ملتقى المسلمين فى العالم
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   50758410
ملتقى المسلمين فى العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى المسلمين فى العالم

منتدى اسلامى شامل يجميع جميع المسلمين فى انحاء العالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

المواضيع الأخيرة
» الاستغفار أمــــــــــان أهل الارض
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 12:01 am من طرف ابوحذيفة السلفى

»  الاستغفار أمــــــــــان أهل الارض
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالإثنين أبريل 29, 2024 12:00 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» فَضَائِلُ ذِكْرِ اللهِ وَثَمَرَاتُهُ
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالأحد أبريل 28, 2024 11:52 pm من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 38 فضل عشر ذي الحجة والسنن الواردة فيها
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:34 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 37 حال المؤمن بعد الحج
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:29 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 36 حجة الوداع
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:22 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 35 أهمية توحيد الله
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:12 am من طرف ابوحذيفة السلفى

»  سلسة: خطب الشيخ العريفي 34 أهمية التربية الصالحة
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 10:01 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 33 القول على الله بغير علم
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:53 am من طرف ابوحذيفة السلفى

» سلسة: خطب الشيخ العريفي 32 الابتــــــــــــلاء
 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالإثنين يوليو 10, 2023 9:48 am من طرف ابوحذيفة السلفى

تصويت
من هو أفضل قارئ للقران الكريم
 عبد الباسط عبد الصمد
 محمد صديق المنشاوى
 إبراهيم الشعشاعي
 الشحات أنور
 محمد رفعت
 محمد محمود الطبلاوي
 مصطفى إسماعيل
 نصر الدين طوبار
 محمود الشحات أنور
 راغب مصطفى غلوش
استعرض النتائج
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعشاطر
 

  سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوحذيفة السلفى
الاعضاء


عدد المساهمات : 345
نقاط : 1022
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 09/02/2014

 سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Empty
مُساهمةموضوع: سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)     سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)   Emptyالثلاثاء مارس 07, 2023 4:55 pm

[ltr][size=173]تقوى القلوب[/size][/ltr]




[size=32]



[/size]
[size=32]الخطبة الأولى:[/size]
[size=32]إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمدُهُ ونَستعينُهُ ونَستغفِرُه، ونعوذُ باللهِ تعالى من شُرورِ أنفُسِنا وسيِّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهدِهِ اللهُ؛ فلا مُضِلَّ لَه ومن يُضلِلْ؛ فلا هاديَ لَه، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، وصَفيُّه وخليلُه وخِيرَتُه من خلقه، وأمينُه على وحيه، أرسلَه رحمةً للعالمين، وحُجَّةً على العبادِ أجمعين، فهدى اللهُ بهِ من الضَّلالَةِ وعلَّمَ به من الجَهالةِ وقَوَّى به بعدَ الضَعف، وكثَّــرَ به بعد القِلَّةِ، وأغْنى به بعد العـَيلَة؛ -فصلواتُ اللهِ وسلامُه عليه-، وعلى آلهِ وصحبهِ، ومن تَبِعَهُ إلى يوم الدين أمــــــــــــــــــا بعد:[/size]
[size=32]






