[1886] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إنَّ في الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكبُ الجَوَادَ المُضَمَّرَ السَّريعَ مِئَةَ سَنَةٍ مَا يَقْطَعُها » . متفق عليه .
وروياه في الصحيحين أيضاً من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال : « يَسيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها مئةَ سَنَةٍ مَا يَقْطَعُها » .
تعليق العلامة الشيخ فَيْصَلْ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ آل مُبَارَك رحمه الله
المسمى بـــ _ تطريز رياض الصالحين _
---------------------------------------------------------------------
في هذا الحديث : بيان سعة الجنة .
قال تعالى : { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [ الحديد (21) ] .
وقال تعالى : { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [ آل عمران (133) ] .
قال البغوي : أي : عرضها كعرض السماوات والأرض ، أي : سعتها . وإنما ذكر العرض على المبالغة لأن طول كل شيء في الأكثر والأغلب أكثر من عرضه . يقول : هذه صفةُ عَرْضِها فكيف طولها .
قال الزهري : إنما وصف عرضها ، فأما طولها فلا يعلمه إلا الله ، وهذ على التمثيل ، لا أنها كالسماوات والأرض لا غير معناه كعرض السماوات والأرضين السبع عند ظنكم .
وسئل أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن الجنة أفي السماء أم في الأرض ؟ فقال : أي أرضٍ وسماء تسع الجنة ! فقيل : فأين هي ؟ قال : فوق السماوات السبع تحت العرش .
قال قتادة : كانوا يرون الجنة فوق السماوات السبع تحت العرش ، وأن جهنم تحت الأرضين السبع . انتهى ملخصًا .
ويشهد لهذا ما ثبت في الصحيح : « إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى ، فإنه أعلى الجنة ، وأوسط الجنة ، ومنه تفجر أنهار الجنة ، وسقفها عرش الرحمن » .
وكذلك ما رواه الترمذي ، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « في الجنة مئة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، والفردوس أعلاها درجة ، منها تفجّر أنهار الجنة الأربعة ، ومن فوقها يكون العرش ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى » .
https://www.facebook.com/abed733.abed733?ref=hl