فسحة طالب العلم (( ومطالعة كتب الأدب ))
-----------------------------------------------
هذا الجزء قد اقتطعته من محاضرة
(( نفثة مصدور )) لشيخنا الحوينى حفظه الله
وعنونت له بالعنوان عاليه
لما رأيته من جفاف الخطاب الدعوى لدى بعض اخواننا
وبعده عن الرشاقة الأدبية.. فأحببت أن أقوم مقام الخادم
فى مساعدتهم للوصول للطريقة المثلى لترقيق الحواشى
وتهذيب الطبع والترويح عن النفس .
.
.
.
يقول شيخنا حفظه الله :
من جملة ذكاء طالب العلم أن يروح عن نفسه بالعلم أيضاً يعني أنت تدرس علوم الشريعة ، طلبتنا فقراء جداً في الأدب ، والشعر ، ممكن تجده يتكلم في الفقه والحديث جيد ، لو أعطيته قصيدة يقرأها لا يعرف يقرأها صح ، مع أنه كما قال الشافعي : من تعلم الشعر رق طبعه ,فالمفترض يكون لك ورد كما يكون لك في العلوم الشرعية ، يكون لك ورد في الأدب ، وتقرأ الكتب القديمة ، الشعراء القدامى بالذات طبقة الشعراء الصعاليك ، مثل تأبط شراً ، لهم أشعار في غاية القوة والجمال انزل تحت شوية لو أنت لا تقدر مع هذه الأشعار أن تدخل فيها مع أنني أوصي بقراءة ديوان ، النابغة الذبياني ، هذا كان إمام زمانه آنذاك ، وإمروء ألقيس هو الذي وسع التشبيه في الشعر ، أي سموه أمير الشعراء ، لذلك ، كان ينحت المعاني نحتاً، لم يسبق إلى تشبيهات كثيرة ، وكان وصافا ً,النابغة كان حكيماً يميل إلى الحكمة أكثر فالمتنبي عندما سئل عن أبي تمام والبحتري ، أبو عبادة البحتري ، قال: ( أنا وأبو تمام حكيمان والشاعر البحتري)الشاعر بمعنى أجل أي شعره أجل مع أنني لا أجد هذا في البحتري ، مع أن ديوان البحتري أقرأ كثيراً عندما استخدم البحر الطويل ، أشعر أني لا أستطيع أن أهضمه جيداً,لكن المتنبي شهادته متقدمة على شهادتي ، فالمتنبي كان إمام الزمان ، فهو أبصر بمن يكتب جيداً ، لكن المتنبي الحقيقة دخل قلبي ، كشاعر لكن كإنسان لا أفضله لماذا ؟ لأنه متقلب تبعاً لمصلحته ، من يأتي له يمدحه ، ومن لا يأتي إليه يهجوه ، وأنا قمت في إحدى المرات درس في صيد الخاطر عن المتنبي مخصوص أبو تمام رائع جداً أيضاً ، فأنت عندما تقرأ وتحتج بالشعر أثناء الكلام تفرق معك كثيراً فأنا أريد شبابنا يهتمون بهذه الآداب ، عندما تمل من العلوم الشرعية روح عن نفسك بالأدب ، والشعر وقراءة كتب البلاغة وهذا الكلام ، هذه فسحتك ,لو أنهيت ذلك عد للعلوم الشرعية مرة ثانية لأن النفس تحمض إذا قرأت علماً واحدا ًكثيرا ً، تحمض فأنت تحتاج تغير ، ولكن لا تغير بأن تخرج للشارع تتفسح ، هكذا تكون أضعت العمر فيكون الحرص وهي ثاني صفة ذهبت منك بهذا , إذاً رياضتك, تخرج من هذا العلم إلى هذا العلم ، هكذا كان ابن الجوزي رحمه الله تعالى ،