[/size]
[size=32]أيُّها الإخوةُ الكِرامُ[/size][size=32]:
تَخَيَّلْوا أنَّ وَليداً عُمرُهُ شهرٌ واحد.. قَضى اللهُ ألّا يَعيشَ سِوى هذا الشَّهرَ فَقَبضَهُ دَيَّانُ يومُ الدِّين.. وقُبِرَ مع الـمَقبورين.. وبَينَما الناس في قُبورِهم :
إذْ نُفِخَ في الصُّور.. وبُعثرَتِ القُبور.. وكانَ فيمَن خَرجَ ذلِكُمُ الصبيُّ ذو الشهرِ الواحد.. حافِياً عارِياً أبهمَ..
نظـــر!  فإذا الناسُ حُفاةٌ عُراةٌ رجالاً  و نِساء ..
الجبالُ كالعِهنِ الـمَنفوش.. والناسُ كالفَراشِ المبثوث ..
السماءُ انْفَطرَت .. والجبالُ سُيِّرت .. والأرضُ زُلْزِلَت ..
العِشارُ عُطِّلَت.. الوحوشُ حُشِرَت.. البِحارُ فُجِّرَت ..
الأمَمُ على الرُكَبِ جَثَت .. وإلى كتابِها دُعِيَت..
الشمسُ كُوِّرَت .. ومن رُؤوسِ الخلائِقِ أُدْنِيَت.
الأمَمُ ازْدَحَمت وتَدَافَعَت.. الأقدامُ اختلفت.. الأجوافُ احتَرقت..
والعَرَقُ قد بلغَ الأذُنَين.
والناسُ بينَ مُستَظِلٍّ بِظِلِّ العَرْش.. ومَصْهورٍ في حَرِّ الشمسِ.
والصُحُفُ نُشِرَت.. والموازينُ نُصِبَت.. والكُتُبُ تَطايَرت..
صَحيفَةُ كُلٍّ في يَدِه مُخبِرَةٌ بِعملِه.. لا تُغادِرُ بَلِيةً كَتَمَها..
ولا مُخَبَّأةً أسَرَّها.
اللِّسانُ كَليلٌ .. والقلبُ كَسيرٌ.. الجوارِحُ اضْطَرَبت..
والـمَوءُودَةُ سُئِلت.. والجحيمُ سُعِّرت.. والجنةُ أُزْلِفت.
عَظُمَ الأمرُ.. وأشتَدَّ الهَول.. والـمُرضِعةُ عمَّا أرضَعَت ذُهِلَت.. وكُلُّ ذاتِ حَملٍ حَملَها وَضَعَتْ .
زَاغَتِ الأبصارُ وشَخَصت.. والقلوبُ الحناجِرَ بَلَغَت..
[/size]
[size=35]وأُحْضِرُوا للْعَرْضِ والْحِسَابِ *** وَانْقَطَعَتْ عَلائِقُ الأَنْسَابِ
وارْتَكَمَتْ سَحَائِبُ الأهْوَالِ *** وانْعَجَمَ الْبَلِيغُ في الْمَقَالِ
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْقَيُّومِ *** وَاقْتُصَّ مِنْ ذِي الظُّلْمِ لِلْمَظْلُومِ
وَسَاوَتِ الْمُلُوكُ لِلأَجْنَادِ *** وَجِيءَ بِالكِتَابِ والأَشْهَادِ
وَشَهِدَت الأَعْضَاءُ وَالْجَوَارِح *** وَبَدَتِ السَّوْءَاتُ والْفَضَائِح
وَابْتُلِيَتْ هُنَالِكَ السَّرَائرْ *** وانكَشَفَ الْمَخْفِيُّ في الضَّمَائِرْ.[/size]
[size=32]
هُنــــــا.. تَخَيَّلْ ذلكَ الوَليد صاحِب الشهرِ الواحدِ.. ما اقْتَرَفَ ذَنباً وما ارتَكبَ جُرماً والأهوالُ مُحدِقةٌ بهِ من بينِ يَدَيه.. ومن خَلفِه وعن يَمينهِ وعن شِماله.. تخيَّلْهُ مَذعوراً قَلبُه.. اشتَعَلَ رأسُهُ شَيباً في الحالِ لِـهَولِ ما يَرى..
هذا بلا ذَنْبٍ يَخافُ لِـهَولِهِ *** كَيفَ الـمُصِرُّ على الذُّنوبِ دُهورُ؟!

قالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ-: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا) [/size]
[المزمل: 17].[size=32]
يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَوْ عَلِمْتَ بِهَوْلِهِ *** لَفَرَرْتَ مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ أَوْطَانِ
يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطَرِيرٌ شَرُّهُ *** في الْخَلْقِ مُنْتَشِرٌ عَظِيمُ الشَّانِ
عبادَ الله: في خِضَمِّ هذهِ الأهوالِ التي تَبْيَضُّ منها مَفارِقُ الوِلْدانِ ما النجاةُ وما الـمَخرجُ؟[/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]إنَّ النجاةَ والمخرجَ في أمرٍ واحدٍ لا غَير، (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) [/size][مريم: 71][size=32]، وقال الله: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [/size][الزمر: 61][size=32]،
لا يُنجي واللهِ في تِلكَ الأهوالِ إلّا التَّقْوَى؛ فمَا حَقيقَةُ تِلكَ الكَلِمَةِ؟[/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]إنَّها اسْتِشْعارُ رَقابَةِ اللهِ على حَياتِكَ حتَّى كأنَّكَ تَراهُ؛ فإنْ لـَمْ تَكُنْ تَراهُ؛
فإنَّهُ يَراك، وتِلكَ مَرتَبةُ الإحسان؛ فَهِمَ هذا أصحابُ رَسولِ اللهِ [/size]
--[size=32] ؛ فَصِرْتَ تَرى شَرْعَ اللهِ يَدُبُّ على الأرضِ في صُورةِ أُناسٍ يَأكُلونَ الطعامَ ويَمشونَ في الأسواق،
رَوى الإمامُ البُخاريُّ عن أنسٍ -رضي الله عنه- قال: " كنتُ سَاقي القَوم في بيتِ أبي طلحةَ - يعني الخمرَ- وإنِّي لَقائمٌ أسقِي فُلاناً وفُلاناً وفُلاناً إذْ جاءَ رجلٌ فقالَ: هلْ بَلغَكم الخبَرُ قالوا وما ذَاك "؟[/size]
[size=32] [/size][size=32]قال: " لقد حُرِّمَتِ الخمرُ، وقد أمرَ رسولُ اللهِ مُنادِياً يُنادي ألا إنَّ الخمرَ قَد حُرِّمَتْ، وتَلا عليهم: [/size][size=32](يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[/size] * [size=32]إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[/size][size=32]) [/size][المائدة: 90- 91]؛[size=32]
فقالوا: أهْرِقْ هذهِ القِلالِ يا أنس؛ فما سألوا عنها ولا راجَعوها بعدَ خَبَرِ الرجل وما دَخَلَ داخِلٌ ولا خرجَ خارجٌ حتى أراقوا الشرابَ وكُسِرَتْ القِلال ثم تَوضَّأ بعضُهم واغتَسَلَ بعضُهم ثم أصابُوا من طِيبِ أمِّ سُليمٍ ثم خَرجوا إلى المسجدِ يَخوضونَ في الخمرِ قد جَرَتْ بها سِكَكِ المدينة"؛ فقد تَواطَأتْ المدينةُ كُلُّها على تَحريمه ، فلما قـُـرئِت عليهم الآية: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [/size]
[المائدة:٩١] [size=32]بعضُ القَومِ كانت شَربَتُه في يدِه فلم يَرفَعْها لِفِيهِ بل
أرَاقَ ما في كأسهِ وصَبَّ ما في قِلالِهِ وقال: " انْتَهَينا رَبُّنا انتهينا " !!
لم يَقولوا تَعَوَّدنا عليهِ منذُ سنينَ و وَرِثناها عن آبائِنا كما يَفعلُ بعضُ مُسلِمي زمانِنا , ما تَكوَّنَت عِصاباتٌ لِتَهريبِ الخمورِ ؛ لأنَّهم اسْتَشْعَروا رَقَابَةَ رَبِّهم فَبادَروا في يُسْرٍ إلى تَنفيذِ أوَامِرِه،
•  وبعدَ مَعركةِ تَبوك يأمرُ النبيُّ أهلَ المدينةِ ألّا يُكلِّموا كَعباً حينَ تَخلَّفَ عن تبوك؛ فإذا الأفواهُ مُلجَمةٌ لا تَنْبِسُ بِبِنْتِ شَفَةٍ وإذا الثُغورُ لا تُفتَحُ حتى عن بَسمَةٍ، بل يُسَلِّمُ على ابنِ عمِّهِ أبي قتادَةَ فما يَرُدُّ -عليهِ السلام-؛ فأمْــرُ رَسولِ اللهِ عندَ هؤلاءِ القومِ فَوقَ كُلِّ خُلَّةٍ وصداقة، ثم انظُر إليهم لما نزلتْ تَوبةُ اللهِ على هذا الرجلِ على كَعبٍ وأرضاهُ، تتَحرَّكُ المدينةُ وتَنتفِضُ عن بَكرةِ أبيها إلى كعبٍ فإذا الأفواهُ تَلهَجُ له بالتَّهنِئَةِ
وقد كانت مُلجَمَةٌ وإذا الثُغورُ تفيض بِبَسَماتٍ مُضيئَةٍ صادِقةٍ - وقد كانت عابِسةً!!، إنها نُفوسٌ لا يُحرِّكُها؛ إلّا دينُ الله.[/size]

