ملتقى المسلمين فى العالم
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام 50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام 50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى المسلمين فى العالم

منتدى اسلامى شامل يجميع جميع المسلمين فى انحاء العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

المواضيع الأخيرة
» الاستغفار أمــــــــــان أهل الارض
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 12:01 am من طرف ابوحذيفة السلفى

»  الاستغفار أمــــــــــان أهل الارض
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 12:00 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» فَضَائِلُ ذِكْرِ اللهِ وَثَمَرَاتُهُ
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالأحد أبريل 28, 2024 11:52 pm من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 38 فضل عشر ذي الحجة والسنن الواردة فيها
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:34 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 37 حال المؤمن بعد الحج
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:29 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 36 حجة الوداع
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:22 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 35 أهمية توحيد الله
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:12 am من طرف ابوحذيفة السلفى

»  سلسة: خطب الشيخ العريفي 34 أهمية التربية الصالحة
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:01 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 33 القول على الله بغير علم
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:53 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 32 الابتــــــــــــلاء
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:48 am من طرف ابوحذيفة السلفى

تصويت
من هو أفضل قارئ للقران الكريم
 عبد الباسط عبد الصمد
 محمد صديق المنشاوى
 إبراهيم الشعشاعي
 الشحات أنور
 محمد رفعت
 محمد محمود الطبلاوي
 مصطفى إسماعيل
 نصر الدين طوبار
 محمود الشحات أنور
 راغب مصطفى غلوش
استعرض النتائج
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعشاطر
 

 سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوحذيفة السلفى
الاعضاء


عدد المساهمات : 345
نقاط : 1022
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2014

سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Empty
مُساهمةموضوع: سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام   سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام Emptyالأحد يوليو 09, 2023 3:41 pm

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ومن يُضلِل فلا هَاديَ له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جلَّ عن الشبيهِ والمثيلِ والكُفءِ والنظير، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه وصفيُّه وخليلُه وخيرتُه من خلقهِ وأمينُه على وحيهِ، أرسلَه ربُّه رحمةً للعالمين وحجةً على العباد أجمعين، فصلواتُ الله وسلامُه عليه ما ذكرهُ الذاكرونَ الأبرار وصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليلُ والنهار، ونسأل الله أن يجعلنا جميعاً من صالحي أمته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته.
 
أمــــــــــــــــــا بعد:







أيها الإخوة الكرام: أما كلامنا اليوم فهو عن قوم صالحين اختارهم الله لصحبة خيرِ نبي أرسِلَ، إنهم صحابة رسول الله الذين أحبهم وأحبوه وقاتلوا معه، وقاموا معه الليل، وصاموا معه النهار، أحبوه أكثرَ من حبهم لأنفسهم وأبنائهم وأموالهم؛ قال عمر -رضي الله عنه- لرسول الله --: "والذي بعثكَ بالحقِّ لأنتَ أحبُّ إليَّ حتى من نفسي التي بين جنبيَّ".
ويقبل إليه -- رجلٌ فيقول: يا رسول الله، والله إني لأكونُ في أهلي فلا يستقرُّ لي قرارٌ حتى أجيءَ إليك فألقاك وإني ذكرتُ أني إذا متّ فإن دخلت الجنة كنت أنت في رتبة أعلى من رتبتي فحزنت لذلك كثيراً يا رسول الله، فهذا الصحابي من شدّة محبته للنبي -- لا يكفيه أن يدخل الجنة ويتمتع بما فيها، وإنما يريد أن يكتمل نعيمه فيها برؤية رسول الله -- فقال له   : "أنت مع من أحببت".
إخـــوة الإسلام: الصحابة الكرام ذكر الله فضلهم في القرآن، ونصّ النبي -- على فضلهم، فمن ذلك قول الله -جل وعلا-: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100].
 
قال ابن كثير -رحمه الله-: " فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان: فيا ويل من أبغضهم أو سبَّهم أو أبغض بعضهم أو سب بعضهم"، انتهى كلامه.
وقال الله -جل وعلا-: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)[الفتح: 18]؛ هذه الآية نزلت في ألفٍ وأربِعمائةِ صحابي بايعوا النبي -- تحت شجرة الرضوان في صلح الحديبية؛ وذلك لما ذهب بهم النبي -- مُحْرِمين ملبِّين البيت العتيق، وإذا بقريش تمنعهم من العمرة.
فيُرسل النبي
-- عثمان ليبحث الأمر مع قريش فيتأخر عثمان، ويشاعُ أن عثمانَ قُتِلَ، فيقعد -- تحت الشجرة ويمر عليه الصحابة الكرام الواحد تلو الآخر يبايعونه -- على القتال حتى الموت.. ويُنزل الله –تعالى- فيهم الآيات، يزكِّيهم ويمدُحهم ويبشرُهم: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) يعني من الإيمان والرغبة في نصرة الدين ومحبة النبي -- (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [الفتح: 18- 19].
فمن تنقَّص أحداً من هؤلاء أو زعم أنه ارتدَّ بعد وفاة رسول الله --؛ فقد كذَّبَ القرآن الذي شهد لهم بالإيمان ووعدهم بالمغفرة والرحمة المقتضية لدخول الجنة.
وفي صحيح مسلم أن النبي -- قال: " لا يدخُلُ النارَ أحدٌ بايَع تحتَ الشجرةِ".
وقال الله -عز وجل-: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، وهذا لرسول الله -- وأصحابه الكرام ثمّ من يجيء بعدهم.
وقال -جلا وعلا-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة: 143]، وقال الله -جل وعلا-: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ) لماذا أُخرجوا؟ ليس لأجل امرأة ينكحُها أحدُهم ولا لتجارة وإنما لله..
قال تعالى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ثم زكاهم (أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون) نعم، هم صادقون ليسوا منافقين ولا فُسَّاق ولا فجرة، ثم قال عن الأنصار: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون)
[الحشر: 8- 9].
وقال الله -جل وعلا-: (يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) [التحريم: 8].
وقال الله -جل وعلا-: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ)، ما حالهم يا ربّ؟ صفهم لنا؟ (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) هذا حالهم في نصرة الدين، فما حالهم إذا خلوا بأنفسهم قال الله: (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) يعني زرع ثابت قوي يكون له ثمرة وافرة يعجب الزرَّاع – قال الله: (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الفتح: 29].
أما الأحاديث في فضل الصحابة الكرام؛ فهي كثير منها ما رواه البخاري من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله
-- قال: "يأتي على الناس زمانٌ فيغزوا فئامٌ من الناس فيقولون - يعني الناس المغزوِّين - يقولون لهذا الجيش: أفيكم من صَاحَب – رسول الله -- فيقول الجيش نعم فيفتح لهم – يعني كرامة من الله لهم أن الناس لا يقاتلونهم ما دام فيهم صحابة – قال: ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقال: فيكم من صاحب أصحاب رسول الله -- - يعني فيكم أحد من التابعين - قال فيقولون نعم قال فيفتح لهم، قال ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقال أفيكم من صاحب أصحابَ أصحابِ رسول الله -- - يعني تابع التابعين - قال فيقال نعم فيفتح لهم".
وفي الحديث وَاثِلَة بنِ الأَسْقَع بسند صحيح قال
: قال رسول الله --:
" لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَادَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي وَاللهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي وَاللهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَنِي ".
وروى البخاري عن عمران -رضي الله عنه- قال --: "خير أمتي من حضرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم بعدكم قوم يشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السِّمَن".
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -- قال: " لا تَسُبُّوا أصْحابِي؛ فلوْ أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِمْ ولا نَصِيفَهُ ".  ومَعْناه: لو أنفَقَ أحَدُكم مِثلَ جبَلِ أُحدٍ ذَهبًا، ما بَلَغ ثَوابُه في ذلك ثَوابَ نَفَقةِ أحَدِ أصْحابي مُدًّا، وهو ما يَمْلأُ الكَفَّينِ، والنَّصيفُ: النِّصفُ.
قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: " إنَّ الله عز وجل نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد
-- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه لرسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد -- فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيِّ الله" (رواه أحمد).
وقال ابن عمر -رضي الله عنه-: " كان أصحاب رسول الله -- هم خيرُ هذه الأمة قلوباً وأعمقُها علماً وأقلُّها تكلُّفاً قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه -- ونقلِ دينه إلى الناس".
وفي صحيح مسلم عن جابر قال: " قيل لعائشة -رضي الله عنها-: إن ناساً يتناولون أصحاب رسول الله
-- حتى أبا بكر وعمر. فقالت عائشة: وما تعجبون من ذلك انقطع عنهم العمل فأحب الله ألّا ينقطع عنهم الأجر " - تعني - أن الصحابة لما ماتوا أحبّ الله إن تستمرَّ لهم الحسنات فكلُّ مَن سبَّهم أخِذَ من حسَناته ووُضع لهم فإن لم يكن لهذا السّابّ حسناتٌ أُخِذ من سيئاتهم وطرحت عليه.
وروى ابن أبي بطة بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: " لا تسبوا أصحاب محمد
-- فلمُقامُ أحدِهم ساعةً يعني مع النبي -- خيرٌ من عمل أحدكم أربعين سنة".
نعم.. وقوف أبي طلحة مع النبي -- في معركة أحُد وحمايتُه النبي -- وهو يقول: " نَحْري دون نحرك يا رسول الله"؛ هذا المقام الذي هو خير من عمل أربعين سنة.
ووقوف أبي دجانة في المعركة يحمي النبي
-- والسهام تضرب الدرع، وتغرز فيه حتى صار ظهره كالقنفذ، هذا المقام خير من مقام غيره أربعين سنة، وقل مثل ذلك في بقية الصحابة الكرام..
إخـــوة الإسلام: ولو لم يرد شيءٌ من الآيات والأحاديث في فضل أصحاب رسول الله
--؛ لكان حالهم من الهجرة والجهاد ونصرة الإسلام وبذل المُهَج والأموال، وقتال الآباء والأبناء و المناصحةِ للدين والصبر والورع واليقين ونزاهتهم، لكان كل ذلك كافياً في رِفْعةِ قدرهم وعلو منزلتهم عند ربهم.
قال الطحاوي: "ونحب أصحاب رسول الله
-- حباً معتدلاً لا نفرط في حب أحدٍ منهم فنرفُعه فوقَ ما جعله الله عليه – يعني: لا نفرط في حب أبي بكر فنرفعه عن بشريته أو عمر أو عثمان أو علي أو كائناً من كان، لا يجوز أن نُفرِطَ في حبه ولا أن نتبرَّأ من أحد منهم".
ثم قال -رحمه الله-: "ونُبغِض من يُبغضُهم وبغيرِ الحقِّ يذكُرهم، ولا نذكرهم إلّا بخير وحبُّهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ وبغضُهم كفرٌ ونفاقٌ وطُغيانٌ، وقد أجمع الصحابة الكرام على تقديم أبي بكرٍ ثم عمرَ ثم عثمانَ ثم علي، ثم بقيةِ العشرةِ المبشَّرين بالجنة ثم البَدْريين ثم أهلِ بيعةِ الرضوان ثم بقيةِ الصحابة -رضي الله عنهم-" انتهى كلامه.
وروى الترمذي عن عبد الله بن مغفل -رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت رسول الله -- يقول: " اللهَ اللهَ في أصحابي لا تتخذوهم غرَضاً بعدي" "والغَرَضُ هو هدفٌ يُوضَعُ لرامي السهام يرميه ليَتعلَّم الرّمي أي: لا تجعلوا أصحابي موضِعَ رميِكم وتنقُّصِكم، " اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبَّهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضَهم فببُغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني، فقد آذى الله، ومن آذى الله، فيوشِكُ أن يأخذَه، ومن يأخذُه الله فيوشك ألّا يُفلِتَه".
فالصحابة قومٌ أخلصوا الأعمالَ لله وحقَّقوها وقيدوا شهواتهم بالخوف من الله وأوثقوها وأخلصوا أعمالهم من إشراك الرياء وأطلقوها.
قال سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: لقيت عبدَالله بن جحش يوم أحُد فقال: يا سعد ألا تأتي فندعو الله، فخَلَونا في ناحيةٍ فقال عبدالله بن جحش يا ربّ إن لَقيتُ العدوَّ غداً فلَقّنِي رجلاً شديداً بأسُه أقاتِلْه فيك ثم يقتُلُني فيأخذُني فيجدَعُ أنفي وأذُني، فإذا لقيتُك غداً قلتَ يا عبدَالله من جدعَ أنفَك وأذُنَك فأقولُ فيكَ وفي رسولِك --، فتقولُ صدقتَ قال سعد: فلقد رأيتُه آخرَ النهارِ واللهِ وإنَّ أنفَه وأذَنَه لمُعَلَّقانِ في خيطٍ فكانَ كما دعا -رضي الله عنه- وأرضاه.
أسألُ اللهَ تعالى أن يرضَى عن أصحابِ نبيِّه -- وأن يجمعَنا بهم في جنته.
اللهم ارضَ عمّن رضيَ عنهم، أقولُ ما تسمعونَ وأستغفرُ الله الجليلَ لي ولكم من كل ذنب فاستغفروهُ وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
 









الخطبة الثانيـــة :-
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستنَّ بسنته إلى يوم الدين.
أمــــــــــــــــــا بعد:
 أيها الإخوة الكرام: هؤلاء هم صحابة رسول الله
-- الواجب علينا نحوَهم أولاً: محبَّتُهم والترَضّي عنهم عند ذكرهم ومعرفة سيرتَهم وأخبارهم وأن نُعرِض عما وقع بينهم من مشكلات، فهم بشرٌ يختَلِفون كما يختلفُ غيرُهم، ولا يجوز أن نقيمَ أنفسَنا قضاةً نحكُم بينهم فنصَوّبُ هذا ونمدَحُه ونخطِّئُ الآخرَ ونذمُّه.. بل ولا ننشُر ما وقع بينهم بين عوامِّ الناس سواءً من خلالِ قنواتٍ فضائيةٍ أو جرائدَ ومجلاتٍ.
جلسَ محمد بن سيرين في درسهِ يوماً فجاء رجلٌ من المبتدعةِ وأرادَ أن يجلسَ معهم ليَعْرِضَ بعضَ الشُبُهات فقال له محمد: قم، قال اسْمَعْ مني كلمةً، قال: ولا نِصْفَ كلمةٍ، إمَّا أن تقومَ أنتَ أو أقومُ أنا، ويعلمُ ابنُ سيرين أنه لو قامَ فلا يستطيعُ المبتدعُ أن يعرضَ بدعتَه، فقامَ الرجلُ، فقال له قائلٌ: يا إمام، ما منعكَ أن تسمعَ منه؟ قال: أخشى أن يتكلَّم ببِدعتِه فيقعُ في قلبي من بدعتهِ شبهةٌ فلا تزالُ في قلبي إلى أن أموت.
 
 
نسألُ اللهَ أن يُعيذَنا من الفتن ما ظهرَ وما بطنَ، اللهم ارضَ عن أصحاب رسولك --، اللهم إنا نسألك فعلَ الخيرات وتركَ المنكرات وحبَّ المساكين وإذا أردتَ بعبادك فتنةً فاقبضنا إليك غيرَ خزايا ولا مفتونين.
اللهم ارض عن جميع أصحاب نبيك -- اللهم كما جمعتهم في الدنيا على محبة وأنس وجهاد وعبادة فاجمعهم في جنتك على سرر متقاربين يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ارض عمن رضي عنهم، اللهم ارض عمن رضي عنهم، اللهم ارض عمن رضي عنهم يا حي يا قيوم.
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك ربَّنا من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهمّ لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجْته، ولا دَيناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحةً رزقته، ولا ولداً عاقّاً إلا هديته وأصلحته يا ربَّ العالمين.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسة خطب الشيخ العريفي 16 فضل الصحابة الكرام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 27 السِتْــــــــــــــــــــــر
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 32 الابتــــــــــــلاء
»  سلسة خطب الشيخ العريفي 10- (المخدرات والمسكـــــــرات)
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 36 حجة الوداع
» سلسة خطب الشيخ العريفي 2- ( وصف الجنة)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى المسلمين فى العالم :: الميديا الاسلاميه :: خطب مفرغه-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: