النبي عليه الصلاة والسلام خرج من بيته في مكة إلى بيت المقدس وعاد إليه،
كذَّبته قريش, ولكنهم حينما طالبوه أن يصف لهم المسجد الأقصى، وصفه وكأنه يشاهده, لعلهم ظنوا أن النبي عليه الصلاة والسلام سمع هذا الوصف من غيره فنقله إليهم، طالبوه بأن يصف لهم ما رآه في الطريق، وصف لهم قافلةً، وسمَّى أسماء أصحابها، ولما جاءت القافلة إلى مكة, وسألوا: مَنْ أفرادها؟ جاءت إجابتهم مطابقةً تماماً لوصف النبي عليه الصلاة والسلام .
لذلك حدث الإسراء والمعراج نُصَّ عليه بآياتٍ محكمةٍ صريحةُ الدلالة، من أنكره فقد كفر, لأنه أنكر حقيقةً وردت في القرآن الكريم .
" معجزة الإسراء والمعراج " ضمن ما تشتمل السرعة الخارقة والقدرة المذهلة التي انتقل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشق الأول من المعجزة، وهو " الرحلة الأرضية "، من المسجد الحرام بمكة (في الجزيرة العربية) إلى المسجد الأقصى بالقدس (في فلسطين)، ثم السرعة والقدرة اللتان لا يستطيع الإنسان - مهما أوتى من علوم وتكنولوجيا – أن يحددهما، وذلك في الشق الثاني من المعجزة وهو " الرحلة العلوية "، أي: الصعود من حيث انتهت الرحلة الأرضية إلى الأعلى في رحلة سماوية اخترق الرسول بها طبقات الجو كلها وعبر أرجاء الكون إلى سماء لا ولن يستطيع الإنسان أن يصل إلى تحديد أي شىء فيها، ولن يعرف عنها أي شيء سوى ما أخبره به القرآن الكريم
يقول الله سبحانه: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هـو السميـع البصيـر (1) " [سورة الإسراء]. " سبحان "، أي: تنزه الله في قولـه عن كل قول، وتنزه الله في فعله عن كل فعل، وتنزه الله في صفاته عن كل صفات . " الذي أسرى "، أي: الذي أكرم رسوله بالمسير والانتقال ليلا . " بعبده "، أي: بمخلوقه الإنسان الذي اختاره لهذه المهمة العظمى، وهى مهمة هداية البشر جميعا .
الاعجاز العلمى الحديث فى معجزة الإسـراء والمعراج
أدمج إينشتين المكان والزمان في نظرية النسبية الخاصة عام 1905م، وأعلن أنه (ليس لنا أن نتحدث عن الزمان دون المكان، ولا عن المكان دون الزمان، ومادام كل شيء يتحرك فلابد أن يحمل زمنه معه، وكلما تحرك الشيء أسرع فإن زمنه سينكمش بالنسبة لما حوله من أزمنة مرتبطة بحركات أخرى أبطأ منه)
ولقد تحققت ظاهرة انكماش الزمن علميا في معامل الفيزياء
اى إن الزمن ينكمش مع ازدياد السرعة، وتزداد السرعة مع ازدياد القدرة على ذلك .