[size=32]• إنَّهم لم يَقِفوا عندَ امتِثالِ أمرِهِ واجتنابِ نهيِهِ بل تَابَعوا أفعالَ المصطفى ولاحَظوا تَصَرُّفاتِه بِكُلِّ دِقَّةٍ وحُبٍّ وحِرصٍ على الاقتِداءِ حتى إذا ما فَعلَ شيئاً سارعوا إلى فِعلِه مُباشرةً لأنَّهم يَعلمونَ أنَّ سُنتهُ سَفينةُ نوحٍ من ركِبَها نجا ومن تَخلَّفَ عنها هَلَك.[/size][size=32]
[/size]
[size=32]ثبت عند أحمد وأبي داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ [/size]-- [size=32]يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ؛ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ؛ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ [/size]--[size=32] صَلَاتَهُ، قَالَ: [/size][size=32]"مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ، قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا ".[/size]
[size=32]وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " دَعَا رَسُولَ اللهِ [/size]--[size=32] رَجُلٌ؛ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَجِيءَ بِمَرَقَةٍ فِيهَا دُبَّاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ [/size]--[size=32]يَأْكُلُ مِنْ ذَلِكَ الدُّبَّاءِ وَيُعْجِبُهُ"، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ جَعَلْتُ أُلْقِيهِ إِلَيْهِ وَلَا أَطْعَمُهُ، قَالَ: فَقَالَ أَنَسٌ: "فَمَا زِلْتُ بَعْدُ يُعْجِبُنِي الدُّبَّاءُ[/size][size=32] " [/size](رواه البخاري ومسلم)،  [size=32]
وكَذلِكَ الإيمانُ إذا خَالَطت بَشاشَتُهُ القُلوب !!! .[/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]عبادَ الله:[/size][size=32] [/size][size=32]♦[/size][size=32] هل استشعرَ رَقابةَ الله واتقى الله حقيقةً  , مَن يَشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا الله وهو يُصبِحُ ومسي  " ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ " ؟ هل ينتظر بركة أو استجابة دعاء؟؟ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله [/size]--[size=32]:
((إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، فقالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [/size]
[المؤمنون: 51][size=32]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [/size][البقرة: 172][size=32]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ له؟!))؛ [/size]رواه مسلمٌ [size=32]


♦هل استشعرَ رَقابةَ الله واتقاهُ حقيقةً , من يُصْبِح و قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا ووقع في عِرْض ذاك وذاك ؟؟! فذلك هو المفلس من الحسنات يوم القيامة! ,فعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله [/size]
--[size=32] قال : " أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ."
♦هل استشعرَ رَقابةَ الله[/size]
[size=32], [/size][size=32]مَنْ يَجلِبُ النارَ لِيُحرِقَ بيتَهُ وأهلَهُ من أغانٍ وأفلامٍ ماجِنةٍ , وقِصَصٍ للحياء هاتكة ؟ ووسائل إعلام تروِّض النفوس على الكذب والنفاق وقلب الحقائق؟
ألم يستشعر هذا أنه لو مات على حالته تلك؛ مات غاشّاً لرعيته، خائناً لأمانته، وأنه سيأتي يوم القيامة حاملاً على ظهره وزره ووزر ما جلبه لبيته بقدر ما أفسدت هذه الوسائل في نفوس أبنائه وأهله , من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً !؟

ألم يسمع الي قول رسول الله[/size]
-[size=32]" كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ."
والله! لا يُعفيك من حساب الله، ولا من لوم الناس، ولا تأنيب الضمير أن تقول: أنا ضحيَّة، وما البديل، وما البدل، وما المبدل منه، ويظل يسأل ماذا أفعل؟!
لا يفلُّ الحديد إلا الحديد، والباب الذي يأتيك منه القبيح لا حيلة فيه إلا بسدِّه لتستريح.
ألا إن الشَّراب له إناءُ *** فإن دنَّسته دَنِس الشَّراب
أَمَا في هذه الدنيا أمورٌ سوى *** الشهوات تحرزها الطلاب
أما في هذه الدنيا أسودٌ *** كما في هذه الدنيا كلاب
♦هل استشعرَ رَقابةَ الله[/size]
[size=32], [/size][size=32]من لَيلُهُ سَهَرٌ على ما حَرَّمَ اللهُ ويُصبِحُ مُجاهِراً بِمعصيَتِه ؟[/size][size=32]
[/size]
[size=32]إنَّ حقيقةَ التقوى؛ ألّا تَنطِقَ بكلمةٍ؛ إلّا وقَد أعدَدْتَ جَواباً بينَ يَدَيِ الله، وحقيقةُ التقوى ألّا تكونَ عَدُوَّاً لإبليسَ في العَلانِيَةِ صديقاً لَهُ في السِّرِّ،وحقيقَتُها استشعارُ قُدرَةِ اللهِ عندَ قُدرَتِكَ على ظُلمِ العبادِ.
وروى مسلم، عن أبي مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: " كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا: "اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ"؛ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ [/size]
--[size=32]؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ: "أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ[/size][size=32]"، أَوْ " لَمَسَّتْكَ النَّارُ".
وثبت في المسند عن عبدالله بن أنيس قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ [/size]
-- [size=32]يَقُولُ: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ قَالَ: الْعِبَادُ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بُهْمًا؟ قَالَ: "لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ (بُعْدٍ كَمَا يَسْمَعُهُ مِنْ)، قُرْبٍ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ، حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ، حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمَةُ".
ومن حقيقةِ التقوى نُصْرَةُ المظلومين وإنصافُهم؛ ثبتَ عندَ ابنِ ماجه عن جابرٍ قال: " لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ [/size]
-- [size=32]مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: "أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟" َالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا؛ فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ، بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ  [/size] [size=32]: "صَدَقَتْ، صَدَقَتْ كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟ "ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ؛ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ، بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ[/size][size=32]" [/size](رواه أبوداود وأصله في البخاري).
[size=32]إخـــوة الإسلام: إنَّ من الضُعَفاءِ من لَو أقْسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّهُ؛ فإذا اسْتَنْصَروكم فَعَلَيكُمُ النَّصر، وكم في المسلمين من ذَوي حَاجَةٍ وأصحابِ هُمومٍ وصَرعى مَظالـِمَ وفُقَراء .[/size][size=32]
[/size]
[size=32]أقولُ قَولي هذا وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم من كُلِّ ذنبً؛ فاستغفروهُ إنَّه هو الغفور الرحيم.[/size]











[size=32]الخطبةُ الثانية:
الحمدُ للهِ على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتنانه، وأشهدُ أنْ لا إلَه إلّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيماً لشأنه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه، -صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه وخِلَّانه- ومن سار على نهجه واقتفى أثرَهُ واستَنَّ بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:
[/size]
[size=32]التقوى هي حق الله تعالى على عباده، فإن حق الله على عباده أن يتقوه حق تقاته، [/size] ][size=32]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [/size][  [آل عمران:102][size=32]
والتقوي. [/size]
[size=32]هي وصية الله جل وعلا للأولين والآخرين[/size][size=32] [/size][size=32]
[/size]
[size=32]، يقول ربنا جل وعلا في سورة النساء: [/size] ] وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [[size=32]
عَنِ ابنِ مسعودٍ في تفسير(( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ))
قال :"أنْ يُطَاعَ فلا يُعْصَى وأنْ يُذْكَرَ فلا يُنْسَى وأنْ يُشْكَرَ فلا يُكْفَرُ"
فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقايةً تقيه من ذلك، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه. [/size]
[size=32]
♦ ومن حقيقةِ التَّقوى ألّا تَنظُرَ إلى صِغَرِ الخطيئَةِ  بَلْ تَنظُرُ إلى عِظَمِ مَنْ عَصَيْتَ؛
فكم من ذَنبٍ حَقيرٍ استَهانَ بهِ العبدُ؛ فكانَ هلاكاً لَهُ، يقول رسول الله [/size]
-[size=32]"إياكم ومُحَقَّراتِ الذنوبِ ، فإِنَّما مثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذنوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نزلُوا بَطْنَ وادٍ ، فجاءَ ذَا بعودٍ ، و جاءَ ذَا بعودٍ ، حتى حمَلُوا ما أنضجُوا بِهِ خبزَهُم ، و إِنَّ مُحَقَّراتِ الذنوبِ متَى يُؤْخَذْ بِها صاحبُها تُهْلِكْهُ "
[/size]
[size=32]وهذا المثال ينطبق تماما على محقرات الذنوب، لأن هذه الذنوب المحقرة التي ليست بشيء في نظر من فعلها تجتمع على القلب حتى يصدأ ويظلم، قال الله تعالى : (( كَلَّا بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))
[/size]
[size=32]ولذلك يُروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب رضي الله عنه عن التقوى، عن ماهية التقوى وعن حقيقتها، ، فقال أبي رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين! ماذا تفعل لو سلكت وادياً ذا شوكٍ كثير؟ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أُشَمِّــر عن ثيابي وأحترز، فقال أبي : هذه هي التقوى، أن تشمر في طاعة الله، وأن تحترز من معاصي الله. هذه هي التقوى.
وقد أخذ ابن المعتز بهذا المعنى فقاله في ثلاثة أبيات رقيقة لطيفة:
خَلِّ الذُنُوبَ صَغِيرَها، *** وَكَبِيرَهَا؛ ذَاكَ التُّقَى!
وَاصْنَعْ كَمَاشٍ فَوْقَ أرْ *** ضِ الشَّوْكِ يَحْذَرُ مَا يَرَى؛
 لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيرَةً  ***  إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى! "
[/size]

[size=32]وقال آخر :
لا تحقرن من الذنوب صغارها ** والقطر منه تدفق الخلجانِ
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا ** حذر الممات ولا تقل لم يانِ[/size]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسة خطب الشيخ العريفي 20- (تقوي القلوب)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 27 السِتْــــــــــــــــــــــر
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 32 الابتــــــــــــلاء
»  سلسة خطب الشيخ العريفي 10- (المخدرات والمسكـــــــرات)
» سلسة: خطب الشيخ العريفي 36 حجة الوداع
» سلسة خطب الشيخ العريفي 2- ( وصف الجنة)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى المسلمين فى العالم :: الميديا الاسلاميه :: خطب مفرغه-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: