ملتقى المسلمين فى العالم
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس 50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس 50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى المسلمين فى العالم

منتدى اسلامى شامل يجميع جميع المسلمين فى انحاء العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

المواضيع الأخيرة
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 38 فضل عشر ذي الحجة والسنن الواردة فيها
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:34 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 37 حال المؤمن بعد الحج
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:29 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 36 حجة الوداع
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:22 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 35 أهمية توحيد الله
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:12 am من طرف ابوحذيفة السلفى

»  سلسة: خطب الشيخ العريفي 34 أهمية التربية الصالحة
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:01 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 33 القول على الله بغير علم
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:53 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 32 الابتــــــــــــلاء
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:48 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 31 التنافس في الخيرات
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:43 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 30 آداب النصيحة
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:38 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 29 إصلاح ذات البين
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:29 am من طرف ابوحذيفة السلفى

تصويت
من هو أفضل قارئ للقران الكريم
 عبد الباسط عبد الصمد
 محمد صديق المنشاوى
 إبراهيم الشعشاعي
 الشحات أنور
 محمد رفعت
 محمد محمود الطبلاوي
 مصطفى إسماعيل
 نصر الدين طوبار
 محمود الشحات أنور
 راغب مصطفى غلوش
استعرض النتائج
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

شاطر
 

 سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوحذيفة السلفى
الاعضاء


عدد المساهمات : 342
نقاط : 1013
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2014

سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Empty
مُساهمةموضوع: سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس   سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:18 am

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي جعل لكل شيء قدراً، وأحاط بكل شيء خُبراً، وأسبل على خلقه بلطفه رحمةً وسِتراً، وبعث رسوله وكمَّل وصفَه ليناً ورِفْقاً وبِرَّاً..
أحمدُه سبحانه وأشكره، وأستعين به وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل كتابه بالحق والهدى، والنور والضياء؛ رحمة وشفاء لما في الصدور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله بعثه بالرفق واللين والتيسير في جميع الأمور   .

أمــــــــــــــــــا بعد:

















 أيها الإخوة المؤمنون: فإن الله - تعالى- بعث نبيه محمداً -- رحمةً وهدًى، وقد كان أبرَّ الناس قلباً، وأصدقهم لهجةً، وأقربهم رحماً.

وإن من أكرمِ سجاياه --؛ أنْ لازمته تلك الأخلاقُ العالية، في أحلكِ الظروف، شُجَّ رأسُه، وكُسِرت رباعِيَّتُه في غزوة أحُد، فقيل له في هذا الحال العصيب: ألا تدعو على المشركين!! فغلبت رحمته على غضبه فقال: " اللَّهُمَّ اهدِ لِقَوْمِي؛ فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ " (رواه البيهقي في شعب الإيمان).
وقال في مقام آخر: " لَمْ أُبْعَثْ لَعّانًا , إنَّما بُعِثْتُ رَحْمَةً " (رواه الطبراني والبيهقي).
أيها الأحبة في الله: إن الرفق مع الناس والتيسير في التعامل معهم خُلُقٌ حثَّت عليه الشريعة وأكدت أهميته من الدين، فقد أخبر -- أنَّ كل عمل يخلو من الرفق والسهولة يكون مآلُه إلى سوءٍ، فقال -- : " إنَّ الرِّفْقَ لا يكون في شيءٍ إلّا زانه ولا يُنزَعُ من شيءٍ إلا شانَه" (رواه مسلم).

وأخبر أن الله -تعالى- يوفِّق المترفِّق وسيُجازيه أحسنَ الجزاء في الدنيا بتيسير أعماله وفي الآخرة بالثواب الجزيل؛ فقال --: " إنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي علَى الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ، وما لا يُعْطِي علَى ما سِواهُ " (رواه مسلم).

بل أخبر -- أن من لم يتحلَّ بالرفق والليونة فاته الخير كله دنيا وآخرة فقال --: " مَن يُحْرَمِ الرِّفْقَ ، يُحْرَمِ الخيرَ كُلَّه " (رواه مسلم).

وقال --: " مَنْ أُعْطِىَ حظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ ، فقدْ أُعْطِىَ حظَّهُ مِنَ الخيرِ ، ومَنْ حُرِمَ حظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ ، فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الخيرِ " (رواه الترمذي وهو حسن).
ولأهمية الرفق واللين في التعامل والتصرفات لم يكتفِ -- بأن حثَّ عليه في معاملة الناس، بل أكَّدَ على الرفق والسهولة حتى في معاملة البهائِم، روى أبو داود أن رسول الله -- أراد أن يخرج إلى البادية؛ فأرسل إلى عائشة -رضي الله عنها- ناقة لتركبها، وكانت هذه الناقة صَعْبَة غير مذلَّلةٍ، فلما أرادت عائشة أن تركبها تمنَّعت عليها وتلدَّنَت فلعنتها عائشة -رضي الله عنها-؛ فقال --: "مهلاً يا عائِشَةُ ! إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأمْرِ كُلِّهِ ، فعليك بالرفق".

الرفق واللين والتيسير أصلاً من الأصول التي يوصي بها أصحابه؛ فكان -- إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال: " بَشِّروا وَلا تُنفِّروا، ويَسِّروا وَلا تُعسِّروا " (متفق عليه).

- وكان --  يربي أهله على الرفق واللين حتى مع الكفار، فقد روى البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: " دخل رهط من اليهود على النبي -- فقالوا: السامُ عليكم –يعني: الموت عليكم-، قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله --: "مهلاً يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله"، فقلت: يا رسول الله ألَم تسمَعْ ما قالوا ؟! فقال -- : " قد قلتُ علَيكُم ".

ولما دخل أعرابي المسجد وبال فيه، قام الصحابة إليه ليمنعوه، فمنعهم -- وقال: "لا تعجلوا عليه"، حتى إذا أنهى بوله وقام ليذهب، دعاه النبي -- وقال: "إن هذه المساجد لم تُبْنَ لهذا وإنما بُنِيَتْ للصلاة الذكر والتسبيح".
ثم ذكر -- في ذلك مثالاً بديعاً لأصحابه فقال: "إنَّ مَثَلِي ومَثَل هذا الأعرابي كمثل رجل شردت عليه ناقته، فقام الناس يشتدون خلفها، وهي تشتدّ هاربة والرجل يصيح: خلوا إليَّ ناقتي..، حتى إذا تفرقوا عنه؛ عمد إلى شيء من خشاش الأرض ثم جعله في ثوبه ورفعه إليها ودعاها فلم يزل بها حتى جاءته".

فتأملوا في هذا المثال البديع كيف أن الرفق واللين يسهل ما كان صعباً.

المرءُ يجمعُ والزمانُ يُفَرِّقُ *** ويَظَلُّ يَرقَعُ والخُطوبُ تمَزِّقُ

إنَّ الترَفُّقَ للمقيمِ مُوافقٌ *** وإذا يُسافِرُ فالترفقُ أوفَقُ

لو سارَ ألفُ مُدَجَّجٍ في حاجةٍ ***لم يَقضِها إلّا الذي يَتَرفَّقُ

أيها الإخوة الكرام: روى مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم -رضي الله عنه- قال: " لما قدمت على رسول الله -- علمت أموراً من أمور الإسلام، فكان فيما علمت أن قال: لي إذا عطست فاحمد الله، وإذا عطس العاطس فحمد الله فقل: يرحمك الله، قال: فبينما أنا قائم مع رسول الله -- في الصلاة إذ عطس رجل فحمد الله، فقلت: يرحمك الله، رافعاً بها صوتي فرماني الناس بأبصارهم حتى احتملني ذلك، فقلت: ما لكم تنظرون إليَّ بأعينٍ شزرًا؟! قال: فسبَّحوا، فلما قضى رسول الله -- الصلاة قال: من المتكلم؟! قيل: هذا الأعرابي. قال: فدعاني رسول الله -- فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فو الله ما كَهَرني، ولا ضربني، ولا شَتَمني،

قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " - أو كما قال رسول الله   -. قلت: " يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان؟ قال: فلا تأتهم، قلت: ومنا رجال يتطيرون؟ قال: ذاك شيءٌ يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم، قلت: ومنا رجال يخطّون؟ قال: كان نبيٌّ من الأنبياء يخُطُّ فمن وافق خَطَّه فذاك". قلت: "وكانت لي جاريةٌ ترعى غنماً لي قبل أحد والجوانية فاطلعتُ ذات يومٍ فإذا الذئبُ قد ذهب بشاةٍ من غنمها، وأنا رجلٌ من بني آدم آسَفُ كما يأسفون، لكني صَكَكْتُها صكةً، فأتيت رسول الله -- فعظّم ذلك عليَّ، قلت: يا رسول الله، أفلا أعتِقُها ؟ قال: ائتني بها فأتيته بها، فقال لها: أينَ الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة".!!

فتأملوا عباد الله.. لو أن النبي -- لم يرفُق به ويلينُ له الجانب فهل كان ينشط في السؤال وتَعلُّمِ الدين؟

أيها الأحبة في الله: إن من تأمل في كتاب الله -عز وجل- وجدَ أن الرب -جلَّ جلالُه- عظَّم الرفقَ وأمر به، بل قال لنبيه --: ( ولَو كُنتَ فَظَّاً غَليظَ القَلبِ لانْفَضُّوا من حَولِكْ فَاعْفُ عَنهُم واستَغْفِر لهُم ) [آل عمران: 159].

والرفق هو دأبُ الأنبياء، فإن الله -تعالى- لما أرسل موسى -- إلى فرعون الطاغية المتكبر الذي ليس بعد طغيانه طغيان.. ادَّعى الألوهية.. وقتل بني إسرائيل.. وسخَّر الناس بين يديه..



بل بلَغ من طغيانه أنه جمع جنودَه وبنى صرحاً عالياً ليرقى إلى إلهِ موسى فيُقاتِله

 ومع ذلك لما أرسل الله موسى وهارون إليه قال –سبحانه-: (اذْهَبا إلى فِرْعَونَ إنَّهُ طَغى * فَقولا لَهُ قَولاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتذَكَّرُ أو يخْشَى) [size=10][طه: 43- 44].[/size]
وانظروا إلى غاية الرفق وعِظمِ اللين والسهولة في حال إبراهيم --، دعا أباه إلى الإسلام فصرخَ به أبوه الكافر وقال: (يا إبراهيمُ لَئِن لم تَنْتَهِ لَأرْجُمَنَّكَ واهْجُرْني مَليَّاً) فردّ إبراهيم بكل رفق ولين قائلاً: (سَلامٌ عَليكَ سأسْتَغْفِرُ لَكَ ربِّي إنَّه كانَ بي حَفِياً) [مريم: 46- 47]، فكان الأنبياءُ -عليهم السلام- يصِلون بالرفق واللين إلى ما لا يصِل إليه غيرهم.

كما قال الأصمعي:
لم أرَ مِثلَ الرفقِ في لينهِ *** أخرجَ للعَذْراء من خِدْرِها

من يَسْتعِن بالرفقِ في أمرهِ *** قد يُخرجُ الحيَّةَ من جُحرِها
معاشر المؤمنين: وينبغي لمن لم يكن رفيقاً ليناً حليماً أن يُعَوِّدَ نفسه على ذلك، فهذا الأحنفُ بن قيس كان من أحلمِ الناس، وذكر أصحاب التاريخ من حِلمهِ أعاجيبَ وغرائبَ، ومع ذلك سأله بعضهم عن حِلمهِ فأسرّ إليه وقال: " لستُ واللهِ بحليمٍ لكنِّي أتحَالَمُ، وإني ليُصيبُني من الغضبِ مثلَ ما يُصيبُكم لكني أتصَبّر".


وقال عروةُ بن الزبير: "رُبَّ كلمةِ ذُلٍ احْتَمَلتُها أورَثَتْني عِزَّاً طويلاً".
أيها الإخوة الأكارم: إن الرجل المسلم الموفَّق يلتمس للناس الأعذار قدر المستطاع.

وإن على الأبِ الشفيق والأم الرَّؤوم وعلى أصحاب المسؤوليَّات أن يرفُقوا بمن تحتَ أيديهم لا يأخُذون إلا بحق ولا يدفعون إلا بالحُسنى ولا يأمرون إلا بما يُستطاع ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) [الطلاق: 7].

وعلى قدر ما يمسك الإنسان نفسه، ويكظِمُ غَيظَه، ويملِك لسانه، تعظُم منزلتَه عند الله وعند الناس، فليسَ وظيفةُ المسلم أن يلوكَ أخطاءَ الناس، ويتتبعُ عثراتهم، ويعْمى عن رُؤيةِ حسناتهم وكأنه لا يعرف ولا يرى إلا السيئات.. أليس في عيوبه ما يُشغلُه عن عيوب الناس.. فلا ينبغي أن يكون كما قيل:

تَخْفى الحقَائِقُ عن عُيونٍ لا تَرى *** في الصفْحَةِ البَيضاءِ إلاّ الأسوَدُ

وقد وصف الله -تعالى- صفوة عباده بقوله: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة: 54].

نسأل الله -تعالى- أن يوفقنا وإياكم لصالح الأخلاق، وأن يصرف عنا سيئها.

بارك لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.




[size=29]الخطبة الثانية:[/size]
الحمد لله أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، تركنا على المَحَجَّةِ البيضاء، ليلُها كنهارِها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
أمــــــــــــــــــا بعد:  

أيها الإخوة المؤمنون: فإن الإنسان مدَنيٌّ بطبعه، ولا بُدَّ له أن يخالط الناس والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم..
وقد قال بعض الحكماء يوصي بنيه: "يا بَنيَّ إنكم لن تَسَعُوا الناسَ بأموالكم فسَعُوهم بأخلاقكم".
أيها الإخوة الكرام: إن الفَظَّ القاسي، صاحبُ القلبَ الغليظ يَنفِرُ الناس منه ويتحاشَون الجلوس إليه، فلا تُقبل منه دعوةٌ ولا يُسمع منه توجيهٌ، ولا يرتاح إليه جليس..
نعم، وإن كان صالحاً تقياً.. بل حتى لو كان نبيّاً، فقد قال -تعالى- لخاتم الأنبياء وإمام الأولياء: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ منَ اللهِ لِنْتَ لهم ولَو كُنْتَ فَظَّاً غَليظَ القَلبِ لانْفَضُّوا من حَولِك فَاعْفُ عنهُم واستغْفِر لهم وشَاوِرْهم في الأمْرِ ) [آل عمران: 159].
إخـــوة الإسلام: وعلى قدر ما يغلظ الإنسان ويتتبع الهفوات تنخفض منزلته عند الله وعند الناس، وعلى قدر ما يتجاوز عن العثرات تدوم مودتُه عند البريَّات..

رُوِي أنَّ أبا الدرداء -رضي الله عنه- مرَّ على رجلٍ قد أصاب ذنباً.. والناس يسبُّونَه، فقال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: " أرأيتم لو وجدتموه ساقطاً في أسفلِ بئرٍ ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: نعم والله، فقال: فإنه في كُربةٍ ومُصيبةٍ أعظم من الساقطِ في بئرٍ، فلا تسُبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم ".
أيها الإخوة الأكارم: وبعد أن تكلمنا عن الرفق وأهمية اللين والسهولة ينبغي أن ننبه إلى أن الرفق هو الأصل والأساس، ولكن قد يُكرَهُ للإنسانِ في مواقفَ معينةٍ أن يستخدمَ الرفقَ والحِلمَ بل لا بد من الشِّدةِ والقُوةِ.. ولكن شدَّةٌ من غير جهلٍ.. وقُوةٌ من غير تَعدٍّ، والعاقلُ يعرفُ مَوضِعَ هذا وموضع هذا..

إذا قيلَ حِلمٌ قُل فلِلحِلمِ موضعٌ *** وحِلمُ الفتى في غيرِ مَوضِعهِ جَهلُ
نسأل الله أن يهدينا لأحسنِ الأخلاقِ والأقوالِ والأفعال، وأن يصرفَ عنا سيئَها لا يصرف عنا سيئها إلّا هو.

" رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم " .

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان. اللهمّ إنّا نسألك من الخيرِ كُلِّه ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسة: خطب الشيخ العريفي 28 الرفق في التعامل مع الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 27 السِتْــــــــــــــــــــــر
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 32 الابتــــــــــــلاء
» سلسة خطب الشيخ العريفي 11- ( الإخلاص)
»  سلسة خطب الشيخ العريفي 10- (المخدرات والمسكـــــــرات)
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 36 حجة الوداع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى المسلمين فى العالم :: الميديا الاسلاميه :: خطب مفرغه-
انتقل الى: