالثهــــــــــا أنها ذات جمال ، ولا يمتنع عن ذلك مع وجود هذه الدواعي إلا قلباً عظم فيه الخوف من الله . - قال القرطبي - رحمه الله - : وامتناعه لذلك دليل على عظيم معرفته بالله تعالى ، وشدة خوفه من عقابه ، ومتين تقواه ،وحيائه من الله تعالى ، وهذا هو المقام اليوسفي " ( إِنِّي أَخَافُ اللّهَ ) الخوف من الله: هو الرهبة من عذابه ، فالذي منعه من فعل الفاحشة هو الخوف من الله لا سبب آخر ، وقال ( إِنِّي أَخَافُ اللّهَ) قالها بقلبه ليزجر نفسه ، قالها بلسانه ليزجر المرأة عن الفاحشة بتذكيرها بالله تعالى أو ليعتذر إليها ، إن هذا المستظل بعرش الرحمن يوم الخوف والفزع وتطاير الصحف، - تَحصَّن بقوله: "إني أخــــــــــــاف الله"، وهي كلمة السر في تجنب فتن الرذيلة، والحِصنُ الذي يحفظ المؤمن من الشبهات والشهوات، حتى لو غاب عن أعين الرقباء، وكان في مأمن من ذوي الفضول، يعلم أن له ربا يراقبه، هو أحق بالخوف من المخلوقين، والجزاء من جنس العمل. قال تعالـــــــــى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41]. أما عُبَّاد الشهوات، فلن تُشبع غريزتَهم كل نساء الدنيا، كالذي يشرب ماء البحر لا يزداد إلا عطشا، لأنهم لا يملكون صَمام الخوف من الله، الذي يُكسبهم القناعة والرضى، فيغضون طرفهم عن المحرمات، ويمنعون أعينهم من تتبُّع العورات. - عباد الله: الغريزة نعمة من الله للعباد كي يبقى الجنس البشري، وقد حدّد الله لها مخرجًا مباحًا؛ بل وله فيه أجر! " قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ " . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ يَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ قَالَ : " أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلالِ كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ " !! - ونظــرةٌ في واقع مجتمعات الانحلال اليوم تبيّن لك شؤمَ شيوع الفواحش، أولاد لم تُعرف أنسابهـــا ، وجرائم أعراضٍ تعددت صورها، وأمراضٌ حارَ الطب في علاجها , وقعت عقوبةً من الله على العباد يوم أن لم يرعوا حق الله في هذه الغريزة، - وسنَّة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تؤكد ذلك، وفي الحديث المشهور: ( لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا ) رواه ابن ماجة والحاكم - وتجاه هذا الموضوع فلا بد من الحديث عن التحصين ضد الشهوات، والتذكير بما لأهل العفة من الخيرات والدرجات العاليات. فهذا يوسف -عليه السلام -، تُراوده امرأة أوتِيَتْ من الجمال ، والمنصب ، والجـاه ، ما يقل توافره في غيرها، وكان يوسف - عليه السلام - شابًــــــا ، عزبًــــــــــا ، غريبًـــــا لا يعرفه أحد ، وكانت هـــــــي سيدتَه الآمرة الناهية، لا يملك أن يرد لها طلبًا ، غاب عنها الرقيب، وغلَّقت الأبواب، وأحكمت الخطة حتى لا يُفتضح الأمر، ثم راودته عن نفسه، وهددته بالسجن إن لم يفعل ، ومع كل هذه المغريات قال: ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23]. - وذكر ابن الجوزي قصة الربيع بن خُثيـــم، حينما أراد المغرضون أعداء الفضيلة أن يكسروا زهده، وتعلقه بعبادة ربه، فأمروا امرأةً ذات جمال بارع أن تتعرض له لعلها تفتنه، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم ، فلبست أحسن الثياب، وتطيبت، ثم تعرّضتْ له حين خرج من مسجده، وكان ابن ثلاثين سنة، فلما رآها صرخ فيها قائلا: "يا أَمَةَ الله، كيف بك لو نزلَتِ الحمى بجسمك، فغيّرتْ ما أرى من بهجتك ؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت، فَقَطع منك حبل الوتين؟ أم كيف بك لو سألك منكر ونكير؟ فصرخت صرخة سقطت مغشيا عليها. فأفاقت، وبلغت من عبادة ربها أن كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق من خشية الله، وَلُقِّبَتْ بعابدة الكوفة. فسقط في يد المفسدين الذين قالوا: " أردنا أن تُفْسِد الربيع، فأفسدها الربيع علينا " !! أيها المبارك: حين ينمي فيك الشيطان رغْبة الوقوع في الحرام بالفعل أو بالنظر أو غيرَ ذلك؛ فضع نصب العين أمورًا - تذكَّر ما أعد الله لمن عفّ عن الحرام، حيث قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ ". البخاري - وتذكَّر في مقابل ذلك ما أعد الله لمن وقع في الحرام في الدنيا من مرض وهــمٍّ، وعقوباتٍ وغــم، وعذابٍ في القبر وفي الآخرة0 - وتذكر أن اللاهث وراء الشهوات إنما يلهث وراء أمرٍ لن يبلغه، وهو كشارب ماء البحــــــــر لا يحقق مراده ولا يشفي غليله، لو نال نساء الدنيا وبقيت واحــــدة لأَوْهمه الشيطان أنها خير منهن!! تَفْنَـــى اللَّذَائِذُ مِمَّنْ نَالَ صَفْوَتَهَــــــــا *** مِنَ الحَرَامِ وَيَبْقَى الإِثْمُ والعَـــــــــــــــــــارُ تَبْقَـــــــــــى عَوَاقِبُ سُوءٍ فِي مَغَبَّتِهَا *** لَا خَيْـــــــــــــــــــرَ فِي لَذَّةٍ مِن بَعْدِهَا النَّارُ - وتذكّر أقوامًا في نفس سنك سكنوا اليوم القبور، وارتُهنوا بأعمالهم، فليس فيهم من يقدر على محو خطيئة ولا على زيادة حسنة، - وكم من امرئ مات وهو يرتكب الحرام، أو وهو مصرّ على الآثام، ليلقى الله كذلك! ومن مات على شيء بُعث عليه! - وتذكر يوم أن يزينَ لك الشيطان الحرام أن من ورائك أهلاً ومحارم، فاحفظ الله في نفسك يحفظْك في أهلك ومحارمك. في مجلس نبوي التفّ فيه الصحابة بالمصطفى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- - جاء شاب يتخطى الصفوف حتى وقف بين يدي أرحم الخلق- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال له: يا رسول الله: ائذن لي في الزنا، فضج المجلس مستنكرًا مطلبه، فأدناه الرسول -عليه الصلاة والسلام- إليه، وسعى في إقناعه قائلاً: " أترضاه لأمك؟! لأختك؟! لعمتك؟!"، وفي كل مرة يقول الشاب: لا -جعلني الله فداءك-، والنبي الرحيم يقول: "ولا الناس يرضونه". فمضى الشاب وقد زال ما في قلبه. - أيها المسلمون: إن شيوع الفواحش ضرره ليس خاصًّا بصاحبه فقط بل على المجتمع بأسره، فلا بد أن يتعاون جميع أفراد المجتمع لإحياء روح العفاف والطهر، والقضاء على كل مظهر قد يساعد على نشر الفواحش. - فكم ترى من الأولياء من يفرِّط في الأمانة ويُضَيِّع من تحت يده من نساء وبنات، - وللمدرسين دور في إحياء العفاف؛ بتوعية الطلاب، وربطهم بقدوات العفاف، وعليهم دور في الرقابة والتوجيه. - وعلينا جميعًا- دوْر في الأخذ على يد كل عابث وردعه، وعلى إحياء الحشمة والستر في النساء، فذاك مما يساعد على عفاف المجتمع وطهره. أيها المسلمون: وإذا كان أهل الفضل يطلبون العفاف؛ فإن هناك فئات تطلب للمجتمع الانحراف، قومٌ قال عنهم الله تعالى: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء:27]، ولقد بليت مجتمعات المسلمين بمن يسعون لهذا، وربما يشرعون له. إن الله يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور:19]. وإذا كان الذين يتبعون الشهوات يريدون منا ومن مجتمعنا أن يميل ميلاً عظيمًا؛ فإننا مجتمع له دين يطالب المرأة بالستر ليحفظها، ويصون عرضها فلنعلم جميعًا أن لكل واحد منا دورًا في إحياء العفاف في المجتمع، أو في نشر الفاحشة فيه، وحينما تُعِفُّ نفسَك فلا تمارس محرمًا، ولا تنشرُ ما فيه إشاعةٌ للفاحشة، وتصونُ أهل بيتك من أبناء وبنات، وتربيهم على العفاف، وتقطع الصلة بكل ما يشيع الفاحشة من أمـــاكن – وقنـــوات – وآلات ؛ فبهذا يشيع العفاف في المجتمع، وننأى بشبابنا وفتياتنا عن الوقوع في مستنقع الشر . عصمنا الله وإياكم من كل منكر وبلاء أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة الخطبـــــــــــة الثانيــــــــــــــــة الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، الهادي إلى إحسانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: أمـــــــــــــــــــــــــا بعد عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا " فذنوب الخلوات أصل الإنتكاسات إن كنت تعتقد أنك ذكيًا واستطعت التلاعب بأعراض الناس دون أن يُكتشف أمرك فما هو موقفك من قول الله تعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) هل سمعت أن ( الجزاء من جنس العمل ) اعلم أن لك أم وأخت وزوجة وبنت وابنة عم وابنة خال فاحذر وانتبه فقد يبتليك الله فيهم وفي عرضهم ؟كما قال الشافعي رحمه الله .. عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليــق بمســـلم. إن الزنى ديــــن فإن أقرضته *** كان الوفاء بأهل بيتك فاعلم. واعلم أن رَسُولُ اللَّه ﷺ قَالَ: " إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ أعلم أنه يوم القيامة ترفع الأعلام ورايات الغدرات ويقال هذه غدرة فلان وفلان فأحذر من فضيحة على رؤوس الأشهاد - يوم الحساب, أمام الخلائق من أول الخليقة الى آخرها وأنت ذليل ينسلخ وجهك حياءً من الله ومن خلقه. فافتح صفحة جديده بينك وبين الله فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له وتذكر قول الله تعالى : ( فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ * * * خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيْبُ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفَلُ سَاعَةً * * * وَلا أَنَّ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيْبُ لَهَوْنَا لَعَمْرُ اللهِ حَتَّى تَتَابَعَتْ * * * ذُنُوبٌ عَلَى آثَارِهِنَّ ذُنُوْبُ فَيَا لَيْتَ أَنَّ اللهَ يَغْفِرُ مَا مَضَى * * * وَيَأْذَنَ في تَوْبَاتِنَا فَنَتُوْبُ[/ltr] [ltr]إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا؛[/ltr] |
|