خروج آدم من الجنة
في القرآن الكريم: ﴿ وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّّ ولكم في الأرض مستقرً ومتاع إلى حين فتلقّى آدم من ربه كلمات فـتاب عليـه إنه هو التواب الرحيـم﴾ البقرة: 35-37.
وفي سورة الأعراف: … ﴿ فوسوس لهما الشيطان ليُبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربُّهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدوّّ مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين قال اهبطوا بعضكم لبعض عدّو ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين﴾ الأعراف 20 – 24.
والوسوسة هي الصوت الخفي المتكرر. وقد استخدم الشيطان مكره ليُظهر لآدم وزوجته ما سُتر عنهما من عوراتهما، وأخبرهما -كاذبًا- أن الله سبحانه نهاهما عن الأكل من الشجرة لئلا يكونا ملكين، أو يكونا من الخالدين الذين لا يموتون. ومعنى ﴿ فدلاهما بغرور﴾ : فأنزلهما عن رتبة الطاعة إلى رتبة المعصية بما غرّهما به من القَسَم، فالتدلية: إرسال الشيء من أعلى إلى أسفل. ﴿ وطفقا يخصفان﴾ : شرعا يلزقان من ورق الجنة ورقة فوق أخرى على عوراتهما لسترها.
لقد كانت معصية آدم عليه السلام نسيانًا منه، لا تعمدًا في مخالفة أمر الله. قال تعالى: ﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما﴾ طه: 115. واستغفر ربه، فتاب عليه واجتباه، كما قال سبحانه: ﴿ ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى﴾ طه: 122.