50-♦ ما حكم زيارة المرأة للقبور؟ وما حكم إتباعها للجنازة؟ 11214282_1538218106469330_2007687654542236325_n



50-♦ ما حكم زيارة المرأة للقبور؟ وما حكم إتباعها للجنازة؟
.
.
♦ الإجابـــــــــــــــــــة:-
.
.
زيارة المرأة للقبور جائزةٌ في مذهبِ جمهور أهل العلم ، خِلافًا للإمامِ أحمد رحمه الله في إحدى الروايتين عنْه أنَّه حرَّم ذلك ،

واحتجوا للإمامِ أحمد رحمهُ الله بقولِ النبي عليه الصلاة والسلام : " لَعَنَ اللهُ زَائِرَاتِ القُبُور "
والحديثُ لا يصحُّ بهذهِ اللفظة ، وإنما صح عند أحمد والترمذي من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال : " لَعَنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم زوَّرات القبور " ،
وهناك فارقٌ بين  " زائرات " و " زوَّارات "
فـــ " زوَّارات " صيغة مبالغة
إذًا المحرَّم بالنسبةٍ للمرأة – لأن النبي عليه الصلاة السلام لعن زوَّرات القبور- أَنْ تُكْثِرَ مِن زِيَارَةِ القبور ، لكن إن زارت القبور أحيانا جاز لها ذلك .
• أولًا بالدليلِ العام الذي ثبت عند مسلمٍ رضيَ الله عنه من حديث بُرَيْدَةَ الأسلمي رضيَ الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كُنْتُ نهيتُكُمْ عن زيارةِ القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة " ،
وَأَيْضًا ثَبَتَ في الصحيحين عن أبى هريرةَ رضيَ الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه فبكى وأَبكي و من حوله عليه الصلاة والسلام
ثم قال : استأذنت ربى أن  أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي فزورو القبور فإنها تُذَكِّرُ الموت " فهذا احتجاج بالدليل العام ،
وهناك حجةٌ أيضًا خاصة ،
هناك الدليل الخاص ؛ وهو ما ثبت عن مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :" قلت يا رسول الله  كيف أقولُ إذا زُرْتُ المقابر؟ "- وعائشة امرأة رضيَ الله عنها – فقال عليه الصلاة والسلم : قولي : السلام على أهلِ الديارِ مِنَ المُؤمِنِينَ والمُسْلِمِين ، وَيَرْحَمُ اللهُ اَلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَالمُسْتَأْخِرِين ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُون " .

وَثَبَتَ في الصحيحينِ من حديثِ أنس ابن مالك رضيَ الله تعالى عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم  مَرَّ على امرأةٍ تَبْكِى عِنْدَ قَبْرِ ابنٍ لها - كانت تنوح – فقال عليه الصلاة والسلام:  اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي فقَالَتْ إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمِثْلِ مُصِيبَتِي – لَمْ تَعْرِفْهُ عليه الصلاةُ والسلام – فلما أُخْبِرَتْ أَنَّهُ رسولَ الله عليه الصلاة والسلام أتته وكأن بها الموت - كأنها على وشك الموت ، كيف ؛ كيف ردت هذا الرد على النبي عليه الصلاة والسلام  - تستأذنه فلم تجد بَوْابًا فدخلت عليه صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسولَ الله لم أعرفك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى "
فالحاصل أن النبيَّ عليه الصلاة والسلام أَنْكَـــرَ عليها النوْح ، وَلَمْ يُنْكِرْ عليها زِيَارَةْ قَبْرِ ابنِها .
ولذلكَ قالَ القرطبيُ رَحِمَهُ الله : " إنما لَعَنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم " زَوَّارَةَ " القبور ؛ لما يخشى من تفريطها في حق زوجها ، أو تَبَرُّجِهَا عند خُرُوجِهَا ، أو فعلها للمحرمات التي عدَّها الشرعُ مِنَ الكبائر كاللطم والنوْح وما إلى ذلك
أو الندْب كَأَنْ تَقُول : يا جملي يا سبعي كما تفعل النساء الجاهلات
قال : فإن سلمت المرأة من هذه الأمور جازَ لها أن تزور القبور لأنها في حاجةٍ إلى تَذَكُّر الموت كالرجل .
قال الإمام الشوكاني رحمه الله  : " وهذا هو القول الذي ينبغي أن يُعْتَمَدْ في هذا الباب ، إِذْ فيهِ الجمعُ بيْن الأدلة " .
وَأَمَّا إِتِّبَاعُ الجنائز:-
 فالأحاديث التي وردت في تحريم اتباع الجنائز على المرأة.. لا يصح منها شيء
ورد حديثـــــــان :-
 • أحدهما عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضيَ الله عنهما أن فاطمة رضيَ الله عنها كانت قد خرجت فلمَّا رجعت قال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أين كنت ، قالت : مات رجلٌ من آل فلان فذهبتُ لأترحَّم عليه – يعنى لتعزيَ أهله ولتدعوَ له – قال لعلك بلغتِ معهم الكُدَيْ ، قَالَتْ : قَلْتُ : معاذ الله ، قال : أما إنَّكِ لو فَعَلْتِ ذلك ما رأيت الجنة حتى يراها جدُّ أبيكِ – صلى الله عليه وسلم ،
- جد أبيك هو عبد المطلب، وعبد المطلب ما كان مسلما فلن يرى الجنة - ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك   "هذا الحديث إسناده ضعيف .
ولا يصح في ذلك إلا ما أخرجه البخاري من حديث أم عطية رضيَ الله عنها ، قالت: " نُهِينَا عَنْ إتباعِ الجنائز وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا "
" لَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا " يعنى لَمْ يُشَدَّدْ علينا 
إذًا هذا نهىٌ غَيْرُ جازمٍ لا يفيدُ التحريم وإنما يُفِيدُ الكراهة ،
فَيُكْرَه للمرأةِ أَنْ تَتْبَعْ الجَنَازَة , لكن إن فَعَلَتْ ذَلِكَ لا تكونُ آثمةً
.


--------------------------
الرابط الصوتي للفتوى

http://ar.islamway.net/fatwa/17558/%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D9%87%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%A9
=======================
|

مع تحيات صفحة " فتاوى مهمة لعموم الأمة "
https://www.facebook.com/%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A9-1526747894283018/timeline/
نرجو دعم الصفحة بالاشتراك والنشر والإعلان عنها