ملتقى المسلمين فى العالم
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى المسلمين فى العالم

منتدى اسلامى شامل يجميع جميع المسلمين فى انحاء العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

المواضيع الأخيرة
» الاستغفار أمــــــــــان أهل الارض
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 12:01 am من طرف ابوحذيفة السلفى

»  الاستغفار أمــــــــــان أهل الارض
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 12:00 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» فَضَائِلُ ذِكْرِ اللهِ وَثَمَرَاتُهُ
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالأحد أبريل 28, 2024 11:52 pm من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 38 فضل عشر ذي الحجة والسنن الواردة فيها
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:34 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 37 حال المؤمن بعد الحج
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:29 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 36 حجة الوداع
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:22 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 35 أهمية توحيد الله
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:12 am من طرف ابوحذيفة السلفى

»  سلسة: خطب الشيخ العريفي 34 أهمية التربية الصالحة
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:01 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 33 القول على الله بغير علم
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:53 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 32 الابتــــــــــــلاء
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:48 am من طرف ابوحذيفة السلفى

تصويت
من هو أفضل قارئ للقران الكريم
 عبد الباسط عبد الصمد
 محمد صديق المنشاوى
 إبراهيم الشعشاعي
 الشحات أنور
 محمد رفعت
 محمد محمود الطبلاوي
 مصطفى إسماعيل
 نصر الدين طوبار
 محمود الشحات أنور
 راغب مصطفى غلوش
استعرض النتائج
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعشاطر
 

 خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوحذيفة السلفى
الاعضاء


عدد المساهمات : 345
نقاط : 1022
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2014

خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Empty
مُساهمةموضوع: خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)    خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)   Emptyالثلاثاء مارس 07, 2023 4:41 pm

[ltr][size=107]حقوق المرضى
وآداب العيـــــــــــــــــــــادة[/size]







الخطبة الأولى:
الحمد لله المتوحِّد بالعظمة والجلال، والمتفرِّد بالبقاء والكمال؛ أحمدُه سبحانه وأشكره على جزيل الإنعام والإفضال، وأشهد أن لا إله إلّا اللهُ وحده لا شريك له، لا إلهَ إلّا هو الكبيرُ المتعال.
وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسوله المُنقذُ -بإذنِ ربِّه- من الضلال، الداعي إلى كريمِ السجايا وشريف الخصال، صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خيرِ صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، أمــــــــــــــــــا بعد: :
 
 







أيها الإخوةُ المؤمنون: لقد جاءت الشريعة الغرَّاءُ بحفظ الحقوق، والحث على التواصل والتحابُب، وأمرت بالقول الجميل، والصبر الجميل، والصفح الجميل.
وفي بيان شيءٍ من هذه الحقوق قال --: "حقُّ المسلم على المسلم سِتٌّ"، قيل: وما هن يا رسول الله ؟ قال: "إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجِبْه، وإذا استَنْصَحك فانصح له، وإذا عطسَ فحمِدَ الله فشمِّتْه، وإذا مرِض فعُده، وإذا مات فاتْبعه" (رواه مسلم).
ولقد كان من أدب السلف -رضي الله عنهم- أنهم إذا فقدوا أحداً من إخوانهم سألوا عنه، فإن كان مسافراً دعوا له، وخلفوه في أهله بخير، وإن كان حاضراً زاروه، وإن كان مريضاً عادوه.
وفي عيادة المريض حفظ لحقه، وتخفيف لألمه، وهو حَبيس المرض وقَعيد الفراش، وفي عيادة المريض فضل عظيم عند الله –تعالى-.
أخرج الإمام مسلم عن النبي -- قال: " إنَّ المسلم إذا عادَ المسلمَ لم يَزَلْ في خُرفَةِ الجنة حتى يرجع"، قيل: يا رسول الله وما خُرفةُ الجنة؟ قال: "جناها" أي ثمارها.
وقال --: "وما من مسلم يعودُ مسلماً غدوةً إلَّا صلى عليه سبعون ألف مَلَك حتى يُمسي، وإن عاده عشيةً إلّا صلى عليه سبعون ألفَ ملك حتى يصبح وكان له خريف من الجنة" (أخرجه الترمذي).
وقال --: "من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس، فإذا جلس انغمسَ فيها " (رواه الإمام أحمد ورواته ثقات).
وقال --: "من عاد مريضاً ناداه منادٍ من السماء: طِبْتَ وطابَ ممشاك، وتبوَّأتَ من الجنة منزلاً " (أخرجه الترمذي وحسنه).
أيها الأحبة في الله: وكان رسول الله -- يعود مَن مَرضَ من أصحابه، بل لم يكتفِ بزيارة مرضى المسلمين؛ فإنه عاد غُلاماً مريضاً من أهل الكتاب وعَرضَ عليه الإسلام فأسلمَ، وعاد عمَّه وهو مشرك.
ومن أدب الزيارة أن يقف عند رأسه ويضع يده على جبينه أو على مكان الألم ويقول: "لا بأسَ طهورٌ إن شاء الله"؛ فقد كان نبيُّكم محمد -- يفعل ذلك. (رواه البخاري).
وينبغي أن يجتهد الزائر في الدعاء للمريض، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -- قال: "من عادَ مريضاً لم يحضُر أجلُه؛ فقال عنده سبعَ مراتٍ: أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يَشفِيَك، إلّا عافاه الله من ذلك المرض" (رواه الترمذي وأبو دواد وهو صحيح).
وكان يقول: " اللهمَّ رَبَّ الناسِ أذِهبِ البَأسَ، اشْفِ أنتَ الشافي، لا شَفاءَ إلَّا شفاؤك، شفاءً لا يُغادِرُ سَقَماً " (متفق عليه).
أيها الإخوة الكرام: وينبغي على الزائر أن يحتسب خطواته إلى المريض في ميزانه يوم القيامة.
اعتلَّ المسورُ بن مخرمةَ -رضي الله عنه- فجاءه ابنُ عباسٍ يعودُه في نصف النهار مع اشتداد الشمس فقال المسور: يا أبا عباس لو وجدت ساعةً أبردَ من هذه لا تشقّ على نفسك من أجلنا، فقال ابن عباس: " إنَّ أحبَّ الساعات إليَّ أن أؤدِّي فيها الحق أشقُّها عليَّ".
وكتب أحدهم إلى صديقٍ له عليلٍ:
نُبئت أنك مُعتَلٌّ فقلتُ لهم *** نفسي الفِدَاءُ لهُ من كلِّ محْذورِ
يا ليتَ عِلَّتَه بي غَير أنَّ لَه أجرَ *** العَليلِ وأني غيرُ مأجورِ
ومن آداب الزيارة: ألّا يطيل الجلوس عند المريض، ولا يثقلُه بكثرة المُساءَلة، ولا يذكر أهلَه وأولاده إلّا بخير؛ لأن في ذلك كلِّه إثقالاً على المريض.
دخل رجلٌ على عمر بن عبد العزيز يعوده في مرضه، فسأله عن علَّته فأخبره، فقال الزائر: إنَّ هذه العلَّةَ اشتدت على فلان، ومات منها فلان، فقال عمر: "إذا عُدتَ مريضاً فلا تنعَ إليه الموتى، وإذا خرجت عنا فلا تَعُد إلينا".
وقال سفيان: "حماقةُ العائدِ أشدُّ على المرضى من أمراضهم، يجيئون من غير وقت، ويُطيلون الجلوس".
مع العلم أنَّ طِباعَ المرضى تختلف، وأمراضَهم تتنوع، فقد يحبُّ بعضهم تكرارَ الزيارة وجلوسَ الناس عنده، خاصةً بعضَ أصدقائه وأصحابه؛ فهذا لا بأسَ به وقد جعل الله لكل شيءٍ قدراً.
وهذه الأسقام والبلايا كفاراتٌ للذنوب ومواعظُ للمؤمنين يرجعون بها عن كل شرٍّ كانوا عليه، فقد قال الله –تعالى-: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10]،
وقال الفضيل بن عياض: "إنما جُعِلَت العِللُ ليُؤَدَّبَ بها العباد".

وإذا يَئِسَ العائدُ من حال المريض ذكَّرهُ بالله ورغَّبه فيما عنده، وحسَّن ظنَّه بربِّه، وأنَّ من أحبَّ لِقاءَ الله أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومن كان آخرُ كلامهِ من الدنيا: لا إلهَ إلّا الله، دخل الجنة، ويذكِّره بكتابةِ الوصيَّة فإنها لا تُقرِّبُ الأجَلَ، ولا تُعجِّل الموتَ وإنما تُحفَظُ بها الحقوق، وتُقضي الدُّيون.
دخل ابن عباس -رضي الله عنهما- على شهيد المحراب عمر بن الخطاب لما طُعِنَ فلما رأى حاله أراد أن يُحسِّن ظنه بربه -تعالى- ويبشِّره بخير فقال: "يا أمير المؤمنين، ولئن كان ذاك، لقد صحبت رسول الله --، فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راضٍ، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راضٍ. (رواه البخاري).
ألَا فاتقوا الله إخـــوة الإسلام واحفظوا لإخوانكم حقوقهم وارحموا أقواماً حُبِسوا عن الجمعة والجماعات، والمجالس والمنتديات، سكنتهم أمراضٌ ودُّوا لو فارقوها أو فارقتهم، لزِمَتْهم ملازمةَ الغريم، وجالستهم مجالسة الكَلْبِ لأصحاب الرَّقيم، حتى صار الموت لبعضهم من أعظم الأمانيّ.
كفَى بِكَ داءً أنْ ترى المَوتَ شافياً *** وحَسْبُ المَنايا أنْ يَكُنَّ أمانِياً
يلتفتُ أحدُهم حولَه فلا يرى من إخوانه مُواسياً ، ولا من خِلَّانِه مجالِساً، قال أحد الدُّعاة: دخلتُ على مريض، وكان راقداً على سريرهِ في المستشفى فسألتُه عن حاله وإخوانه وخِلانه، بل عن أولاده وبناته، فإذا العينُ تدمعُ، والفؤادُ يتصَدَّعُ ويقول: أكبرُ أبنائي يسكُن في الحيِّ المجاورِ للمستشفى وما زارني منذُ سنتين، ثم لما رأى دَهْشَتي قالَ: لكنَّه يتَّصِلُ هاتفياً في الأعياد.
أيُّ مَشاغل.. تشغلُ أبناءَ عن آبائِهم، وإخواناً عن عِيادةِ إخوانهم، وأقارباً وأصحاباً عن زيارة ذَويهم.
وواللهِ لو كانَ لأحدِهم حاجةٌ أو مَطْمَعٌ عند هذا المريض لزَيَّن له العبارات، وكرَّر الزيارات.
مرِضَ أحدُهم فلما رأى قِلَّةَ المُواسين والعائِدين مع اشتداد علَّته، قال لصديقً زاره بعد حين، يا فلان قد ترى ما حلَّ بي من شِدَّةِ المرضِ، ولا أعلمُ أحداً أغلى إلى نفسي منكَ، وها أنا أموتُ ليسَ لي وارثٌ، فإذا أنا مِتُّ فاعمَدْ إلى هذه الزاويةِ فاحفِرها واستخرجِ كنْزاً ادَّخرْتُه للحياة وها هو الموتُ يُعاجلُني قبل أن أصرفَ منه دِرهماً.
فلما سمع هذا الزائرُ ذلك ابتهجَ وهشَّ وجعل يخرج ويجمع أصحابه ويذكِّرهم بزيارته ويتعاهدُه بالطعام واللِّباس، فلما مات اشترى له كفناً بثلاثمائة درهم وأحسنَ جِهازه.
ثم عاد إلى تلك الزاوية وحفَرها، بل حفرَ دارَه كلَّها ولم يجدْ دِرهماً، فعرف مقصودُ صاحبهِ.
اللهمَّ اشْفِ مرضانا، وارحمْ موتانا، واغفر لنا حَوبنا، وخطايانا يا ربَّ العالمين.
أقولُ قَولي هذا وأستغفرُ الله العظيمَ من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروهُ وتوبوا إليه إنَّه هو الغفور الرحيم.
 









الخطبة الثانية:
الحمدُ لله رَبَط بين المؤمنين برابطةِ الإيمانِ؛ فكانوا إخوةً مُتحابِّين، يشدُّ بعضُهم بعضاً كالمرصوصِ من البُنيان، أحمدُه سبحانَه وأشكُره، وأشهدُ أن لا إلَه إلَّا اللهُ وحدَه لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه.
أمــــــــــــــــــا بعد: :
فاتقوا الله معاشرَ المُسلمين، واعلموا أن زيارة المريض مُستحبَّةٌ ولو كان مُغمىً عليه، فقد زارَ النبيُّ
-- وأبو بكر -رضي الله عنه- جابرَ بن عبد الله ووجداه مغمىً عليه، وفي مثل هذه الزيارة جَبْرُ لخاطرِ أهلهِ مع ما يُرجى من إجابةِ الدُّعاء.
ومما يُلاحِظُ كلُّ عاقلٍ مُتأمِّلٍ: أنَّه لو مرضَ رجلٌ من عِلْيَةِ الناس ومرضَ ولدُه أو أخوه لرأيتَ الناسَ في المستشفى أفواجاً من كل فجٍ عميق. وأما المِسكينُ المُتعفِّفُ فلا يَكادُ يُزار.
مرضَ عبدُ الله بن مصعب، فلما رأى قِلَّة الزائرين كتب إلى بعضهم يعاتِبُه..
ما لي مرِضتُ فلمْ يَعُدني عائدٌ *** منكم ويمرضُ كَلبُكم فأعودُ
أيها الإخوةُ الكرام: ومما يُنبَّهُ إليه في هذا المقام أنَّ بعضَ الناس يُثقِلون على أنفسهم فيحمِلون إلى المريض هدايا وغيرها، وقد يحملون أموراً من عاداتِ غيرِ أهلِ الإسلام، وهذا تكلُّفٌ ظاهرٌ، ومجاملاتٌ ثقيلةٌ، وتقليدٌ أعمى، وقد يدفعُ من لا قدرةَ لهم إلى التقاعُسِ عن الزيارة، وحاجةُ المريضِ إلى الدعاء والملاطفة أولى من هذه المحمولات.
أما ما كان من كتابٍ نافع أو شريطٍ مفيد أو كان صدقةً لفقير، أو مساعدةً لمحتاج فهذا أمرٌ حسن.
اللهمَّ إنَّا نسألكَ العافيةَ لنا وللمسلمين في الدنيا والآخرة..
اللهم نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا..
اللهم استر عوراتِنا وآمِن رَوعاتنا..
اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتالَ من تحتنا..
اللهم تُبْ على التائبين، واقضِ الدين عن المَدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كلِّ مكان، اللهم اجمع كلِمَتَهم وأصلح ذاتَ بينهم.
اللهمّ لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجْته، ولا دَيناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحةً رزقته، ولا ولداً عاقّاً إلا هديته وأصلحته يا ربَّ العالمين.
[size=96]تأملات في
سيرة أبي هريرة رضي الله عنه

[/size]
[/ltr]








الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ عالمِ الخفيّاتِ، المطّلعِ على السرائرِ والنياتِ، لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماواتِ، أحمدُهُ –سبحانَه- أنْ هدانا للإسلام وما كنا لنِهتديَ لَولا أن هدانا الله، وأسألُهُ أن يجعلنا من خيرِ أمّةٍ أُخرِجت للناس، تأمرُ بالمعروفِ وتنهى عن المنكرِ وتؤمنُ بالله.
وأشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ له؛ (أمَرَ أن لا تعبدوا إلّا إيّاهُ ذلكَ الدِّينُ القيِّمُ ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون)، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ رحمةً للناسِ بشيراً ونذيراً، لِتُطيعوهُ وتتَّبعوهُ لعلكم تُفلحون، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابهِ وسلَّمَ تسليماً.
 
 








أيها الإخوةُ المؤمنون: إنَّ لكلِّ أمَّةٍ عُظَماءَ تفخرُ بهم وتنشرُ سيرتَهم، وأعظمُ عظماءَ هذهِ الأمَّة: رسولُ اللهِ --، يقولُ اللهُ -عزَّ وجلَّ-: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) [الفتح: 29]؛
فأثْنَى –سبحانهُ- على أصحابِ نبيِّهِ ومدحَهم؛ لأنهم القدوةُ لمن أرادَ الاقتداءَ والسراجُ لمن أرادَ الاهتداء، ونقفُ في هذه اللَّحظاتِ مع سيرةِ عَلَمٍ من هؤُلاءِ الأعلامِ، يحفظُ اسمَهُ الصغيرُ قبلَ الكبيرِ، ويعرفهُ عوامُّ المسلمين قبل علمائهم، نقفُ معَ الإمامِ الفقيهِ، المجتهدِ الحافظِ، بل مع سيِّدِ الحفَّاظِ الأثباتِ، صاحبِ رسولِ اللهِ -- مع أبي هريرةَ عبدِ الرَّحمنِ بنِ صخْرٍ الدَّوسي -رضي الله عنه-.
إنَّ من يتأملُ مسارَ حياتهِ، وينظرُ في إسلامهِ وطلبهِ للعلم، يجدُ عجباً من العَجب.. يجدُ رجلاً لا كالرجالِ، جمعَ إمامةَ العلمِ، مع إمامةِ الحفظِ، مع إمامةِ الجهادِ، والصدَقةِ والصيامِ والقيامِ، و الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكر.
ومع أنَّ أبا هريرةَ -رضي الله عنه- أسلمَ متأخِّراً وما صاحبَ رسولَ الله -- إلا أربعَ سنواتٍ فقط إلّا أنه سبقَ فِئاماً أسلموا قبله، وذلك فضلُ اللهِ يؤتيهِ من يشاء..
 
كان اسمهُ في الجاهليةِ عبدَ شمسٍ، فسماهُ النبيُّ -- عبدَ الرحمن وقيلَ سماهُ عبدَ الله.
واشتُهر بكنيتهِ أبو هريرة؛ وذلك لأنه وجد هِرَّةً بريَّةً فأخذها وربَّاها، فاشتُهر بها، وكان
-- يسميهِ أبا هِرْ، ويقول له: "الذَّكرُ خيرٌ من الأنثى" (رواها الحاكم في المستدرك).
أبو هريرة -رضي الله عنه-، حمَل عن النبي
-- علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه لم يُلْحق في كثرتهِ، حتى بلغَ ما رواه من الأحاديثِ خمسةَ آلافٍ وثلاثَمائةٍ وأربعةً وسبعين حديثاً، كما ذكر الحافظ الذهبي -رحمه الله-.
وروى عنه خلقٌ كثيرٌ من الصحابةِ، والتابعينَ وحتى بلغ عددُ أصحابه ثمانمائةٍ، كلهم يَغرِفونَ من بحرهِ، وَيَرِدُونَ حوضه..
أسلم -رضي الله عنه- في السنة السابعة للهجرة وعمره يزيدُ عن الثلاثين بقليل، ومنذُ أسلم لازمَ رسولَ الله -- في مدخله ومخرجه ومسجده، وجميع مجالسه، فلا عجب أن يكون بهذه الملازمةِ أكثرَ الصحابة روايةً عن رسول الله --.
وقد حدَّث عن نفسه فقال: "إنكم تقولون: إنَّ أبا هريرة يكثرُ الحديثَ عن رسول الله -- وتقولون: ما للمهاجرين والأنصار لا يحدِّثون مثله! وإنَّ إخواني من المهاجرين كان يَشغلُهم الصفْقُ بالأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عملُ أموالهم، وكنت امرأً مسكيناً من مساكين الصُّفة، ألزمُ رسولَ الله -- على مَلءِ بطني، فأحضُر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، ثم قال: وإنَّ رسول الله -- قال: ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألُني أصحابُك؟ قلت: أسألُك أن تعلمني مما علمك الله، فنزعَ نَمِرَةً كانت على ظهري، فبسَطها بيني وبينه، حتى كأنّي أنظرُ إلى القملِ يدُبُّ عليها، فحدثني حتى إذا استوعبتُ حديثَه، قال اجمعها فَصُرْها إليك، ففعلت فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ" (رواه البخاري).
ودعته عائشةُ أمُّ المؤمنين يوماً فقالت له: "يا أبا هريرة، ما هذه الأحاديثُ التي تبلُغنا أَنَّكَ تُحدِّثُ بها عن النبي
-- هل سمعتَ إلا ما سمعنا؟! وهل رأيتَ إلا ما رأينا؟"، فقال: "يا أمَّاهُ، إنه كان يشغلُك عن رسول الله -- المرآةُ والمِكْحَلة والتصنُّع لرسول الله --، وإني والله ما كان يشغلني عنه شيء" (روى ذلك الحاكم وصححه ووافقه الذهبي).
وأخرج الترمذي وحسّنه أن رجلاً جاء إلى طلحةَ بنِ عبيدِ الله، فقال: يا أبا محمد، أرأيتَ هذا اليماني – يعني أبا هريرة– أهوَ أعلمُ بحديثِ رسولِ الله -
- منكم؟! نسمعُ منه أشياءَ لا نسمعُها منكم، أم هو يقول على رسول الله -- ما لم يقُل؟ فقال طلحةُ: " أمَّا أن يكون سمع مالم نسمع فلا أشكُّ، سأحدِّثك عن ذلك: إنا كنا أهلَ بيوتاتٍ وغَنَمٍ وعمل، كنا نأتي رسول الله -- طرفي النهار، وكان مِسكيناً، ضَيفاً على باب رسول الله -- يدُه مع يدِه، فلا نشكُّ أنه سمع ما لم نسمع، ولا تجدُ أحداً فيه خيرٌ يقول على رسول الله -- ما لم يقل ".


أيها الإخوة الكرام: ولم يبلغ أبو هريرة -رضي الله عنه- هذه الرُّتبةَ العظيمةَ من الرواية والدِّراية إلَّا بالتَّعبِ والجوعِ والنصَبِ، وصَدَقَ القائلُ: لَنْ تَبْلُغَ المَجْدَ حتَّى تلْعَقَ الصَّبِرَ.

ولقد حدَّثَ -رضي الله عنه- عن شيءٍ من الشدَّةِ التي لَقِيَها في ذلك، فقال: خرجتُ يوماً من بيتي إلى المسجد، فوجدت نفراً فقالوا: ما أخرجكَ؟ قلت الجوعُ، فقالوا: ونحنُ واللهِ ما أخرجَنا إلَّا الجوعُ، فمضينا فدخلنا على رسول الله -- فقال: "ما جاءَ بكُم هذهِ الساعةِ؟ فأخبرناهُ، فدعا بطبقٍ فيه تمرٌ، فأعطى كلَّ رجلٍ منا تمرتين، فقال: " كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء، فإنهما ستجزيانِكم يومَكم هذا "، قال: فأكلتُ تمرةً وخبَّأتُ الأخرى، فقال: يا أبا هريرة لمَ رفعتَها؟ قلت لأمِّي، قال: "كُلْها فسنُعطيكَ لها تمرتين" (رواها البيهقي في شعب الإيمان، وذكرها الذهبي في السير بإسناد حسن).
وكان أبو هريرة ذا لسانٍ سَؤولٍ وقلبٍ عَقولٍ؛ أما لسانهُ السَّؤول فيدلُّ عليه ما رواه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله من أسعدُ الناس بشفاعتِك؟ قال: " لقد ظننت يا أبا هريرة ألَّا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أوّلَ منك؛ لِما رأيت من حرصك على الحديث؛ إنَّ أسعدَ الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلَّا الله خالصاً من نفسه".
وأما قلبُهُ العَقول فيدل عليه سعةُ حفظه وفهمه وإدراكه، ومن ذلك ما رواه الحاكم وصححه عن أبي الزعيزعة – كاتب مروان أمير المدينة – قال: "أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يسأله وجعلني خلف السرير، وأنا أكتب، حتى إذا كان رأسُ الحَول (أي بعد سنة) دعا به فأقعدَهُ من وراء الحجاب، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد ولا نقص، ولا قدَّم ولا أخَّر".
قال الذهبي -رحمه الله- بعدما أوردَ هذه الحكاية: "هكذا فليكن الحفظ".
وقال الشافعي: "أبو هريرة أحفظُ من روى الحديث في دَهرِه".
وأخرج الحاكم في المستدرك أنه قيل لابن عمر -رضي الله عنهما-: "هل تُنكرُ مما يحدث بهِ أبو هريرةَ شيئاً؟ فقال: لا، ولكنه اجتَرأ وجَبُنَّا، فقال أبو هريرة: فما ذنبي إن كنت حفظتُ ونَسوا؟!"

لذا أيها الإخوة الكرام: لا يُلتفَتُ إلى من يقدح في الأحاديث صِحَّةً وضَعفاً، أو يتكلم في حفظ رُواتِها، وهو لا يفقهُ من علم الحديث ومصطلحه شيئاً.
وقد ذكر الذهبي -رحمه الله- في ترجمته لأبي هريرة -رضي الله عنه- حكاية ساقها بسند قال عنه: كلُّه إسنادٌ بأئِمةٍ ثقات، عن القاضي أبي الطيب قال: كنا في مجلسِ النَظَر بجامع المنصور، فجاء شابٌّ خراساني فسألَ عن مسألةِ المُصَرَّاةِ -والمصراةُ هي الناقة أو البقرة أو الشاة تُحبس عن الحَلْب أياماً حتى يكبُر ضَرعُها ثم تباع ليظن المشتري أنها دارّة كثيرة اللَّبن-.
قال: فأجيب عن سؤاله، فطالب بالدليل، فأسْندَ الناسُ حديثَ أبي هريرة الواردَ فيها، فقال الشاب وكان حنفياً مُتعصباً: أبو هريرة غيرُ مقبولِ الحديث، فما استتَمَّ كلامَه حتى سقطَ عليه حيةٌ عظيمةٌ من سقف الجامع، فوثبَ الناسُ من أجلها وهرب الشاب منها وهي تتبعه، فقيل له: تُبْ.. تُبْ، فقال: تُبْتُ، فغابت الحيَّةُ، فلم تتركْ أثَراً.. " اللهُ أكبر! (إنَّ اللهَ يُدافِعُ عنِ الَّذينَ آمنوا إنَّ اللهَ لا يحبُّ كلَّ مُختالٍ فَخُور) [الحج: 38].
قال --: "لا تَسُبُّوا أصحابي واللهِ لَو أنَّ أحدَكم أنفقَ مثلَ أُحُدٍ ذهباً، ما بلغَ مُدَّ أحدِهِم ولا نَصِيفَه" (رواه البخاري ومسلم).
اللهم ارضَ عن أصحابِ نبيِّكَ و أَرضِهم. أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله.










الخطبةُ الثانية:

الحمدُ للهِ أكمَلَ لنا الدِّين، وأتمَّ علينا النِّعمةَ، ورضيَ لنا الإسلامَ ديناً، أحمَدُهُ سبحانهُ وأشكُره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إلَه إلَّا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه، ترَكَنا على المَحَجَّةِ البَيضاء.. ليلُها كنهارِها.. لا يزيغُ عنها إلَّا هالِك..
أمــــــــــــــــــا بعد: : أيها الإخوةُ الكرام: ولا بُدَّ لعبدٍ قد فتحَ اللهُ –تعالى- عليه هذا الفتحَ العظيم، من العلمِ الواسع، والسُّمعةِ والشُّهرةِ عند القاصي والداني، لا بد لهذا العبد من معاملةٍ خفيَّةٍ، عبادةٍ بينَه وبينَ ربِّه -عزَّ وجل-، يحفظُ بها هذه النِّعم ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرْتُم لَأَزِيدَنَّكُم ) [إبراهيم: 7]،
فكيف كانت عبادَتُه؟!

قال أبو عُثمان النَّهْدي: " تَضَيَّفتُ أبا هريرة سَبعاً فكان هو، وامرأَتُه، وخادِمُه، يعْتَقِبون اللَّيلَ أثلاثاً: يصلي هذا، ثم يوقَظُ هذا فيصلي، ثم يوقَظُ الثالث ".
وقال عكرمة: " كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يسبِّح كلَّ يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحةٍ ويقول: أُسبِّح بقدر دِيَتي أفتَكُّ بها نفسي من النار".

وكان -رضي الله عنه- يصوم الاثنين والخميس.
 
وكان متصدِّقاً مِعطاءً، حتى إنَّ مروان بنَ الحكم بعث إليه مِائةَ دينارٍ ذهباً، فلما كان من الغد أرسل إليه يقول: إنَّ خادمي غلِط فأعطاك الدنانير، وأنا لم أُرِدْك بها وإنما أردت غيرَك، فأُسْقِطَ في يدِ أبي هريرة، وقال: أخرجتُها في سبيل الله، ولم يبِت عندي منها دينار، فإذا خرجَ عطائي من بيت المال فخُذْها منه، وإنما فعل مروانُ ذلك ليختبرَهُ، فلما تحرَّى الأمرَ وجده صحيحاً.
ومع كلُّ ذلك.. لما نزل به الموتُ بكى فقيل: ما يُبكيكَ؟ قال: "ما أبكي على دنياكم هذه، ولكن على بُعدِ سفري وقِلَّةِ زادي وأني أمسيتُ في صُعود مَهبِطُه على جَنَّة أو نار، فلا أدري إلى أيِّهِما يُؤخَذُ بي".
وكان يقول في مرضِ موتهِ: "اللهم إني أُحِبُّ لِقاءَك فأَحِبَّ لِقَائي".
اللهم إنا نسألك أنْ تجمَعَنا بنَبِيِّك محمدٍ -- وأصحابهِ في جنَّتِك يا ربَّ العالمين.
اللهمّ لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجْته، ولا دَيناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحةً رزقته، ولا ولداً عاقّاً إلا هديته وأصلحته يا ربَّ العالمين.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطب الشيخ العريفي 19- (حقوق المرضى وآداب العيـــــــــــــادة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 27 السِتْــــــــــــــــــــــر
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 32 الابتــــــــــــلاء
»  سلسة خطب الشيخ العريفي 10- (المخدرات والمسكـــــــرات)
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 36 حجة الوداع
» سلسة خطب الشيخ العريفي 2- ( وصف الجنة)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى المسلمين فى العالم :: الميديا الاسلاميه :: خطب مفرغه-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: