في ظلال آيات :
"إن الإنسان خلق هلوعا . إذا مسه الشر جزوعا . وإذا مسه الخير منوعا"
..... ومن ثم يبدو الإيمان بالله مسألة ضخمة في حياة الإنسان ....
لا كلمة تقال باللسان ....
ولا شعائر تعبدية تقام .....
إنه حالة نفس ومنهج حياة ....
وتصور كامل للقيم والأحداث والأحوال .....
وحين يصبح القلب خاويا من هذا المقوم فإنه يتأرجح ويهتز وتتناوبه الرياح كالريشة! ويبيت في قلق وخوف دائم , سواء أصابه الشر فجزع , أم أصابه الخير فمنع ....
فأما حين يعمره الإيمان فهو منه في طمأنينة وعافية ,
لأنه متصل بمصدر الأحداث ومدبر الأحوال ;
مطمئن إلى قدره ، شاعر برحمته , مقدر لابتلائه ,
متطلع دائما إلى فرجه من الضيق , ويسره من العسر ...
متجه إليه بالخير , عالم أنه ينفق مما رزقه , وأنه مجزي على ما أنفق في سبيله , معوض عنه في الدنيا والآخرة... . .
فالإيمان كسب في الدنيا يتحقق قبل جزاء الآخرة ,
يتحقق بالراحة والطمأنينة والثبات والاستقرار طوال رحلة الحياة الدنيا . ...
وصفة المؤمنين المستثنين من الهلع , تلك السمة العامة للإنسان , يفصلها السياق هنا ويحددها:
(إلا المصلين . الذين هم على صلاتهم دائمون). .
سيد قطب